23 ديسمبر، 2024 10:32 ص

هل انتصرت الرذيلة على الفضيلة ؟

هل انتصرت الرذيلة على الفضيلة ؟

في كل مئة عام تقريبا أو أكثر بقليل نشهد تغيراً جذرياً بمنظومة الأخلاق، للأسف الذهاب إلى الرذيلة أكثر من الذهاب إلى الفضيلة في التغير مع تقدم التكنولوجيا والتطور الذي جاء بشر كبير لا يتوقعه الإنسان البسيط ، فالإنسان العراقي في عام 1915 يختلف تماماً عن الإنسان في عام 2015، فالأول نستطيع أن نحصل منه على كل شيء حين نثير فيه الغيرة ( تذكروا ) الغيرة فحسب ،بينما الإنسان في هذا الوقت نستطيع أن نحصل منه على كل شيء إن دفعنا له مالاً مع بعض الإستثناءات .
يتسأل احدكم …. منذ متى بدأ في عراقنا هذا الذهاب إلى تفضيل الرذيلة على الفضيلة مع ( الاحتفاظ ) بالعبارات الرنانة التي تتحدث بأسهاب عن الأخلاق دون لمس ولو لدقيقة اخلاقية من كل لسان نلتقيه في كل محفل .
نقول أن أول من دفع العراقي إلى الابتعاد عن الفضيلة دون أن يعلم مساوىء افعاله هو ( صدام حسين ) نعم فهو من شجع المرأة أن تكتب تقرير الى الأتحاد العام لنساء العراق تشكو زوجها الكاره لـ ( صدام حسين) ليتم اعتقاله خلال سويعات ، وهو من سمح من خلال نظام الحزب الواحد لإشاعة ظاهرة التقارير الحزبية والتي أغلبها كيدية وتدميرية للمجتمع ،وها نحن لحد الآن ندفع ثمنها من خلال ( المخبر السري ) ، وهو من سمح بطريقة الموت المجاني ( بلا سبب ) بسبب الحروب إلى دفع الجندي الخائف على حياته إلى دفع الرشى للضباط ، وهو من زرع في عقول الشعب فكرة ( تفضيل مواطن على آخر ) مما دفع الكثير منهم إلى اتباع اساليب غير رسمية في الحصول على مظهر اجتماعي يجعله مقبولا بين الناس وبين أهله وحتى بين افراد أسرته ،فالضابط الذي لم يحالفه الحظ أن يكون صديقا ( للفذ ) لم يكن محترما وليس لأولاده المزايا كما البقية وهنا بدأنا بالذهاب إلى الحقد أو الغش. وهنا بدأ صدام حسين دون أن يعي ( لأنه من قرية لا يفهم العلاقات السايكولوجية ) وهنا لا أقصد إهانة أبن القرية ولكن طبيعة أبن الريف ميالة ( للقوة ) دون أن يعي ، فأبن القرية أول ما يفكر بالحصول على أي شي هو استخدام القوة المفرطة وهذا ما شاهدناه في شخصية صدام حسين ونوري المالكي .
ليست القوة تتناسب مع عقل الراعي، فالراعي يجب أن يستخدم القوة في آخر احتمال وبعد نفاذ كل الطرق والأساليب ،بينما عند أن الريف تكون القوة هي الوسيلة الوحيدة في التعامل مع القطيع ، ناهيك عن الظروف التي مر بها الإنسان ، فالطفل الذي يعيش حرمانا لا نسترجي منه خيرأ لان عقد الطفولة ستبقى مزروعة في اعماق النفس البشرية وكلنا بشر لنا احاسيس ومشاعر تقودنا دون ( وعي ) إلى تصرفات لا يقبلها العقل في أغلب الأحيان.
بعد صدام حسين جاء رجال الدين ( وهنا ) بالأمكان أن نقول جاء الفوضويون والانتهازيون والمنافقون والدجالون والسنوات العشرة الماضية كفيلة بكشف اخلاقيات من لبس العمامة ، مشكلة العمامة في العقل البشري أنها كما ( يعتقد ) صاحبها تسمح له بانتهاكات يعتقد أنها مسموحة له محرمة على غيره، فالزنى لرجل الدين غلطة بينما للعامة ذنب عليه أن نقيم عليه الحد ، والسرقة لهم هفوة ولغيرهم قطع كف اليد ، وهكذا هم فاعلون .
الآن يحتاج المجتمع العراقي ( أشك بأننا قادرون ) أن نؤسس لمنظومة أخلاقية جديدة تجمع أخلاق وغيرة وحسنات رجل 1905 وعقل رجل 2015 وإلا لنقرأ على انفسنا السلام ( أنا ) قرأت على العراق منذ يوم ظهور ثلاثة حالات برأيي أنها تدمير ممنهج لحضارة عمرها ( 7000 ) عاما علمت العالم كل شيء .
الحالات الثلاثة التي اقصدها هي بثلاث شخصيات مدمرة كما اعتقد ( عبد الكريم قاسم مؤسس فلسفة الدم ) و ( صدام حسين المهووس بالحروب والبزة العسكرية ) و ( المالكي الضائع ما بين المدنية والعسكرية والحنين لقوة صدام وشخصية هتلر ) .
وهنا سوف نجيب على السؤال الذي وضعناه كعنوان لسطورنا وهي أن الرذيلة انتصرت ولن تهزم أمام الفضيلة وسطور الفواز وغير الفواز لا قيمة لها في فلسفة مجتمع كامل يعتقد بأن العمالة مرجلة ، والسرقة شجاعة وشق كفن ، والتزوير براعة ، والدولار كعبة جديدة .
ـــــــــــــــــــ
خارج النص: علينا أن نغسل الأيادي من شعب فيه نسبة العمالة للدول المجاورة تجاوزت نصف عدد سكان البلد . والطريف كاتب السطور يفكر بتأسيس منظومة اخلاقية جديدة وهناك فقط في الأنبار لصوص وعملاء أكثر من عدد سكان مخيم ليبرتي .