23 ديسمبر، 2024 7:20 ص

الوطن كتعريف جغرافي هو أرض يسكنها شعب، أو شعوب يتحدثون لغات شتى، يجمعهم التاريخ، والمصير المشترك .!

وتختلف جغرافية الأوطان حسب مواقعها من سطح الكرة الأرضية، فمنها ما تحدّه البحار والمحيطات، وتكسوه الخضرة وتزيّنه الشلالات، ووفرة المياه، وخصوبة التربة، والجوّ المعتدل، وغناه بالمعادن والكنوز . ومنها ما هو صحراء، جرداء، قاحلة، تغطيها الرمال من كلّ حدب وصوب، وتنعدم فيها مصادر المياه، وفقر التربة، وحرارة الجوّ، وتنشط فيها العواصف الرملية طيلة أشهر السنة! وتلك حكمة الباري وغباء الأنسان ؟

وارتباط الإنسان بالوطن وجداني، قهري، وليس اختياري ، إذ يولد الإنسان على بقعة من الأرض، قد ولد عليها آبائه وأجداده ،شرب من ماءها وتنشّق من هوائها، وعاش وكبر وتعلّم فيها، فتعلّق بها، اضافة إلى التلقين المتوالي من بدء نشوءه، ومن خلال ما يسمعه ويتعلّمه من محيطه الإجتماعي، وأمور كثيرة يصعب حصرها ووصفها أيضاَ، كلّ هذا ولّد عند الإنسان حبّ يسمّى (حبّ الوطن)

وكلّ إنسان مهما كان (إلاّ من أبى) يعتزّ بوطنه، وانتمائه إلى أرضه، وشعبه، وهو على استعداد أن يضحّي من أجله!.

وعود على ذي بدء، هل الوطن إمرأة ؟ كلّ من تابع اليوم، وأمس ،وحتى غداَ، الكثير من ساستنا من قادة، وزعماء كتل، وتيارات، وأحزاب، وخصوصاَ من المرشحين لمهرجان التسقيط والتشهير والتخوين (الانتخابات) يتغنون بحبّ الوطن ، والدفاع عن الوطن،والحرص على الوطن ، وصيانة شرف الوطن (وربما الحفاظ على بكارته) ، وعدم المساس بالوطن ، وعدم التعرّض للوطن، والتحذير من انتهاك سيادة الوطن، وعدم التعدّي على حدود الوطن، وهذه لعمري مستباحة من العدو والصديق!!!و..و

هذه المصطلحات تذكّرني وتذكّر الكثيرين بتطابق هذه المصطلحات على واقع المرأة اليوم وأمس وربما غداَ!

فنسمع بعدم التعرّض للمرأة بالكلام الفاحش من القول ، والدفاع عن شرف المرأة ، وعدم انتهاك عرض المرأة، أو المساس بشرف المرأة ، والحرص على سمعة المرأة ، وهناك تشابه أو لنقل أذا (صح التعبير) تلازم، وتلاصق بين المرأة والوطن، وإليكم الأسباب: إنّ السياسيون انتهكوا شرف الوطن عندما حنثوا بقسمهم بالحفاظ على ثروات وخيرات الوطن، فنهبوا، وسرقوا، واختلسوا ، يقابلها كيف عامل الرجل المرأة باغتصاب حقوقها، وسرقة أستقلالها، ومصادرة رأيها! والسياسيون أيضاَ انتهكوا سيادة الوطن، وسمحوا لشعيط، ومعيط، والكاعدة وره الحيط، بأن يعبثوا بأمن الوطن، واستقراره!!؟ من أجهزة استخبارات، ومخابرات، وعملاء سريّون، من دول كانت تجهل أبجدية السياسة، والدبلوماسية، ووووو. والسماح بتضييع حقوق الشعب، وحرمانه من أمواله، ووهبها لدول تكنّ الكره والحقد على الوطن وشعبه!! حيث يباع نفط الوطن لبعض الدول بأبخس الأثمان، وفقراء الوطن أحوج من هذه الدول إلى هذه الأموال المهدوره !! هل أسمّي هذه الدول؟ كلكم تعرفونها! فلا حاجة لذكرها.

كذلك تنتهك المرأة فتباع، وتشترى، مرّة بأسم العرف، وأخرى بأسم الدين، فلا يكون من أمرها شئ، مغلوبة على أمرها، قد أوكلت نفسها لربها!وهو بها رؤوف رحيم.

إنّ السياسيون قد ضربوا سمعة الوطن عرض الحائط، ففي أيّ محفل من المحافل في داخل العراق، وخارجه، والمصيبه في خارجه!! يذكر أسم الوطن (وطني) ستسمع كلام أخجل من أن أحدّث نفسي به (اذا يمرّ بخاطري أغنية أرفع راسك أنت عراقي فاتلوّى ألماَ وحزناَ) ( الزبالة ، الوساخة، المجاري ، سوء الخدمات، الأمراض ، انعدام الرعاية الصحيّة،الرشاوي ، السرقات ،انعدام الأمن ، المفخخات ، الكواتم، الأختلاسات، التشهير ، التسقيط، التخوين، العمالة لهذه الدولة وتلك، وقائمة طويلة من الحقائق المخجلة، وكلّها صحيحة ! فأرفع رأسي إلى ربّي شاكيا.

يقابلها ازدراء المرأة، واعتبارها عورة، وسلعة، ومغفلة، تتلاقف سمعتها أصحاب الضمائر الميتة، والنفوس الضعيفة، بالتّهم الرخيصة الباطلة، وتلوكها ألسن البطّالين هنا وهناك.

بقي هناك شئ واحد لم يفعله السياسيون بالوطن!!! وقد فعلوه بالمرأة وربما فعلوه بالوطن ونحن غافلون!!!؟؟؟

أنّ السياسيون استخدموا الكذب ، والخداع، والحيل ، والدجل في سبيل استغفال واستغلال الوطن وكذلك يفعل بالمرأة …..!! فأين رجولة الوطن!؟

[email protected]