23 ديسمبر، 2024 1:52 ص

هل ان معارك “الحشد الشعبي” شرعية؟

هل ان معارك “الحشد الشعبي” شرعية؟

امتن حجيّة قام عليها المذهب الشيعي هي قول وفعل وتقرير المعصوم وهي الركن الاساس بعد القران في قيام مذهب التشيع…
قال زهير ابن القين رضوان الله تعالى عليه في كربلاء مخاطبا جيش بني امية (( يا اهل الكوفة..نذاري لكم من عذاب الله ان حقا على المسلم نصيحة اخيه المسلم ..وانتم للنصيحة منّا اهل…ونحن حتى الان اخوة على دين واحد مالم يقع بيننا السيف…فاذا وقع السيف أنقطعت العصمة وكنّا أمة وكنتم امة))))

لما سمع الحسين ع مقالة زهير ارسل احد اصحابه وابلغه ان يقول لزهير ..[ اقبل فلعمري ان كان مؤمن آل فرعون قد نصح لقومه وابلغ لهم النصح والدعاء فلقد نصحت وابلغت لهم النصح لو كان ينفع معهم النصح والابلاغ ]… اذن فعل وقول واقّرار الحسين ع بمقولة زهير جوازٌ في ان يكون [ كل قومين يقع بينهما سيف –قتال- صارا أمّتين مختلفتين ودينين مختلفين ولا يربطهما بعد ذلك ايُّ رابطة ] قانون فقهي وسياسي وبالنتيجة ملزم لاتباع التشيع .

خاطب زهيرٌ مسلمين يشهدون الشهادتين ويصلون ويصومون ويزكون ويحجّون ويقرؤون القرآن ويؤدون عباداتهم كاملة مع ذلك اقرّ الحسينُ ع بقانون ان السيف يمحو كل رابطة بين امتين تتقاتلان ولو كانتا مسلمتان. رب سائل يسال الا ان هذا يخالف الاية التي تقول ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما” والجواب ان الاية تتحدث عن مؤمنين وليس مسلمين وبني امية قطعا ليسوا مؤمنين بل مسلمون فقط وهو نفس الحال في الامتين السنية المسلمة والشيعية المؤمنة.

تتواجد ثلاث امم في العراق . الامة الشيعية. والامة السنية. والامة الكردية. الامتان الشيعية والكردية لم تتقاتلا وعليه فهما امّتان على دين واحد . اما الامّتان الشيعية والسنية فهما في قتال شرس منذ وفاة الرسول ص . لم يتورعا عن استخدام كل سيف ورمح وتفخيخ وتفجير وذبح وحرق وتهجير

وتشريد وهدم بيوت وقبب مقدسات وبيوت الله ولم ينجُ من القتل لا طفل او لا شيخ ولا أمرءة . بل قتلوا ابن بنت نبيهم ومثلوا بجثته ورفعوا راسه على الرماج وسبيت نساءه واهل بيته وهو فعل لم تقم به الوحوش الضواري لكن الامة السنية فعلته وتمثل حاكمها متفاخرا بقول

قد قتلنا القرم من ساداتهم— وعدلنا ببدر فاعتدل…ولا زال اتباع “القتيل” ع منذ مئات السنين يتحينون الفرصة للاخذ بثار سيدهم

ربما يدعي اخر ان ليس جميع السنة من قاتل الشيعة. على الاقل في العراق الان. والجواب : كلهم قاتلوا والدليل – في وضع العراق على الاقل ايضا- : لو سالت اي شيعي عن السني مشعان الجبوري لاجاب انه قاتل الشيعة بالقول والمساعدة عندما عرض في قناته كيفية تفخيخ العبوات وعندما وصف الشيعة بالمجوس الصفويين اثناء محاورته الشهيرة مع صادق الموسوي. ولو سالت شيعيا عن راءيه باسامة النجيفي فليس افضل حالا من مشعان وكذلك احمد الهايس والدايني والعاني والمطلك وامثالهم . جميع ممثلي السنة في نظر الشيعي قتلة سفلة يدعمون داعشا ويتمنون قيام دولتهم وتمددها, هذا في حال الممثلين السياسيين للسنة فكيف بمن هم ليسوا سياسيين واتخذوا منهج محاربة العملية السياسية ورموزها كالارهابي شاكر وهيب وطارق الهاشمي وابي بكر البغدادي واشباههم؟ ان كان الممثلين السياسيين يخفون تفاخرهم بقتل الشيعة فهؤلاء يستلذون بالقتل ونشروا مقاطع القتل والذبح والتفخيخ والحرق في الانترنيت تفاخرا ويعبرونه بطولة . عندما استشهد الحسين ع دخل موكب السبايا الكوفة ثم الشام ولم يعتدِ عليهم احد – مع انهم يسيرون في اراضي امة غير امتهم . اما في ما بين الامتين الشيعية والسنية فلن تجد شيعيا واحدا يسير في المناطق التي يحكمها السنة دون ان يذبح ويمثل بجثه. هذا في حال العراق اما حال السنة خارج العراق ففي فعل الفلسطينيين والعرعور والاخوان مايكفيني عن التفصيل.

بما ان الشيعة والسنة أمتين مختلفتين اذن لماذا تتهياء الامة الشيعية للهجوم على الامة السنية؟ هل لهجومهم مصدر شرعي؟ كقول او فعل او تقرير معصوم؟ او اية قرانية او دليل عقلي؟ الامة السنية

اختارت طريقة حياتها ونوعية دينها ونصبت خلفاءها ووضعت قانونها الخاص في تسيير امور امتهم فلم هذه النية للاعتداء على الامة السنية؟ اليس الاجدر بالامة الشيعية توفير هذه الدماء التي تسيل الان وستسيل بعد ايام وربما اشهر وربما سنوات وربما للابد من اجل لا شيء. والجهود التي تبذلها الامة الشيعة اليس استغلالها في بناء مناطقها الخربة افضل لهم ؟ اليس بناء حدود بين الامتين كفيل بمنع اعتداء احدهما على الاخر وانشاء علاقات حسن جوار افضل من الهجومات المتبادلة والحروب والقتل منذ اكثر من عشر سنوات وستستمر الى مالا نهاية؟ الا يوجد في الامتين من عقلاء يوقفون هذه المهازل ويتركون لكل امة حرية اختيار حياتها ونظامها ودينها؟ الم يصوت اقليم القرم الاوكراني سابقا للانضمام لروسيا وتم له ما اراد ويعيش الان في سعادة ورخاء؟ الم يعطى حق التصويت لاقليم كويبيك الكندي الناطق بالفرنسية؟ الم تنفصل يوغسلافيا وجيكوسلفاكيا الى ما اختاره اقوامها ومنذ سنوات انتهت حروبهم الدامية؟ فلماذا لا تقوم الامة السنية والشيعية بالانفصال ووضع حدا لهذه الحروب؟ ما الضير في ذلك والخوف من ذلك والتردد في القيام به؟ اليس حرية اختيار الناس لنظامها حق اقرته القوانين السماوية والوضعية ؟ العراق الذي ربما لاتريدون تغيير حدوده من صنع سايكس بيكو ولقيط ولد من رحم هذه الاتفاقية المذلة فلم تستقتلون في المحافظة على وليد انكليزي لم نحصل منه الا على الدمار والخراب والحروب؟ عندما كان المقبور عبد الناصر ينادي ليل نهار بالوحدة العربية كانت اذاعاته تمجد بمصر والتي هي ايضا نتاج سايكس بيكو وحلوة حلوة حلوة يبلدي والنشيد الوطني يقول [ ولا حياة الا بكِ يامصر] وكذلك النتاج الاعلامي لحافظ الاسد والقذافي وصدام وادعياء الوحدة وتبين ان اكثر من حارب الوحدة هم من ادعوا تبنيها. اعزائي ابناء الامتين الشيعية والسنية الكريميتن: جربوا التقسيم لفترة فان كانت نتائجه مثمرة اقروه والا فعودا اليه كما جربته المانيا؟ لابد للامتين السنية والشيعية من التقسيم ان كان دائما او مؤقتا حتى يتجاوزا عراكهم الدامي وحتى ياخذ شعبيهما نفسا عميقا لفترة زمنية ولو قصيرة [عسى ان تستمر الى الابد] . فهل فيكم عقلاء يتعجلوا قيام الامر قبل ان نخسر الامتين معا؟

[email protected]