22 نوفمبر، 2024 7:16 ص
Search
Close this search box.

هل النبي محمد ص وآله أفضل الأنبياء؟ كلا!

هل النبي محمد ص وآله أفضل الأنبياء؟ كلا!

بدايةً كملاحظة: أنبه أن أهمية الموضوع دينية إيمانية ليس إلا.
الموضوع: الفضل والمفاضلة والفرق كمفهوم واضح في القرآن، لالبس فيه عند بعض العلماء، إلا عند الذين في قناعتي، أسرفوا المغالات في التأويل.
يقول الله تعالى:-

تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات . البقرة 253

أولاً: أهم شيء أن نفهم مقصد المفاضلة.

من لايفهم معنى المفاضلة يقع في المنطق المحضور الذي صوره مخياله وكأنه إستوحى معناها مما في نفس القائل وهو (الله).

لذا:
عزيزي القاريء!

وكما أفهم عن تدبر أحدثك به بإختصار لتعلم أنّ:

السؤال الخاطيء؛ تفكير خاطيء، غالباً مايؤدي بصاحبه الى تسلسل منطقي خاطيء، وبالتالي إلى نتائج وتصورات خاطئة تورثها الأجيال، كمسلمات يقينية لاتقبل النقاش، بل ربما النقاش حولها يعد كفر أو تقليل من شأن الرسول وأفضليته على باقي الرسل والأنبياء.

يكتب البعض رأياً إيمانياً، عن أفضلية نبي على آخر والمقصد أفضلية النبي محمد ص وآله على كافة الأنبياء.

في قناعتي هو تفكيرٌ ممجوج خاطيء ومسار فكري شديد الإعوجاج حتى وإن إستند الى أحاديث بخارية أو ألكترونية، من آية الله فلان وفلان.

لماذا؟
أوضح رأيي بكل بساطة:-
لكل نبي دور محدد لغاية وهدف واحد، والكل هدفهم هو هداية البشرية، بما أوتوا به من فضل الله من علم وحكمة وأمر وقوة، فعدم تساويهم بالمهام وبالفضل بما منحهم الله، هو من فضل المتفضل الذي يقسم فضله كيفما يشاء، والفضل بالطبع لايساوي التفضيل بالمعنى ولايصح إقحامه تعسفاً بذاك المعنى.

لا معنى لتفضيل لله وفق المعنى البشري لنبي فلان على فلان لخصائص خلقية هو خالقها، فالخالق لايجرب خصائص وعلم المخلوق ليفهم أهميته فيفضله على غيره!!

كما ليس تفضيل الله لقلة شأن النيي فلان إجتماعياً أو خُلقياً أو جهادياً، أو صبراً على معاناة وآلم على فلان، وإلا فما هي دواعي التفضيل لو كان لفضله بمعنى المفاضلة حقاً؟

الله هو من إصطفاهم أنبياء للتبليغ، بما خصص لهم، بما آتاهم من علم وحكمة. أي بما تفضل عليهم ليجعل دورهم درجات. وليس بمعنى التفضيل العلمي والخصائصي، كي يفوز الأخير بأفضلها، فهذا التصور المنطقي البشري تفكير المخلوق الظالم المنافي لعدل الله.
فكيف وهو المعطي المتفضل يعطي لنبي ما أكثر من غيره، ليكون عنده الأفضل مكانة وكرامة وعلماً على غيره؟
الفضل من الله وكله لله.

العاقل السوي لايفكر بما في نفس الخالق وهو المخلوق. فهل يستويان؟

القرآن على المستوى الإيماني إلهي لا بشري ونفس القائل إلهية، فهل تعلم أيها المؤمن الباحث المخلوق مافي نفس الإله القائل؟

لايحق للمخلوق تقرير رأي الخالق بما يتوافق ومزاجاته، بعقلية التفضيل أي يفضل هذا النبي على ذاك، بل الخلق إيمانياً ليسوا مأمورين بالتفكر في الخالق ومايدور في نفسه وأحواله ورغباته لأن مثل هذا التفكير دليل ينفي صفته الخالقية الى المخلوقية ويثبت إن الكتاب القرآن كتاباً بشرياً آدميا.

ختاماً:-

لاتنخدعوا بتفاسير مضللة تقودكم إلى تأويل تعسفي من أن المقصد من عدم التفريق بين الرسل؛ ليس بمعنى عدم المفاضلة أو دليل على غياب التفضيل، بل أن عدم التفريق: هو بمعنى من ناحية الإيمان التام الكامل بأوامره وشرائعه، وليس ببعضه.

والسؤال لهم على هذا التفسير أعلاه:
وهل الإيمان بالرسل الذين قبل الرسول محمد بما أوتيهم الله إيمان ناقص أي يقبل الله ببعضه ويكتفي بالإيمان ببعض؟ بالتأكيد هو لافرق في الطلب الإيماني لكن ما ضرورة ودخل هذا المعنى في تفسير ..لانفرق بين أحد من رسله .. وفضل الله عليهم؟ بل هذا دليل على الخلط بين المفهومين الفضل والمفاضلة وهذا مانبهنا له في مقدمة المقال من أن التفكير والفهم الخاطي يؤدي إلى نتائج منطقية خاطئة.

لذا كانت النتائج لوي تعسفي للمعنى وخداع منطقي يخلط بين المفاهيم، والأنكى من ذلك يخلطها مع آيات التفريق لنفي عدم المفاضلة ومنها لينتهي بنتائج كما قررها في المقدمة وهي أن المفاضلة، موجودة وعليه، فالنبي محمد أفضل الأنبياء. هذا السلوك التفكري هو تضليل للناس المؤمنة، ومنها لخداعهم بأفضلية نبيهم على كافة الأنبياء.

والكارثة الحقة هي رمي كتاب الله في سلة المهملات والأعتماد على أحاديث الإئمة عند شيعتنا التي لاتقرأ كما يلزمها الله بالتدبر لتتثبت الصدق في الإيمان الحق لا بالوراثة الإيمانية، ليحل التعبد عبادة وراثية صنمية بأقوال الإئمة، التي باتت تعلو على آيات الله الصريحة المخالفة لتلكم الأقوال، ولكن الناس لاتعبد الله ولاتقرأ آياته ولاتريد أن تفهم فقد تعلمت من يُفهمها دينها ويختم ناصيتها بمذهب العائلة، فرضيت بمرتبة تقاد لاتقود، والله كرمها بالعقول ولكن أكثر الناس سطلوا عقولهم بمخدارت قال الإمام وقال العلامة فلان حتى باتوا لايتجرأون التفكير في قرآنهم، كتاب دينهم. فبقوا أميون عن الحق معرضون تعلموا أن عقولهم لاتساعدهم على الفهم، فإكتفوا بصدى قول الإمام ليعلو صداه على قول الله، وكأن الأول في القمة والثاني في الوادي بمكان. هذا هو دين المسلم من أي مذهب وأرض كان. مقالي هذا مثال على آثر غياب التفكير الذاتي ونتائج تعويق التقليد للفكر وتبعاته في تقييم الإنسان لقدراته الذاتية.

أحدث المقالات