23 ديسمبر، 2024 12:51 ص

هل بات الاعتذار من النظام الملكي وشيكا ؟

هل بات الاعتذار من النظام الملكي وشيكا ؟

تاسست الدولة العراقية عام 1921( بنظام ملكي برلماني ) بعد طرد العثمانين من المنطقة من قبل القوات البريطانية في نهاية الحرب العالمية الاولى وعينت بريطانيا اول رئيس وزراء للحكومة العراقية عبد الرحمن الكيلاني ومن ثم نصبت فيصل الحجازي ملكا عليها وتقول الكاتبة ليورا لوكيتز* ان ما قام به الملك بتطوير التعامل مع السنة والشيعة وخلق العلاقات والروابط لم يستطع أي حاكم عراقي بعده تحقيقها ، وهنا تكمن التساؤلات عن اختيار بريطانيا شخصا من الخارج ملكا للعراق برضاء السياسين العراقين المشاركين في السلطة انذاك واترك الاجابة للسياسين المشاركين في السلطة بعد الاطاحة الدموية بالعائلة المالكة والقريين منهم في السلطة بتاريخ 14 تموز 1958 وماذا جنوا للعراق الا الانقلابات ونزاعات دموية داخلية وحروب اقليمية وادخال الفساد الاداري والسياسي الى السلطة والنيل من سيادة الدولة بتدخلات من دول اقليمية 0
بالرغم من تاسيس دولة العراق تحت الانتداب البريطاني استطاع النظام الملكي اخراج العراق من تحت الانتداب وادخاله عضوا في عصبة الامم كاول دولة من الدول التي تشكلت بعد الحرب العالمية الاولى من التركة العثمانية ونال الاستقلال عام 1932 ومن اشهر رؤساء وزراءه عبد المحسن السعدون من عشيرة المنتفك في الناصرية وتولى هذا المنصب عدة مرات وهو من ابرز الرموز الوطنية وعضو المجلس التاسيسي وله علاقات واسعة مع العشائر وكان يعارض بشدة المتنفذين الساعين للمنافع الشخصية حفظا لسمعته وكرامته وكذلك معارضته لبريطانيا التي ترفض العراق السيطرة على جيشه وانتحر اثر ذلك في 13 /11/ 1929 وعرفانا لوطنيته قام اهالي بغداد على حسابهم الخاص بصنع تمثال له في شارع السعدون وكذلك الملك غازي ثاني ملك العراق المناهض للنفوذ البريطاني في العراق لكونها عقبة في بناء الدولة العراقية ونهب الثروات النفطية والاثارية وتوفي في حادث اصطدام سيارته التي كان يقودها بعمود كهرباء بتاريخ 4/4/1939 ويعتقد بانه اغتيل واصطدام سيارته حادثة مدبرة 0
من ابرز السياسين العراقين والاكثر شهرة عالميا في العهد الملكي نوري باشا السعيد واسمه الكامل – نوري سعيد صالح ملا طه ولد في بغداد – محلة تپە کورد – ویقال عنه انه کوردی المولد وترکی النشأة وتولى منصب رئاسة الوزراء اربعة عشر مرة من 23/3/ 1930 الى 13/7/1958 وساهم في تاسيس المملكة العراقية والجيش العراقي وحازما وحريصا في مهام عمله وقال عنه انذاك السفير البريطاني بترسون بان ان نوري باشا ظل لغزا كبيرا وصعب الاقناع في بلد لم يتعود الاذعان لاحد او الخضوع لسلطة بعد انتحار عبد المحسن السعدون ، وفي عهده اصيب ابنه العقيد الطيار صباح بحادثة سقوط طائرته وعولج على نفقة والده في بريطانيا والبالغة اربعمائة دينار فطلب صرفها من خزينة الدولة وعارضه وزير المالية في وزارته ولم يصرف له النفقة لكون الحادثة لم تكن اثناء الواجب ومن اقواله الماثورة ومتداولة بين الناس الي اليوم – انا قبق جيفة الفساد لا تشتمون ريحتها الا ان ازيل من الوجود – وكان اخر رئيس وزراء العهد الملكي والقي القبض عليه وقتل ومثل بجثه بابشع صورة وعرض تلفزيون بغداد في عهد النظام البائد ابنته سعاد في دار المسنين ، وهذا كل ما دخره والدها خلال خدمته للعراق 0
ومن ابرز المعدومين من النظام الملكي هو وزير الداخلية سعيد قزاز واسمة الكامل محمد سعيد مرزا مجيد الحاج احمد القزاز من السليمانية ، ساهم في بناء العراق – 33 عاما – واول من استلم الموانيء من الانكليز، وسلم نفسه الى السلطات طوعيا بعد الاطاحة بالنظام الملكي وحكمت عليه محكمة المهداوي بالشنق ورد عليهم بقوله المشهور – عندما اصعد الى المشنقة ارى الكثيرين تحت اقدامي ممن لا يستحقون الحياة – وسمعت ممن عاصروا عهده يقولون لو لا هذا الرجل لماتوا الفقراء من الجوع اذ اشرف بنفسه على مديرية الاعاشة واسس لها افران في جميع المناطق السكنية لبيع الخبز ب – عانة – اربعة فلوس وانقذهم من المجاعة وكانت تلك الافران تعمل الى السبعينيات من القرن المنصرم 0
على الاكثر لم تكن الخيانة والفساد السبب الحقيقي في تصفية النظام الملكي بالرعونة تلك بل كان عداؤهم للشيوعية بشكل مثير قد ادى الى الانتقام والتمثيل بهم حسب ما سربت من اقوال سعيد قزار الى الناس 0
بعد اسقاط النظام الملكي وزوال قبق جيفة الفساد ، ما جرى للعراق من الفساد والسرقة والرشوة وسفك الدماء وتدخل الدول الاقليمية بتصفية حساباتها فيه ، هل بات الوقت للاعتذار وشيكا من ذلك النظام ، مؤسسوا دولة العراق ، ممن قتلوا واعدموا وسحلوا في الشوارع لرد اعتبارهم ، على سبيل قول ابو المثل – ما عرفنا خيرك الا ما جربنا غيرك – 0

* العراق والبحث عن الهوية الوطنية – ترجممة دلشاد ميران 0