ظهرت اصوات هنا وهناك تطالب بضم ايران وسوريا الى التحالف الدولي وعدته ناقصا من دونهما في حين ان الولايات المتحدة شددت على ابعادهما منه وخولت العراق ان يأخذ دور التنسيق معهما في حين شددت على مشاركة الدول العربية في ضرب مواقع داعش في العراق وسوريا.
ويبدو ان القرار الاميريكي كان قراراً مدروسا لان مشاركة ايران في ضرب داعش في العراق سيضفي بعدا طائفيا في الحرب على داعش وابعاد ايران عن هذا التحالف سيعزز من قوته وفعاليته ويرفع من درجة قبوله لدى السكان في المناطق التي سيطرت عليها داعش.
مشاركة الدول العربية في هذا التحالف سيبعث برسالة اطمئنان للمسلمين على ان الحرب على داعش ليست حربا صليبية كما يصفها البعض بل انها حربا عالمية ضد مجموعات ارهابية عقائدية تريد ان تحكم العالم على وفق نظرية الطاعة الواجبة للخليفة المسلمين.
الجمهورية الاسلامية لم تعترض بشدة على قرار عزلها عن التحالف الدولي لانها وكما يبدو فهمت المغزى منه وادركته جليا فضلا عن انها تعيش في نشوة النصر الذي حققه حلفائها الحوثيون في اليمن بعد فرضهم الامر الواقع في صنعاء وتعده بداية لانتصارات كبيرة قادمة ستُسهم في استحواذ الحوثيون على جزء كبير من سلطة القرار في اليمن وهي تشعر بسعادة غامرة لان التحالف الدولي منشغلا عن الصراع اليمني في قضية اخرى .
عدم مشاركة ايران في التحالف الدولي سيعزز من فرص نجاح هذا التحالف وسيرفع دوافع العرب السنة لمقاتلة داعش لاسيما وان هناك وعود قُطعت لهم بأن الجيش الشيعي لن يدخل لمدنهم مرة اخرى على ان يستبدل بقوات جديدة من مناطقهم نفسها ترتبط بشكل مباشر بالمحافظين ولوجستيا بوزارتي الدفاع والداخلية وهذا سيخفف من حدة التوتر الطائفي الذي عززته السياسات الخاطئة لحكومة نوري المالكي فضلا عن الخطاب الاعلامي المتشنج لبعض القيادات التي سعت لتحصيل مكاسب من تأجيج الصراع الطائفي.
اذاً عدم اشراك ايران كان قراراً حكيما سيعزز من مشاركة ابناء المناطق السنية في قتال داعش ويبعث برسالة اطمئنان الى حلفاء اميريكا من انها لن تتخلى عنهم وبالنتيجة ستقوض امكانيات النظام السوري فضلا عن الامل الذي يحدوهم بخلق خارطة جديدة للمنطقة تخلوا من بشار الاسد وتقوض النفوذ الايراني في المنطقة وهذا وقد يكون الهدف الرئيس للتحالف كما تحقق الهدف المعلن بالقضاء على داعش.