منذ فجر التاريخ .. الذي وثّقَ ويوثّق , وسطّرَ ويسطّر لنا في سفره الخالد .. أحداث جسام وقصص وحكايات .. ما أنفك يخبرنا ويعضنا ويعلمنا من خلالها الدروس والعبر .. بل وينصحنا .. بأن من يخون تراب وطنه ويتآمر على أبناء جلدته , عاجلاً أم آجلاً خاصة بعد أن تنتفي الحاجة إليه سيرّكل جانباً , وسيكون منبوذاً في نهاية المطاف حتى من قبل أسياده ومن جنّدوه لخدمة مصالحهم ونفوذهم , كونهم يعلمون علّم اليقين بأن من يخون أرضه وعرضه .. أبداً لا يتردد ولا يتوانى عن خيانة أسياده في حال حصوله على امتيازات ومزايا أفضل من أسياد جدد آخرين !؟, وهذا ما تجسد ولمسناه وشاهدناه بأم أعيننا قبل وبعد عام 2003 , عندما تابعنا السفرات والرحلات المكوكية لأتباع آل البيت الأبيض ( بشيعتهم وسنتهم وكردهم ) , وتنقلاتهم بين لندن وواشنطن وباريس وغيرها , واستجدائهم وتوسلهم بالرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن الأرعن تحرير العراق !؟, والآن وبعد ما يربوا على مرور الـ 18 عشر عاماً … وتحديداً منذ انطلاق شرارة ثورة تشرين المظفرة , باتوا أنفسهم يلعنون أمريكا ويطالبون بإخراجها فوراً من العراق ..؟؟؟, ويصفون الشباب الحر الثائر والمنتفض “بجوكرية السفارة الأمريكية وبأبناء الرفيقات ومشتقاتها ” !!!, وهذا ما يدل بوضوح إلى ما ذهبنا إليه في مقدمة السطور أعلاه , بأن أمريكا توصلت إلى قناعة تامة … إن لم تنهيهم وتسّدل الستار الأسود على حقبتهم المأساوية والكارثية , فإن الشعب العراقي سيطيح بهم وينهيهم .. بل وسيسحلهم سحلاً … على ما اقترفته أياديهم الآثمة بحق الشعب العراقي , ولهذا أتت بمصطفى الكاظمي للعب هذا الدور , للتخلص منهم بشكل انسيابي وسلس وتدريجي !, بعد أن تأكدت أيضاً بأن هؤلاء الأوباش وناكري جميلها الذي جعل منهم سادة وقادة وضباط ورجال أعمال وساسة لا يشق لهم غبار في غفلة من الزمن الأغبر … لا يؤتمن لهم جانب ولا يمكن الوثوق أو التعويل عليهم حتى على الأمد القصير .. !؟, ولابد من الاسراع في التخلص منهم , ومن راقبَّ وتابع الوضع والمشهد العراقي … منذ تشكيل أول معارضة عراقية خارج العراق بعد عم 1991 , يجد أنها ضمت بين صفوفها النطيحة والمتردية وسقط المتاع وأصحاب السوابق ومرتكبي الجرائم بكل أشكالها وألوانها .. كالخيانة العظمى والتجسس والقتل والسرقة … ناهيك عن الجّنح المخلة بالآداب العامة !, وأغلب هؤلاء منهم من ذهب إلى مزبلة التاريخ ومنهم من ينتظر دوره .
فبما لا يدع مجال للشك والتأويل والتحليل … بل وبكل تأكيد لقد بات عملاء وأدوات إيران في العراق خاصة والشرق الأوسط عامة يلعبون في الوقت شبه الضائع !, وها هي المخابرات الأمريكية وجميع المخابرات المتحالفة معها وعلى رأسهم الموساد الصهيوني .. منذ تنصيب الكاظمي بدءوا يعدون العدة للإنقضاض على جماعة هيهات منهم الذلة , وكلا .. كلا .. أمريكا , وكلا .. كلا .. إسرائيل ؟, وما عملية تدشين العام الجديد باستهداف وتصفية قائد فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني ” قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ” يوم 3 كانون الثاني \ 2020 , إلا كما أشرنا في مقالات سابقة .. بأنه كان عربون ثقة للشعب العراقي بأن التغيير قادم , ووثيقة اطمئنان وتطمين لمصطفى الكاظمي نفسه .. بأننا معك ولن نخذلك أو نتخلى عنك في عملية تبادل المسرحيات والأدوار الجديدة في العراق والمنطقة !, وما الحفاوة والتكريم والاستقبال الحار له في البيت الأبيض خلال زيارته الأولى كرئيس وزراء ..!, إلا من أجل هذا الغرض وهذا الهدف بالذات , لتمرير هذه الخطة الجديدة , وتسويقه للعراقيين بأنه القائد والزعيم الجديد والرئيس المنتظر…!, الذي سيخرج العراق من حالة الفوضى والهرج والمرج والسلاح المنفلت وعمليات الخطف والأبتزاز , وسيخلصه من الاحتلال الإيراني المباشر !؟, وسيجلب له الأمن والأمان والاطمئنان والرخاء … وفي مقدمتها حل معضلة القرن الواحد والعشرين المستعصية فقط في العراق كما هي تأمين ” الكهرباء ” !!!؟.
