23 ديسمبر، 2024 10:29 م

هل انتهت التظاهرات ؟

هل انتهت التظاهرات ؟

مع انخفاض درجات الحرارة وإنعكاسه على تحسن واضح في تجهيز الكهرباء، تتجه التظاهرات إلى الخفوت، وربما إلى التوقف بشكل كامل باستثناء حالات خاصة تتعلق بحاجات مرحلية تمثل بعض فئات المجتمع العراقي، ولكن هل يمكن للحكومة أن تتصرف بطريقة مناسبة تُسهم عبرها بإنهاء التظاهرات إلى غير رجعة عبر تنفيذ اصلاحات جوهرية.
المؤشرات تفصح عن أن الصيف المقبل سيكون أشد حرارة من هذا الصيف وأن ازمة الكهرباء لن تحل قريبا، فضلا عن تفاقهم ضعف الخدمات الناتج عن انخفاض السيولة النقدية، وغيرها من الأسباب، من المؤكد أنها ستفضي إلى خروج ملايين من المواطنين لا يستطع أحد منعهم من الدخول إلى اسوار الحكومة سواء في بغداد أو غيرها. وربما ندرك جيدا عدم مشاركة نسبة كبيرة من ابناء الشعب العراقي في هذه التظاهرات على الرغم من أنهم كانوا مؤيدين لها، بسبب قلقهم من خطر داعش الذي يهدد مناطق الوسط والجنوب، وهذا الخطر قد يتناقص بداية الصيف القادم مع تقدم الجيش العراقي، وبناء حشد سني مدعوم من قوات التحالف الدولي يخلص إلى تطويق داعش. ولعل خطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي قد اشار بشكل صريح وواضح إلى أن التظاهرات قد تخفت، لكنها ستعود بدرجة أكبر، وحينها لن ينفع النادمين ندمهم، داعيا إلى الاستمرار بالاصلاحات وتوفير الخدمات الضرورية لاجل إقناع الناس بصدقية توجهات الحكومة، وتقويض الفساد ومحاربته على الاصعدة كافة قضائيا وإداريا وماليا.
نحن متأكدون من أن التظاهرات ستعود قريبا مع تناقص خطر داعش واستمرار انخفاض النفط، وعدم محاسبة رؤس الفساد الكبيرة، وإن غداً لناظره قريب.