يمكن القول ان العلة الاساس في وجود الديكتاتورية، قد يكون بسبب وجود (الذلة) والشعور بالهوان عند شريحة واسعة من المجتمع.. وهذا قد يعزى لسنوات الحروب والبوليسية التي عاشها الشعب لعشرات من السنين مضت..
وهذه قضية عامة، تنطبق على وضعنا العراقي.. لا يمكن لاحد ان ينكر ان الديكتاتور الهدام والذي جاء بعده ..هما نتاج ذلك (الذل) و (الخوف) المترسب في قاع الشخصية العراقية.. اجمالا.. فما هو الحل..؟
اليوم.. انكسرت عصا ديكتاتور (نوري).. وصار لدينا درسا ينفع في المستقبل.. يمنع أي رئيس ان يكرر الخطأ.. الا انه.. وحسب فهمي. والانسان لا يتجاوز حدود فهمه.. ان الديكتاتور صنعه الشعب..!! وأسقطته القيادات الشعبية، وخاصة السيد مقتدى الصدر.. الذي واجه الديكتاتور بشجاعة وصراحة وصوت عال..
وليس المقصود هنا، اهانة احد، او مدح آخر، بل اقصد وضع الاشياء في مكانها .. والشيء الاهم .. ان اوضح كيف نحل المشكلة من الاساس.. ولا يظهر لدينا ديكتاتور اخر..!! كيف..؟
اولا: ان الديكتاتورية نتاج (الذل) و (الهوان) وغالبا حرصت حكوماتنا السابقة والحالية، على تكثير (الذل) و (الهوان) في المجتمع وفي ذات المواطن.. لاجل البقاء في السلطة.. والحصول على ولاية ثالثة ورابعة ..الخ
وقد عبر السيد مقتدى الصدر قبل اكثر من ثلاثة اشهر عن هذا ببيان، مضمونه: ان حكومة (نوري) أرهبت الشعب واجتثت المعارضين وافتعلت الفقر والعوز والازمات .. ليكون الجميع مصوتا لبقاء الديكتاتور في ولاية ثالثة..!
ثانيا: ان دولاب الديمقراطية لا يمكن ان يدور ..الا بعد اقتلاع (الذل) و (الهوان) المترسبة في قاع الانسان العراقي.. والخطوات العملية هي:
الف: تفعيل قانون حصة المواطن من النفط.. وحسب البطاقة التموينية.. لإزالة الهوان العام..
وهذا قد يفسر اصرار الصدر على تشريع هذا القانون.. وقد يفسر ايضا اصرار الديكتاتور على منع تنفيذه..!
باء: تبني (الرئيس) مفاهيم المواطنة واحترام حقوق الانسان، لتكون السيادة والامتيازات للمواطن وليس للمسؤول.. وهذا يستلزم الغاء الامتيازات كافة للطبقة الحاكمة..!
جيم: ايجاد الحكومة الالكترونية.. لتوفير الخدمات التي يحتاجها المواطن بعيدا عند اسباب الذل والهوان التي تلازم الاسلوب التقليدي للعلاقة بين المواطن والحكومة..
وفيه تفصيل..