بكل تأكيد نستطيع أن نقول .. ها قد بدأت رحلة عد الأنفاس واللعب على المكشوف .. ومن يقف بوجه الخطة الأمريكية – الكاظمية الجديدة سيكون مصيره مصير سليماني والمهندس ..على ما يبدو ..!
نعم … لقد بدأ العد التنازلي لإنهاء هيمنة عملاء وأدوات ووكلاء إيران على القرار السيادي والسياسي والاقتصادي في العراق وفي مقدمتهم … والي إيران ” نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي ” وآخرين , إن لم يتم طردهم من المنطقة الخضراء وتجريدهم من كافة المناصب والامتيازات والصلاحيات طوعاً أو قسراً قبل فوات الأوان , كما تم إنهاء خدمات المدعو ” حامد الجزائري” قائد مليشيا الخراساني طوعاً بعد أن أبلغه الكاظمي على ما يبدو بأنه سيلحق بمن سبقه !؟, وها هي .. أي المخابرات الأمريكية – الدولية تقوم برصد وتقصي ومراقبة جميع تحركاتهم الداخلية والخارجية على مدار الساعة , حتى وإن تنكروا بملابس نسائية وارتوا الحجاب من الرأس إلى أخمص القدم !, وفي حال لعبوا أو حركوا ذيولهم ستتم تصفية من تشاء منهم في غضون ثوان معدودة .. وهم يعلمون بذلك .. ولا نبالغ إذا قلنا بأنهم يحملون الشرائح والمجسات الأليكترونية في جيوب جلابيبهم وعمائمهم وأماكن تواجدهم وعرباتهم .. أو حتى في أجسادهم … ولهذا يجب عليهم أن يتأكدوا بأن زمن الكذب والتدليس وبيع العنتريات والضحك على عقول البسطاء والأغبياء والسذج قد ولى وبدون رجعة … إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون أو مازالوا في غيهم يعمهون , وهذا كله بطبيعة الحال يحسب لقادة وصناديد ثورة تشرين الأبطال ومن يدعمهم ويقف معم على طول الخط وليس لأمريكا ومطاياها الجدد !.
تفيد آخر المستجدات والتسريبات الموثقة بأن مصطفى الكاظمي .. واجه كل من نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي بالجرم المشهود …!, وبمعلومات دقيقة ومؤكدة وصادمة لهم … عن العملية التي تم الاعداد والتحضير لها في إيران , والتي كانت تهدف للإطاحة بحكومته !, عارضاً عليهم تسجيلات ومراسلات تفصيلية دقيقة وكاملة عن هذه الخطة !, وحذرهم بشكل مباشر من مغبة التآمر على حكومته والانجرار والسير خلف قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد , إسماعيل قاآني , وممثل حزب الله اللبناني محمد كوثراني .
إذاً .. وكما يقول المثل ( ذاب الثلج وبان المرج ) !, بعد أن سقطت كافة الأقنعة , ولن تنفعهم ماما أمريكا , ولا خالة إيران , وإن الأيام القليلة القادمة حبلى بالمفجآت غير السارة لهم ولذيولهم ولمن لم يقفز من مركبهم الغارق قبل فوات الأذان …!؟, أليس 1 أكتوبر يوم عيد ميلاد وإنطلاق شرارة ثورة تشرين المظفرة , وكذلك يوم 4 أكتوبر يوم إجراء الإنتخابات الأمريكية … بقريب !!!؟.
فلننتظر ونترقب بماذا سيعود وسيرجع الثائرون … وللحديث بقية