7 أبريل، 2024 2:48 ص
Search
Close this search box.

هل بدأت امريكا وحلفائها رسم خارطة الشرق الاوسط ألكبير؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدأ كل شيء بسرعة .. الربيع العربي , انهيار وسقوط انظمة  حكم عربية ظن الكثير انها لن تسقط بسهوله , الثورة او الحرب الاهلية في سوريا ومقاومة الاسد عملية اسقاطه بنفس سيناريو من سبقه من الحكام العرب , افول نجم تنظيم القاعدة عدو العالم الغربي وأمريكا التقليدي  والظهور المفاجئ والقوي  لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) على الساحة الدولية بإمكانياته الهائلة بالعدة والعدد وتهديده للكثير من دول الاقليم والعالم وسيطرته على مناطق شاسعة من العراق وسوريا وإعلانه الخلافة الاسلامية , مجموعة من  الاحداث المتوازية والمتلاحقة تشير كلها الى وضع خارطة جديدة لهذه المنطقة المضطربة منذ عشرات السنين … فمنذ توقيع الدول العظمى انذاك على معاهدة سايكس بيكو والمنطقة تدخل بحرب وتخرج من اخرى  وكأن قدر هذه البقعة من الارض أن تكون مسرحاً للحروب .

دول كبيرة في لحظة ضعف مزقتها هذه المعاهدة .. سلخت منها اراضي وصنعت منها دولاً لاوجود لمقومات الدولة فيها سوى انها تمتلك ثروة نفطية وبقائها كدولة مرتبط بوجود هذا النفط وبيعه الى من يمنحها الشرعية لبقائها … لكن دول كإيران وتركيا برغم ما مرت به في تاريخها من ضعف. خصوصاً اثناء الحربين العالميتين … لن ترضخ بسهولة لهذا الواقع الذي خلقته هذه المعاهدة رغم سكوتها كل هذه الفترة الطويلة .. إيران وبتاريخ وعظمة بلاد فارس اليوم  قاب قوسين او ادنى من أن تصبح دوله نووية مؤثرة قوية يضاف لذلك امتلاكها  لنظام سياسي يعرف جيداً اين يضرب وأين يهرب .

 تركيا بسلطانها الجديد ( اردوغان الاول ) وباقتصادها القوي وموقعها الإستراتيجي ونظامها الاسلامي المعتدل الذي يروق لأمريكا . تتذكر جيداً  أين كانت حدود دولتها  لازالت تنظر الى مسافات ابعد من مكة والقدس والقاهرة .

ايران وتركيا ادركتا ضرورة التحرك بسرعة لاستعادة حقوقهما المسلوبة او التي ستسلب منهم مرة اخرى بسايكس بيكو جديدة إن بقوا على التل كما يفعل بنوا العرب ألان , ايران تدافع بشراسة عن هلالها الشيعي الذي اصابه شرخ عظيم وبدأ ينقسم الى نصفين , تركيا ادركت إن قيام دولة كردستان الكبرى امراً لا مفر منه فاعترفت بهذا الواقع الجديد مستغلتاً بذلك الوهن والضعف الذي اصاب الدولة العراقية والسورية المقسمة مبدئياً وفق سايكس بيكو الجديدة … لهذا أعطت الضوء الاخضر لقيام هذه الدولة ووعدتها بالدعم الاقتصادي والمعنوي بل والمشاركة في بناءها  والاستفادة ايضاً من الثروات الطبيعية الموجودة فيها شرط ان تكون هذه الدولة الكردية الناشئة خارج حدود تركيا. الأكراد وببراغماتيتهم المعهودة طبعاً سيقتنعون بدولة كردية اصغر مما كانوا يحلمون لأنهم يعلمون إن ايران وتركيا بلدين قويين ويستطيعا أن يقضوا على الحلم الكردي بلمح البصر . وإذا  فاتهم قطار سايكس بيكو مجدداً ولم يستطيعوا اقامة دولتهم الكردية فلن تقوم الى قيام الساعة .!!

ايران ايقنت ان طرفي هلالها لن يلتئما مجدداً فبدأت بالضرب تحت الحزام واستغلت  الاوضاع المضطربة في اليمن فحركت حلفائها الحوثيين في اليمن وفتحت صنعاء .!! .وبهذا قد ارسلت  رسالة واضحة لمن يريد أن يرسم خارطة الشرق الاوسط من جديد إن ايران رقم صعب في المعادلة ولن تقبل بما سيرمون لها من فُتات .

مصر لن تستطيع مواكبة  قطار الشرق الاوسط الكبير  فما زالت تداوي جراحها التي سببتها ازمة سقوط نظام مبارك وحكم الاخوان المسلمين وظهور بعض الجماعات الارهابية المتطرفة .

السعودية ودول الخليج كانت ولازالت الى وقت قريب تراهن على موقعها في سوق النفط العالمية وقدرتها على انتاجه والتي اعتقدت انه سيقيها من كيد الفجار وطوارق الليل والنهار .تحركت متأخرة ولم تتحرك الا حين ايقنت إن خطر تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) ومخطط الشرق الاوسط الكبير بدأ يهدد كراسي ممالكهم وإماراتهم .

الاردن بحكم موقعها كحامي للبوابة الشرقية لإسرائيل . وعدم امتلاكها لأي ثروات نفطية وعلاقة ملكه المتميزة مع امريكا وبريطانيا فأنه سيكون بمنأى عن اطماع الكثيرين الا ( داعش ) طبعاً .

يبقى العراق البلد الوحيد في المنطقة الذي ترك الامور على عواهنها ولم يحرك ساكناً سوى محاولاته القيام وبالنيابة عن ايران بإعادة طرفي الهلال الشيعي الى سابق عهده ولا يبدو إن الامور ستسير بما تشتهي سفن النظام في ايران والعراق .فلحد الان والقوات العراقية لازالت عاجزة عن استعادة تكريت والموصل والكثير من مناطق الانبار .وسط تخبط ملحوظ في الخطط العسكرية للقوات العراقية .

إن القطا رقد انطلق مع تشكيل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش ) و بدأت المرحلة الاولى من مخطط اعادة تشكيل خارطة الشرق الاوسط الكبير شاء من شاء وأبى من ابى ويجب على الجميع الصعود على متنه والنزول منه بأقل الخسائر , الجميع اتخذ الاحتياطات اللازمة لذلك … الا نحن في العراق وكأننا ننتظر مالذي سيحدث مستسلمين لقدرنا . هل سيتقسم العراق أم إن الاخرين لن يسمحوا بذلك .من هم الاخرون .الجميع يبحث عن مصلحته من منهم سيترك مصالحه ويبحث لنا عن مصالحنا .

يجب أن يدرك العراقيون إن امريكا وحلفائها لايدافعون عن العراق انما عن بلدانهم خوفاً من أن يصل اليهم خطر التنظيمات الارهابية بدليل إن الضربات الجوية المتواضعة للتحالف الدولي ليس للقضاء على (داعش )  وإنما لتحجيمه فقط والسماح له بخلق دولة حدودها هلامية تتمدد وتتقلص حسب الظروف المحيطة بها . وهي ما تسعى له امريكا وحلفائها في الوقت الحاضر تحت مشروع الشرق الاوسط الكبير  , وإن ايران وتركيا لن تضحي بمصالحها القومية على حساب مصالح العراق .فأرجوا أن يعي العراقيون ذلك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب