بالأمس أقدمت عصابة داعش على جريمة نسف مرقد النبي يونس (ع) على تل التوبة في الساحل الايسر من مدينة الموصل , لم يكتفوا بالتفجير بل تسويته بالجرافات مع الارض , لم نصدق هذا الخبر المشؤوم لولا اطلاعنا على صور الدمار التي لحقت بالمرقد والمسجد من جراء التفجير الاجرامي التي نقلتها المواقع الالكترونية , كنا لا نصدق هذا الخبر لانه كيف سمح اهل الموصل لمثل هذه الجريمة النكراء ان تحصل في مكان مقدس وهو تل التوبة الذي يحظى بحرمة عندهم حيث تابوا اهل الموصل القدامى الى الله وهم واقفين عليه فقبل الله توبتهم وكشف عنهم العذاب والاية معروفة في سورةيونس , بسم الله الرحمن الرحيم (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) وبنوا المسلمون من اهل الموصل مسجدا فوق هذا التل سنة 16 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب وكانوا ولايزالون يقيمون صلاة الاستسقاء فوقه …. لم يكتفوا داعش بهدم مرقد النبي يونس (ع) بل يقال ان قبر النبي دانيال في غرب الموصل قد هدم , وهناك مصادر محايدة في الموصل بينت إن “تنظيم داعش يستعد لهدم مرقدي النبيين جرجيس وشيت (عليهما السلام) ولا بد ان نضع ايدبنا على قلوبنا حيث كشفت عناصر من عصابة “داعش بنيةالارهابي ابو بكر البغدادي بهدم الكعبة بعد هدم قبر النبي يونس (ع) هذه المعلومة تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي قبل ايام ولا يستبعد ان يستهدفوا قبر النبي محمد (صلى ) …الفكر المتكلس التكفيري الذي جاءت به الدولة الاسلامية المزعومة والذي معلن عنها انها تريد هدم اضرحة ومقامات طائفة الروافض فقط باعتبارهم عباد قبور يزوروها ويقبلوها ويقدمون النذور لها ويدعوها لقضاء الحاجات وهذه بدع شركية حسب ادعاءهم , استطاعوا بهذا الخطاب المدليس والمكيدة المبطنة ان يكسبوا معهم مرضى الطائفية البغيضة من بعض ابناء السنة الذين لا يعرفون اصلامعنى السنة لغتا واصطلاحا … ونحن نقول هل النبي يونس والنبي دانيال (ع) الذي قبرهما الشريفين نسفت هم شيعة ؟ وهل الانبياء الذين ينون تفجير اضرحتهم هم شيعة ايضا ؟ ان هذه الافعال الاجرامية ضد مراقد الانبياء عليهم السلام تكشف افتراءات وكذب عصابة داعش , فقد دخلوا الموصل على حد قولهم كفاتحين لتخليص المدينة من التبعية الحكم الصفوي في بغداد فوفروا الكهرباء والماء لايام وثقفوا ان لا عدو لهم من اهل الموصل الا الروافض فبدءوا صفحتهم المجرمة في تلعفر قتلوا اطفالهم واعتدوا على اعراضهم واستباحوا اموالهم وهدموا حسينياتهم ومقامات أئمتهم فنزحالكثير منهم الى مدن العراق الاخرى , ولكن بعد اسبوع من هيمنة داعش على المدينة بالكامل تغير هذا الادعاء فاتجهوا الى هدم مزارات واضرحة اهل السنة فهدموا مقام السلطان عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب وضريحي الملا عثمان الموصلي وابن الاثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ وهؤلاء الاعلام ليس من الروافض ثم تلتها المرحلة اللاحقة في استهداف المسيحين بخيارهم اما دفع الجزية او دخول الاسلام والا