8 أبريل، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

هل انتقل الصراع من شوارع الإحتجاج الى ساحات الحرب؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت امريكا قد سارعت الى اتهام ميليشيات مدعومة من ايران بهجوم لأكثر من ثلاثين صاروخ يوم الجمعة الفائت، أسفر عن مقتل متعهد مدني أمريكي وإصابة أربعة من أفراد قواتها المسلحة واثنين من قوات الأمن العراقية قرب كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد واربيل وتشهد توترا متصاعدا من مختلف الجهات منذ ٢٠١٧.

حسب تصريح البنتاغون-وزارة الدفاع الأمريكية، الذي نقلته رويترز، شن الجيش الأمريكي أمس ضربات، سماها دفاعية، في كل من العراق وسوريا ضد مواقع للحشد الشعبي تعود لميليشيا كتائب “حزب الله” العراقي، وذلك بعد يومين من حادث كركوك. مصادر عراقية وحشدية افادت ان عدد ضحايا الضربات الأمريكية الثلاث وصل الى ٢٥ قتيل و٥٥ جريح كحد أدنى

قال البنتاغون في بيانه انه استهدف ثلاثة مواقع للميليشيات الشيعية المدعومة من ايران في العراق وإثنين في سوريا، تحتوي على مرافق لخزن الأسلحة ومراكز قيادة وسيطرة تستخدم عادة في التخطيط لشن الهجمات المتفرقة على قوات التحالف.

مع تصاعد الإحتجاجات التي أشعلت الشارع العراقي ابتداءاً من ١ ت١، ٢٠١٩، عمدت بعض الأطراف المشاركة في الحكومة ونواب من البرلمان العراقي الى اتهام امريكا بالوقوف وراءها، بل ان قيس الخزعلي، زعيم العصاب تحدث بصراحة عن تورط احدى الرئاسات الثلاث مع الأمريكيين بهذا الخصوص، وأصبح الآن واضحا ان المقصود كان رئيس الجمهورية برهم صالح.

وهكذا رصد المراقبون عمليات متفرقة لإستهداف المصالح الأمريكية في العراق، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي ٥٢٠٠ جندي، كجزء من التحالف الدولي ضد داعش، اعتبارا من النصف الثاني من شهر الإحتجاجات التي اصبحت تعرف بثورة تشرين.

حذر الأمريكان مراراً انهم لن يتساهلوا في إلحاق الأذى المباشر بناسهم او مصالحهم. من جانبهم، فإن قيادات المجاميع المعنية حرصت ايضاً على ان تكون الضربات حول المصالح الأمريكية وليس عليها مباشرةً. كانت نوعًا من الرسائل التي تعبر عن ما يعتقدون انه تدخل أمريكي من وراء الستار لعرقلة تشكيل حكومة جديدة تكون كسابقاتها ضمن فلك النفوذ الإيراني.

في الأسبوع الأخير تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي. قوى الأغلبية الحاكمة المؤيدة لإيران لاحظوا ارتخاء وتيرة الإحتجاجات في الشارع وتشجعوا بتقديم المرشح تلو المرشح لمنصب رئيس الوزراء. السوداني، الكاظمي، السهيل، العيداني غير ان رئيس الجمهورية، الذي ترى قوى الأغلبية انها صاحبة الفضل في دخوله قصر السلام امتنع عن تسميتهم جميعًا وأرسل رسالة استقالته الى البرلمان وغادر العاصمة متوجها الى مسقط رأسه السليمانية. افادت الأخبار ان الأمريكيين هم الذين ابلغوا الرئيس برفض مرشح قوى الأغلبية ونصحوه بعدم الموافقة على تسمية رئيس الوزراء. عند هذه النقطة وصل شد الحبل بين القوى المؤيدة لإيران والأمريكيين اشده.

في يوم الجمعة، بعد يوم من رسالة الرئيس، أعلن القائم بأعمال وزير القوات البحرية الأمريكي، توماس مودلي، أن إيران قد تقوم بأعمال استفزازية في مضيق هرمز وأماكن أخرى في المنطقة.
وقال مودلي في حديث لرويترز: “أعتقد أنهم سيواصلون القيام بأعمال استفزازية… وأعتقد أنهم سينظرون في كل فرصة ممكنة لهم”. ايران لم تكذب الخبر، مساء نفس اليوم تم استهداف قاعدة كيوان قرب كركوك. كان لابد للرئيس، ربما ايضاً بنصيحة من الأمريكيين بالعودة الى بغداد يوم السبت فقط قبل ان يدفأ فراشه في السليمانية. هناك مستجدات مثيرة في الطريق سيادة الرئيس وعليك ان تكون في بغداد. ربما كان هذا هو السيناريو بالضبط، من يدري؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب