المتتبع لوسائل الاعلام يراه منشغل بذكر الفاسدين وكشف فضائحهم النتنه ، واغلب ساعاته الإعلامية تدور حول ذلك ، وياتي بدرجة مماثلة تقريباً المساجلات والمناكفات الإعلامية في برامج الحوار وفِي مختلف وسائل الاعلام المرئي خصوصاً ، وحتى الشعراء الشعبيين يسيرون على نفس النهج تقريباً .. لكنا نعلم جميعاً ان الفاسد والانتهازي والمصلحي لا يهمه كشف فضائحه ولايعنيه أوصاف مشينة يندى له جبين من يمتلك الحد الأدنى من قيم الشرف والفضيلة ، من نوع حرامي او لص او حتى عميل .. بعد هذه المقاربة يرى المواطن الغيور والذي ليس يعنيه الأصنام والأوثان من رموز يعتبرها البعض مقدّسة في وجهة نظره تستحق ان تُعبد من دون الله عزوجل .. فهذا المواطن الشريف هو الذي يتذوق وجع فقد الاحبة من اب او اخ او ابن او صديق ، ويرى ان هؤلاء العظماء لم يعطيهم الاعلام مايستحقون .. فالشهداء هم اشرف الناس في كل القوانين السماوية والوضعية وفِي ضمير اي انسان ، لكنا نرى انهم الشريحة المظلومة هم وذويهم وابناءهم ، فلا حقوق تنال بيسر وبدون تسويف ، ولا ضمانات لمن يعولون من بعد رحيلهم ، فالكثير الكثير من الجرحى والمصابين يشعرون بالحسرة والحزن لأهمالهم فما بالك بالشهيد الذي فجع أهله وعائلته برحيله وهو المعيل الوحيد وترك صبية ليس بوسعهم وأمهم ان تلج دوامة الدوائر المختلفة بروتينها الممل !
أيها الاعلام الوطني الشريف سلطوا اضواء كاميراتكم على شريحة اشرف الناس ( الشهداء ) وتحرّوا عن مشاكل ومعاناة ذويهم فهم لولا ماجادوا من ارواح لأجل العراق وشعبه لما كان هناك إعلام بل لما كان هناك عراق !
رحم الله شهداء العراق من ابناء القوات المسلحة والحشد المقدس .