القتل فهجر اكثر من عشرة الالف مسيحي تاركين اموالهم وعقاراتهم مستباحة بيد هذه الفئة الظالة , واليوم ينونون تهجير الاكراد من الموصل , ثم بدءوا يتحركونضد اهل السنة ويضايقوهم بكل الطرق والوسائل ومنها فرض المبايعة وهذا ما رفضه الكثير من اهل الموصل النجباء من رجال دين وعشائر واكاديمين فكان مصيرهم القتل واليوم يقومون بسن تشريعات بفرض شروط متشددة لحجاب النساء وان يكون مغطيا للوجه بالكامل ويمنع خروجهن الى الشوارع من دون محرم , كما فرضوا حجابهم حتى على اضرعة البهائم من الابقار والجاموس , تخيلوا في اي عصر نحن واي تخلف وجهل وهمجية جاءوا بها هؤلاء الاوباش ؟ وهناك معلومات مؤكدة تشير انهم ينونون تشريع قانون ختان البنات ….هؤلاء اعداء ليس للاسلام بل للانسانية , اعداء حتى لانفسهم لانهمصناعة صهيونية ووجه اسود للشر بأقسى معانيه… هذه الجرائم التي يفعلها داعش لا نرى ولا نسمع احد يستنكرها طبعا انا اقصد رجال دين وسياسة ومنظمات انسانية والا لا يعتب على فصائل ورجال عشائر تحالفوا مع داعش , ماذا تريد من هؤلاء وهم قبلوا بفتوى توسيع الادبار وجهاد النكاح , هؤلاء لا غيرة ولا شرف لهم ؟ فهل تريد منهم حمية وغيره على حرمة قبور الانبياء او على ما اصاب ابناء مدينتهم من ماسي من قتل وتهجير … رجال الدين لم نسمع لهم استنكار الا صوت الشيخ خالد المله ومحمود الصميدعي , هل اختزل رجال الدين فيهم ؟ اين الباقين من علماء وائمة جوامع ؟ كما لمنسمع ادانه لهذه الاعمال المجرمة الا من كتلة متحدون حيث طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بوقف المنهج الأهوج لمسلحي التنظيم بتفجير مرقد النبي يونس (ع) مشيراً إلى أن “هذا الفعل الوحشي والإجرامي ليس فعلا منفصلا، بل انه يأتي ضمن سياق موغل في السفه والعدوان حيث لم تسلم كنيسة أو جامع أو مقام نبي أو ولي من جرائم الدواعش ودعت الى تكاتف الجميع من اجل ضرب هذه الزمرة الضالة الخارجة عن أي دين أو مذهب أو قيم إنسانية ,. كلام ادانه لهذه الجرائم جاء من السياسي والخبير العسكري وفيق السامرائي ، حيث قال ان السكوت على جرائم داعش هو مشاركة فيها، متسائلا في مقال له في جريدة “الشرق الاوسط” اللندنية”هل يكفي السكوت والتملص لتبرئة النفس، خصوصا بالنسبة للبعثيين الذين تأسس حزبهم على يد شخص مسيحي؟ أم أن بعضهم أصبحوا شركاء في جرائم ضد الإنسانية تجاه شريحة تمثل سكان العراق الأصليين قبل موجات التوسع العربية؟وقال السامرائي ان “الجماعات المسلحة الاخرى تتبنى موقفا لا تحسد عليه في سكوتها عن جرائم الدواعش تجاه أقليات الموصل من مسيحيين وشيعة، ولم تطلق كلمة إدانة واحدة، فأصبح قادتها المجهولون شركاء فيما وقع، ولم تعد التبريرات تنفع تحت أي ظرف”.وأخيرا كالمعتاد داعش ستلصق هذه الجريمة في خانة الحكومة العراقية وستقول انها هي من فجرت المراقد الشريفة للانبياء , ولكن هذا الاتهام في هذه المرة سوف لا يصح منطقيا ولا ينطلي حتى على المجنون لان الحكومة ورئيسها وحزبه حسب تصنيف داعش لهم هم من عبادة القبور , فكيف يفجرون قبورا هم يعبدوها ؟!