تركيا والتي يرأسها رجب طيب اردوغان”الرئيس التركي الثاني عشر والحالي منذ 28 أغسطس 2014م”، والذي حصل عليه انقلاب في السلطة في 16 يوليو من العام 2016، وكانت نهايته الفشل “اي الانقلاب” بعد ان قاده مجموعة من ضباط الجيش، كم صرح اردوغان بعد ذلك، وتم التعامل معهم بحزم وقوة، وفق سياسة التجريم والاقصاء التي يعرفها اردوغان جيدا.
تركيا والتي تحد العراق من جهة، وسوريا من جهة اخرى، جعلها تتدخل بقوة في طرفي الصراع الدائر في الدولتين؛ مستغلة الشقاق والضعف الحاصل بين البلدين، والاراضي التي سقطت بيد التنظيمات الارهابية المسلحة.
لم تستطع تركيا منع نفسها، والوقوف على طرف الحياد، بل راحت تتدخل في امور البلدين، فبين التصريحات السياسية، التي تصدرها تركيا من هنا وهناك، والتي يقودها مسؤوليها، وبين الامور التي تحصل من وراء الستار، حوادث جمة، لم تستطع تركيا اخفاءها كثيرا، فالمسؤولين العراقيين الذين اتهموا بالفساد ودعم الارهاب، وصدرت بحقهم مذكرات القاء قبض، وجدوا من تركيا الحضن الذي يأوي تصريحاتهم، وهم يقبعون في فنادق انقرة واسطنبول للتحريض، وشق العصا.
المجاميع المسلحة والتي تدور رحى حروبها في العراق، وسوريا، والتي تحصل على الدعم المالي، والفكري للتطرف التكفيري، من دول الخليج كالسعودية وقطر، والاسلحة والمواد العينية والمستشارين على اراضي القتال، من امريكا وحلفاؤها، تحتاج الى من يهتم بجرحاها، لينقلهم خارج اراضي الصراع، ليتم معالجتهم في مستشفيات خاصة، وفق عناية جيدة ليتم اعادتهم بعد ان يتعافوا من جراحهم من جديد، ويجب ان تكون هذه الدولة قريبة كي لا تجذب الانظار، ويتنقلوا بحرية تامة تحت غطاء الليل، وتركيا اقرب!
معالجة جرحى الارهاب التكفيري في مستشفيات انقرة، والمدن التركية لم يكن كافيا، بل راحت الجماعات والعصابات التي ترعاها يد الدولة بخفاء، تقوم بعمليات غسل للأدمغة والعقول، وتجنيد الشباب، من بلدان عدة وتقوم بتهيئة امورهم؛ واعدادهم للجهاد والقتال تحت عناوين زائفة بأسم الدين والعقيدة، وغيرها، وكل ذلك يجري على الاراضي التركية، وعلى مسمع ومرأى من اجهزة الدولة، ليتم نقلهم بعد ذلك الى اراضي البلدين، وكل ذلك مثبت في وثائق كما صرح احد اعضاء البرلمان التركي المعتدلين قبل مدة.
تدخل تركيا السافر في العراق، وانزالها الجنود في مدينة الموصل، وتنقلها ومن تدعمهم على الاراضي السورية، جعل تركيا تعيش الامال في تطبيق سياسة”divide and rule” فرق تسد” لاعادة حلم الدولة العثمانية، والتوسع على الاراضي المجاورة.
لم يدم الامر طويلا، حتى انقلب السحر على ساحره، لتحدث عدة انفجارات في تركيا، واخرها اليوم السبت في مدينة قيصري، ليسقط على اثرها عشرات الاشخاص بين قتيل وجريح، لتعتبرها تركيا رسالة سياسية كما صرح كورتولموش”نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي بأسم الحكومة التركية.
المضحك المبكي؛ ان نعمان كورتولموش، اكد ان انقرة مستعدة للتعامل مع اي دولة لمحاربة الارهاب والقضاء عليه، فهل هذا حماقة ام غباء ام استغباء مقصود من قبل فخامته؟هل ستبقى تركيا تدعم الارهاب والفكر المتطرف في الخفاء؟ ام ستسحب يدها لدمل جراحها؟ تساؤل تجيبنا عنه قوادم الايام.