المعرفة المجرّدة قد لا تحميك من السقوط في المحظور، وهذا ما تسعى إليه الكثير من الجهات التي تنشر التوعية، بهدف الوقاية قبل الندم، والسلامة قبل الدمار.
لكن، لماذا لا يتحسس الكثيرون هذا الخطر رغم كثرة المعلومات وزخم المعرفة؟ لماذا يُعيد البعض نفس القصص التي سمعها من قبل ويعيش تفاصيلها؟
ليس جهلًا بالخطر، ولا نقصًا في وسائل الوقاية، بل لأنه لم يصل إلى مرحلة اليقين بأهميتها.
لأنه يعيش شعور الأمان، ولم يأخذ كل تلك المعلومات على محمل الجدية.
تجد التحذير من السمنة وأضرارها، ومع ذلك لا يشعر البعض بخطرها.
وتجد التحذير من شواحن الجوالات والتوصيلات الكهربائية التي تسببت في كثير من الحرائق، ومع ذلك يتكرر نفس الخطأ بعد صدمة مؤقتة عند سماع الخبر.
تجتهد الجهات المعنية في التحذير من التدخين ومضاره، ويخرج بعض المتضررين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ينقلون تجربتهم، ويحذرون الآخرين من تكرار الخطأ، لكن الكثيرين يتجاهلون تلك التحذيرات.
فكيف نحوّل المعرفة إلى سلوك؟
كيف نجعل من المعلومات جزءًا من واقعنا، لا مجرّد اطّلاع وكمّ معرفي لا يغيّر شيئًا؟
وإلّا فستبقى النتيجة مزيدًا من القصص، تفاصيلها أمراض وحرائق وزهق أرواح.
كثيرٌ منّا يكرّر عبارة: “الوقاية خير من العلاج”،
لكن كثيرًا منهم يأخذ بالعلاج ويهمل الوقاية.
“السلامة ليست أداة، ولكنها حالة ذهنية.” – إليانور إيفريت، خبيرة السلامة
“الحادث هو مجرد غيض من فيض، علامة على وجود مشكلة أكبر بكثير تحت السطح.” – دون براون

أحدث المقالات

أحدث المقالات