23 ديسمبر، 2024 6:39 م

هل بات الاعلام المعاصر لغة التعابير المفبركة ؟!

هل بات الاعلام المعاصر لغة التعابير المفبركة ؟!

يبدو ان الرأي العام بات ينظر الى الاعلام المعاصر بمختلف وسائله عالم غريب وعجيب ملىء بالنبوءات والخطايا والاكاذيب البيضاء والسوداء والمشاكسات المثيرة ، واضحى في معظمه مأجوراً ومسيساً يختلق فن ( لغة التعابير المفبركة ) التي تثير القارىء والمستمع والمشاهد على حدٍ سواء . وراح يحفز ويثير المواطن بصورة مباشرة او غير مباشرة جراء ردود الفعل غير المتوازنة ، لانه لا يفرق في البث والنشر بين ما هو مخفي ومستور وما بين مُعلن ومشروع ينبغي تسليط الضوء عليه .في المقابل نجد  اغلب  الذين يديرون وسائل الاعلام يعيشيون في حالة توتر دائم لانهم وضعوا انفسهم وجهاً لوجه امام الصورة المغايرة الاخرى في الموت والدمار والفرقة وبث السموم . واضحى الاعلام اعلام الحالات المتطرفة لانه عكس الرؤية المؤدلجة وبلغ اهدافه في تشويه المشهد الاعلامي واختلاق الازمات  وتعانق مع المشهد السياسي في ترويج افكاره . نعتقد ان الاعلام مهما بلغ من المهنية والحرفية يبقى يـؤثراً بدرجة ويتأثر بدرجة مختلفة بما حوله . والوسيلة الاعلامية التي تتبنى الافكار المثقلة بالرطانة والفجاجة في الرأي وترويج دعاية استسهال النشر والبث الرخيص سوف تُعقد المشهد الاعلامي وتجعله عاجزاً عن اقناع الرأي العام وبالتالي تعكس صورة سلبية عن الاعلام برمته وهذا ما نشاهده في البيئة الاعلامية العراقية التي اصبحت موضع سخرية وعدم قناعة الرأي العام بما تطرحه ، في حين يلتجأ المواطن الى وسائل الاعلام الاجنبية للحصول على المعلومة باعتبارها ذات مصداقية وعندما تسأل المواطن كيف هي رؤيتك الى وسائل الاعلام العراقية ؟ يجيبك انها غير صادقة ، تلازمها نظرية المؤامرة في كل فعل ورد فعل . مما ينبغي على الاعلام العراقي ان لا ينغمس في موضوعين مهمين هما الطائفية والعنصرية ، لان الفرد العراقي لا زال يعاني من الهوية المركبة ، هوية الانتماء للطائفة والعرق وهوية الوطن ، واضحت هوية الطائفة والعرق  اقوى واكثر تاثيراً من هوية الوطن . وعندما نريد ان نعمق هوية الوطن ان لا نلغي هوية الانتماء للطائفة والعرق مثلما فعل النظام السابق فمزق هوية الوطن من حيث لا يشعر ، وعندما تهاوى النظام طغت هوية الانتماء للطائفة على هوية الوطن فساهم الاعلام في تعميقها وراح محرضاً ومشدداً عليها . دعوتي الى مديري ومسؤولي وسائل الاعلام الى عدم توظيف الاعلام باجندات مدفوعة الثمن تسيء الى رسالة الاعلام المعاصرة ،حتى لا تُلصق به عبارة ( الاعلام المعاصر ما هو الا لغة التعابير المفبركة ) .