9 أبريل، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

هل بات مقتدى يجيد فن المناورة بعد اختياره للأفندي أحمد الصدر!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا قد كتبنا في مقال سابق بأن السيد مقتدى الصدر بات يعي جيداً خطورة المرحلة القادمة , ويقرأ المشهد بشكل قريب للواقع , الأمر الذي جعله منذ فترة قصيرة يقترب يوماً بعد يوم من شاطئ السياسة ويجيد فن المناورة السياسية وليس الطائفية !, كي يكون له ولتياره موقع من الإعراب ودور حقيقي وليس هامشي في المرحلة القادمة .

ويبدو أن الرجل بعد أن أصيب بخيبات أمل كبيرة وتعرض لمطبات لا يحسد عليها بعد خيانة أقرب المقربين له كما هو المدعو جليّل نور الياسري كما يشاع ويذاع بأنه هرب إلى الهند وبحوزته 70 مليون دولار من أموال التيار الصدري !؟, الأمر الذي جعله يعلن حالة التقشف وغيرها من الأمور التي ربما سنتطرق إليها قريباً بعد التأكد من صحتها .

نعم .. بكل تأكيد السيد مقتدى اليوم ليس هو مقتدى الأمس لأنه ومن هم معه في نفس القارب باتوا يدركون جيداً إن لم يغيروا ما بأنفسهم ويبدأون بوضع خطط سياسية وعقد اتفاقيات وتحالفات داخلية وخارجية جديدة , والتفكير بعقل وتأني بعيداً عن الاعتماد على الرعاع وأنصاف المثقفين وحفنة من المستشارين الذي أثبتت الوقائع بأنهم عبارة عن مرتزقة ولصوص تسلقوا على ظهره وركبوا موجة تياره حتى أصبحوا في ليلة وضحاها من أصحاب المليارات والأملاك والعقارات بعد أن كانوا شحاذين فقراء تعساء يجوبون العالم من أجل تأمين قوت يومهم أو ممن كانوا أصحاب جنابر وبسطيات وباعة خردة وكارتات تلفونات كما هو سيء الصيت بهاء الأعرجي ومن لف لفه , ناهيك عن الأتباع والرهط المحيط به ممن أطلق عليهم هو نفسه صفة ( الثيران ) !؟.

كما أننا نعتقد بأن رجل الدين الشاب الذي حاول ومازال يحاول أن يكون رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية الجديدة منذ بداية الاحتلال والتغيير الذي حصل في العراق بعد عام 2003 وحتى يومنا هذا , لكنه للأسف فشل فشلاً ذريعاً بسبب البطانة الفاسدة المحيطة به كما أشرنا , ناهيك عن عدم خبرته ودرايته في أغلب مناحي الحياة بما فيها الجانب الديني والسياسي وهذا ليس عيباً , لكنه يبقى سليل عائلة عربية عراقية مجاهدة قارع وعارض عمه ووالده النظام السياسي في العراق منذ الثمانينات , وكذلك وقفوا بوجه التغلغل والهيمنة الفارسية على المرجعية في النجف مبكراً , الأمر الذي أدى بهما أن يدفعا حياتهما ثمناً لذلك , وها هو اليوم سيد مقتدى بات أيضاً يدق ناقوس الخطر ؟, وبأن اليد التي امتدت لعمه ووالده وأشقائه ربما ستصل وستمتد إليه لا قدر الله , لأن أنصاره سيحرقون مقرات أحزاب وأتباع إيران وسيقلبون الطاولة عليهم جميعاً , الأمر الذي تنبهت له الإدارة الأمريكية مبكراً , ولهذا قامت على الفور بتوفر له ولحيدر العبادي الحماية العلنية والسرية حتى بدون أن يعلم ليس فقط حباً به وحفاظاً على حياته , بل من أجل الحفاظ على مصالح ونفوذ وبقاء أمريكا في العراق بالإضافة لاستتباب الأمن والاستقرار بعد طي صفحة داعش قريباً , وهذا أيضاً كنا قد نبهنا إليه في مقال سابق ولا داعي للتكرار .

التحرك الأخير أو إذا صح التعبير المناورة الأخيرة التي فاجئ بها الكثير بما فيهم أتباعه وأقرب المقربين له … ألا وهو استدعائه لأبن عمه الشاب الثلاثيني أحمد أبن الشهيد مصطفى محمد صادق الصدر من لبنان … لها مغزاها وأسبابها ودواعيها وحساباتها على الصعيدين العائلي والوطني , خاصة بعد أن أقدم مقتدى أو شارف على قطع الحبل السريري بينه وبين إيران , عندما بدأ يشم ريحة الخيانة ويستشعر بأن التغيير قادم ليس في العراق ولكن ربما حتى في إيران , وبعد أن ظل يتخبط ويناقض نفسه بنفسه ردحاً من الزمن , خاصة في فترة قبل وخلال وبعد تولي خصمه اللدود نوري كامل المالكي رئاسة الوزراء , بعد أن ضحك عليه الأخير وابتزه لتولي رئاسة مجلس الوزراء خاصة في المرة الثانية , وكلنا نتذكر كيف كان مقتدى يتصرف كمراهق سياسي عندما كان تارة نراه يهدد ويتوعد حكومة نوري وحتى حيدر والفاسدين واللصوص والاحتلال وأدواته بالويل والثبور وشلع قلع , وتارة أخرى يعتزل المشهد السياسي وينزوي في الحنانة أو يلجأ إلى إيران !!؟, وظل هكذا يراوح مكانه على مدى أربعة عشر عاماً .

من هنا بات الكثير اليوم يتسائل بأي صفة التقى أحمد رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية في البلد ؟، وهل بات التعامل مع أحمد على أنه “راعي جهة سياسية”؟، وهل يتوافق هذا الأمر مع عمره ؟. وبحسب المصادر، فأن احمد تولى داخل التيار مسؤولية اللجنة الخاصة بمشروع الإصلاح، بالتنسيق مع الهيئة السياسية، وبدأ بنشاطات تمس الشارع العراقي، منها رعايته لمبادرة “ويؤثرون” الخاصة بجمع التبرعات للنازحين من المناطق المستعادة . ومن تأثيره في التيار ومفاصله، فأن احمد الصدر، صاحب فكرة إغلاق الهيئة الاقتصادية للتيار الصدري إضافة إلى قرارات أخرى.

احمد الصدر، الذي أعلن أن “الكراهية والطائفية” خارج مفاهيمه، كيف ستعامل مع “أعداء” التيار، وهل ستكون مواقفه “أقوى” من الصدر، الذي أعتمد على إطلاق “التوصيفات” وأبرزها “المنفلتة” على خصومه؟ أم سينتهج ذات السياق؟ لكن على ما يبدو أنه “حازم أكثر”.

وجود أحمد داخل التيار، وتسلميه مسؤولية “الإصلاح” هل سيغير شيء من التحالف مع التيار المدني، أم سيوثقه بصورة أكبر؟ في وقت يشهد “التحالف” استقرارا نسبيا منذ عام ، يتماشى مع رؤية الصدر وقادة التيار المدني والحزب الشيوعي، لكن دخول أحمد، صاحب الرؤية “الشبابية اللبنانية” على الخط، هل سيغير من المعادلة؟.
نعتقد أيضاً بأن إختيار السيد الأفندي أحمد ووضعه في الواجهة كسياسي بارز للتيار الصدري هي بحد ذاتها رسالة قوية بثوب علماني ودماء جديدة لحلفاء التيار الصدري القادم بقوة للمشهد السياسي وعلى رأسهم المقرر الأمريكي والحلفاء المحتملين التركي والسعودي والقطري بعد أن يعلن رسمياً الطلاق بالثلاثة لزواج المتعة بين آل الصدر وإيران , وسيكون مقتدى بمثابة الأب الروحي للحكومة الصدرية المعتدلة القادمة بعد إبعاد حلفاء وأدوات إيران من المشهد السياسي في الانتخابات القادمة !؟, وربما كما ذكرنا سابقا سيكون في نهاية المطاف للمرجعية الدينية في النجف مرجع عربي قادم يدعى مقتدى محمد صادق الصدر بعد أن يبلغ سن الرشد الحوزوي ؟, بعد عقد أو أكثر وهذه المرة سيتم دعمه وتنصيبه من قبل أمريكا وليس كما جرت العادة من قبل بريطانيا منذ عام 1917 .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب