العالم اليوم منشغل بما يفعله الحوثيين من ضربات صاروخية واطلاق المسيرات على الناقلات التي تبحر في البحر الاحمر وكانهم قوى عظمى تخشاهم أعتى دول العالم بالاضافة الى ما تقوم بة القوى الموالية لايران في المنطقة بشن ضربات على القواعد الامريكية في العراق وسوريا بحجة مشاركة الفلسطينيين في الدفاع عن غزة في الوقت الذي تخلت ايران عن عنترياتها في تدمير اسرائيل وتحرير القدس كما تخلت مؤخراً على لسان مندوبها في الامم المتحدة بعدم وجود علاقة لطهران بالهجمات التي تتعرض لها القواعد الامريكية في المنطقة مؤكداً ليس لايران علاقة بالهجوم على قاعدة امريكية في الاردن والتي اودت بحياة 3 جنود امريكان واصابة 34 اخرين مضيفاً ان الصراع يدور بين جيش الولايات المتحدة وجماعات المقاومة في المنطقة، كأن ايران لم تدعي طوال السنين التي مضت بانها الراعية لحركة المقاومة الاسلامية، لهذا لم يحدث اي رد فعل امريكي على ايران بل طالما برر الرئيس بايدن ووزير خارجيته بعدم وجود ما يؤكد ضلوع ايران في الهجمات التي كان يقوم بها اتباعها، وكما هو معروف ان امريكا هي من مكنت ايران التغلغل في الوطن العربي واليوم مكنت الحوثيين من الهيمنة على البحر الاحمر، مثلما هددت قبل سنوات الجيش الوطني اليمني بعدم تحرير صنعاء حيث في حينها قابل السفير الامريكي رئيس وزراء اليمن احمد عبيد وقال له صنعاء خط احمر لانها من حصة الحوثيين .. وكذلك الطلب الذي تقدمت به بريطانيا الى مجلس الامن في يونيو عام 2018 لمنع الجيش الشرعي من تحرير ميناء الحديدة ليبقى مفتوح تحت سيطرت الحوثيين لانه الشريان الذي تتدفق منه الاسلحة الايرانية الى اليمن، والمخطط القادم او الهدف الاساسي هو تمكين الحوثيين من احتلال مكة والمدينة لتكون المقدسات الاسلامية تحت رحمة الفرس واتباعهم. لذلك نشاهد اليوم تمادي الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الاحمر والردود المتواضعة من قبل امريكا وبريطانيا على تلك الافعال لان المعروف عن الاستراتيجية الاميركية طويلة الامد ولا تتأثر بالاحداث الانية او المستجدة حيث ان المشروع الامريكي يرمي الى اضعاف الدول العربية وانهاء دورهم الريادي في المنطقة مستغلين العداء الفارسي للعرب عبر التاريخ لأن الغرب على علم بمدى التقاطع الفكري بين القومية الفارسية والعقيدة الإسلامية، والتكامل الفكري بين القومية العربية والإسلام لان القومية عند الفرس تتقدم على الدين والمذهب وهذا لا يضر امريكا والغرب بشيئ، لذلك لم تكن المسألة تحالفا إستراتيجيا فقط، وإنما التقاء إرادات لوجود أرضية مشتركة، تصب في محاربة العروبة وتشويه الإسلام وتحجيم دوره التاريخي والإنساني وإدخاله في دوامة الصراعات الطائفية والمذهبية .. اي أن المشروع الامريكي والغربي يتماشى مع المشروع الفارسي وكلاهما يُكمل الآخر في العدوانية والأهداف ضد الأمة العربية، لذلك لا نبالغ اذا قلنا ان ايران والحوثيين اليوم اهم من اسرائيل عند امريكا والدليل على ذلك تأهيل ايران لتكون شرطي امريكي في المنطقة بدلاً من اسرائيل بعدما اصبح التوافق معها امر صعب فضلاً عن انحدار سمعتها الدولية خصوصا بعد قرار المحكمة الدولية .. مما يعني ان ما مبيت اكبر من قيام اتباع ايران بضربات محسوبة الايقاع لاعطاء حجم اعلامي لا يتناسب مع قوة الطرف المهاجم قياسياً لإمكانات امريكا التي بامكانها ضرب القلب لاسكات جميع الاطراف الا انها تريد ان تعطي هالة من القوة لهؤلاء لارهاب دول المنطقة وتحقيق مآرب اخرى لان المحصلة امريكا هي المستفيدة من تحركات الحوثيين في البحر الاحمر وذلك من خلال ارتفاع اسعار التأمين على السفن مما يصب في مصلحة شركات التأمين الامريكية بالاضافة الى التحكم في اسعار النفط حسب قوانين العرض والطلب نتيجة التحكم في انسيابية حركة ناقلات النفط، والاهم من ذلك جعل البوارج وحاملات الطائرات تموج في البحر الاحمر والبحر العربي من غير حسيب ولا رقيب لغرض السيطرة على ممرات الملاحة الدولية وبالاخص تحجيم حركة الملاحة في قناة السويس لخنق مصر من خلال تراجع اعداد عبور السفن التجارية في القناة وبالتالي تقليل العوائد المالية مما ادى ذلك الى ارتفاع سعر الدولار الذي تخطى الخمسين جنية مقابل الدولار من اجل قبول مصر شروط اسرائيل في تهجير ابناء غزة الى سيناء .. وكذلك ارباك التجارة البينية في منطقة الخليج وبالاخص السعودية لانها الدولة المستهدفة وفق المشروع الامريكي الايراني الرامي الى هيمنة الفرس على المقدسات الاسلامية لانهم خير من يدمر الاسلام ويشق وحدة صف المسلمين لهذا السبب امريكا تتعامل مع الحوثيين بتواضع وليس ضربات عدو لعدو وانما تضخيم اعلامي لتجعل منهم قوة لا تستطيع قوى عظمى من ردعهم وما العقوبات التي فرضت عليهم ليس الا ذر الرماد في العيون كما هي العقوبات المضحكة على ايران التي لم تجزي نفعاً سوى حلب اموال العراق من خلال السماح لها ببيع الغاز الى حكومة بغداد لتشغيل محطات الكهرباء وبالتالي من اموال العراق تدفع ايران للحوثيين ثلاث مليارات دولار كل ثلاثة اشهر، بينما لو كانت امريكا جادة في قطع دابر الميليشيات كان الاولى ضرب القلب وبعدها يخر الجبابرة ساجدين لا ان تترك ايران تعمل بصمت وتحرك بيادقها لتحقيق اهداف مشتركة وفق اتفاق امريكي ايراني لم يعد مخفى على الجميع .