23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

هل بدأت الحرب العالمية الثالثة ..؟

هل بدأت الحرب العالمية الثالثة ..؟

هل تتحق نبوءة هنري كيسنجر عراب السياسة الأمريكية في قيام حرب عالمية ثالثة في الشرق الاوسط ،عندما قال قبل عامين او اكثر ،ان طبول الحرب تدق في الخليج،ومن لم يسمع ضرباتها فهم اعمى واصم ،ثم اردف ان طرفا النزاع هم امريكا وحلفاؤها الغربيون والطرف الاخر هو روسيا وإيران والصين وسوريا ،وان النصر المؤكد سيكون لأمريكا وسيكون النصر حليف امريكا ،وستكون اعظم قوة في العالم ،وهي من سيقوده ،هكذا تنبأ هنري كيسنجر عراب ومهندس السياسة الخارجية لأمريكا  منذ نصف قرن ،الان نرى ونسمع ونشاهد قرع طبول الحرب اوضح من اي وقت مضى ،تدق قلوبنا قبل ابوابنا ،فهل كان كيسنجر يتنبأ ذلك ام هناك مشروع وضعه برنارد لويس لإقامة الشرق الاوسط الكبير ضمن مخططه الجهنمي ،في تفكيك وتفتيت المنطقة كلها على اسس طائفية وعرقية وقومية واثنيه ،وهو ما نراه الان بأبشع صوره ينطبق على ارض الواقع ،في هذا المقال ،سنسلط الضوء على مراحل مشروع برنارد لويس ،وتنبؤات هنري كيسنجر،ونحن نرى المنطقة كلها ذاهبة الى حرب عالمية ثالثة شئنا ام ابينا ،من خلال التدخل العسكري الروسي في سوريا،وإقامة قواعد عسكرية روسية  في اللاذقية وغيرها،وإرسال الجيوش الى سوريا للقتال مع الجيش السوري ضد التنظيمات الاسلامية المتطرفة والجيش الحر ،اذن محاور الحرب اتضحت من خلال تحالفات الاضداد ،فالمحور الروسي هو ايران والصين وسوريا وحزب الله،فيما المحور الاخر الامريكي هو التحالف الغربي فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول الخليج العربي ،وهذا ما عناه هنري كيسنجر وشخصه،فماذا بقي لإشعال فتيلها اذن،مشهد الحرب العالمية لم يكتمل لحد الان على الاقل امريكيا،فبعد توقيع الاتفاق النووي الايراني،والتي ضمنت امريكا عدم استطاعة طهران امتلاك قنبلتها النووية لعشرات السنين ،وتقييدها بقيود صارمة كبلتها ببنود المراقبة الدائمة لمفاعلاتها ،وكمية انتاج اليورانيوم وغيرها،وتقصيص اذرعها في اليمن والعراق ولبنان واقصد بهم حزب الله اللبناني والحوثيين وميليشيات طائفية عراقية يقودها قاسم سليماني وتأخذ اوامرها من ولي الفقه مباشرة ،وضمان امن حلفائها في الخليج لدفع فواتير الحرب المقبلة ،كل هذا جعل ادارة اوباما تتخذ من (الصبر الاستراتيجي)
الذي نوه عنه الرئيس اوباما قبل اقل من عام ،مخرجا لتأجيل الحرب حتى يكتمل السيناريو الامريكي ولعبته في المنطقة ،فالحرب توشك على نهايتها في اليمن لصالح امريكا والتحالف العربي ،بالقضاء على الحوثيين اذناب ايران،وإنهاك حزب الله في سوريا والعراق ،وضمان عدم قدرته على القتال ،والصفحة الاخيرة وهي الاخطر على مشروعها ،هو العراق،لذلك هي تدعم جهات عديدة ضد خصم واحد هو الميليشيات الايرانية ،فهي تدعم مصالحة وطنية حقيقية كمؤتمر الدوحة لإعادة التوازن وإيجاد البديل الفوري عن ما تسميه (حكم الشيعة) الذي قدم مثالا سيئا للحكم ،وتدعم تظاهرات علمانية لا شيعية ولا سنية ،هدفها ايجاد مبررات للتدخل وفض الازمة التي وقعت فيها حكومة العبادي بعد فشلها في تنفيذ اصلاحات حقيقية وإحالة الفاسدين الكبار الى القضاء وإصلاح القضاء،اضافة الى اصرارها وممارسة ضغوطها على ألبرلمان وحكومة العبادي لإخراج قانون الحرس الوطني الى حيز التنفيذ،كبديل عن الحشد الشعبي الذي يأتمر بأوامر ايران وقاسم سليماني ،ويشكل خطورة بالغة على مشروعها ومخططاتها ،حيث هدد احد قادة كتائب حزب الله العراقي(بخطف السفير الامريكي في بغداد)،وهذا مؤشر خطير جدا على تنامي نفوذ وهيمنة وقوة هذه الميليشيات ،خاصة بعد تنفيذها خطف وكيل وزارة العدل ،والعمال الاتراك وحصول اشتباكات مع الجيش وتمردها على وزارة الدفاع ،مما نتج عن ذلك مقتل احد الجنود واسر (15) جندي اخر ،هذا العمل الميليشياوي جعل ادارة اوباما تتخذ عدة اجراءات سريعة ،للمحافظة على هيبتها في العراق،منها انزال قوات اضافية في قواعد عراقية بحجة تحرير المدن من داعش،والإيعاز الفوري لسحب الحشد من اطراف الانبار،وغلق ونقل السفارة الامريكية من بغداد الى اربيل ،مع تكثيف الطيران الحربي الامريكي فوق بغداد والجبهات ،اذن ادارة اوباما الان هي امام صفحة اخيرة من معركتها مع الارهاب الميليشياوي والداعشي معا وهي على ما يبدو مصممة على القضاء عليهما بكل السبل ،وأيسرها، وهو ما تقوم به في قضية تحرير الموصل والانبار،وما يجري على يد الميليشيات في بغداد،ولكن ماذا عن دورها في سوريا،وما هو موقفها من التدخل الروسي الواسع والعلني لإنقاذ نظام الاسد من السقوط على يد التنظيمات الاسلامية المتطرفة داعش والنصرة والجبهة الاسلامية والجيش الحر وغيرهم،من يراقب الحرب في سوريا يعرف ان امريكا قد انحسر دورها هناك ،والطيران الامريكي تباطأ في ضرب اهدافه على مواقع داعش،وترك التنظيم يأخذ راحته هناك،ويسجل انتصارات وتمددات كبيرة ،منها السيطرة على مواقع استيراتيجية ومطارات مهمة تحتوى على طائرات حربية وطائرات مروحية وبأعداد كبيرة مع طواقمها،اضافة الى هذا وهو الاخطر ،هو امتلاك داعش، والتنظيمات الاسلامية المتطرفة هناك معامل للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ،وقد تم استخدامها مع البشمركة في العراق ومعارك الزبداني في سوريا ،هنا اصبح بعد سيطرة هذه التنظيمات الارهابية على مساحات واسعة من المدن السورية كأدلب وحلب ودرعا وحماه وغيرها وفي العراق نينوى والانبار وغيرها،اصبحت المنطقة ،تغلي على صفيح ساخن ،وهي بركان سينفجر عاجلا ام اجلا ،بوجه الجميع ،ويدخل المنطقة كلها في اتون حرب عالمية ثالثة ظهرت ملامحها جلية في قيام روسيا وإيران بإنشاء قواعد عسكرية على طول الساحل الجبلي في اللاذقية وغيرها ،لضمان الحفاظ على اخر تواجد لنظام الاسد في الجبل ،لإقامة الدولة العلوية هناك،عند تقسيم سوريا ،فدخول روسيا والصين وأيران في سوريا ،وبشكل علني ومباشر ينذر بوقوع الحرب العالمية بأية لحظة مقبلة،وان الاوضاع في المنطقة كلها مهيأة لذلك،بعد ان وصل اهلها الى اليأس والقنوط والإحباط من السياسات الامريكية المزاجية ،التي انبت على مصالح امريكية ضيقة تهدد مستقبل المنطقة ،بالفناء والزوال ،اذن نحن نرى المنطقة تعيش ايامها الاخيرة قبل اندلاع حرب عالمية ثالثة طائفية في ظاهرها(سنية شيعية)،عالمية في باطنها لتحقيق مصالح دولية وإقليمية بعيدة المدى ،يكون الخاسر فيها الدول العرب ،لأنها ستكون ساحة لهذه الحرب ،طبول الحرب تقرع بقوة في الخليج ،نعم نسمع صداها سيد هنري كيسنجر……وصلت الفكرة …