15 أبريل، 2024 9:52 ص
Search
Close this search box.

هل النبي الاعظم (ص) توفى في حجرة زوجته ام ابنته وزوجها؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الماسف جدا ان تراثنا الاسلامي يكتنفه الغموض والشك والمتناقضات , وبقيت الاجيال السابقة والحاضرة اسيرة لروايات كانها كتاب منزل فكرست سلطة الموتى واراءهم على الاحياء , لذا لم نرى محاولة جادة لغربلة التاريخ واعادة كتابته من جديد وفق منهج البحث التاريخي المستند على القرائن والادلة والبراهين وبما لا يتعارض مع العقل والمنطق…اليوم وبمناسبة وفاة سيد الكون محمد (ص) اردت ان استعرض اخر اسبوع من حياته ومماته , ولكنني اصبت بالجزع والحزن مرتان , الاولى لذكرى وفاته التي اعتادت كل الطوائف الاسلامية ان تهتم بها بشكل متواضع , والاخر سببه لم تجد رواية عن وفاته وتجهيزه الا وتجد ما يناقضها … على العموم اتفقت اكثرالروايات ان وفاته يوم الاثنين 12 ربيع الاول ودفنه ليلة الاربعاء , السؤال الذي يتبادر الى الذهن , النبي (ص ) يقول: لا تؤخروا الجنازة اذا حضًرت…فلماذا اخًر دفن النبي ص من يوم الاثنين الى ليلة الاربعاء؟! السؤال الاخر , من هو الذي كان اقرب الناس للنبي في اخر ساعات حياته ؟! هل هي زوجته ام ابنته وزوجها؟! ان المتعارف عليه انه (ص) دفن في حجرة عائشة وبذلك ستكون اخر الناس عهدا به كما اورده (صحيح البخاري 1/412) (السيرة النبوية 4/541) , لكن ترى في مكان اخر ومن كتب السنة ايضا روايات تناقض هذا الكلام وتقول ان النبي (ص) توفي وهو يناجي علي وفي حجرة فاطمة (ع) (المستدرك ج3/138) (كنز العمال7: 253 حديث 18791، الطبقات الكبرى لابن سعد2: 263) لناقش كلتا الروايات المتناقضة بتجرد وفق الاستدلال العقلي , ولنبدا بمدى صحة الراي الذي يقول ان النبي (ص) دفن في حجرة زوجته عائشة , هذا الكلام يتناقض مع موضع القبر الشريف الحالي , فبيت عائشة كان على يمين الخارج وهي بعيدة اليوم بالوصف عن القبر الشريف , وكذلك حجرة عائشة لها باب واحد في حين الحجرة التي دفن بها النبي لها بابان , وغرفة عائشة كانت صغيرة جدا وكانت تقول كنتُ أنام بين يدي رسول الله (ص) ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتها (صحيح البخاري 1/142، 173) فلو كان النبي صلى الله عليه وآله قد دُفن في حجرة عائشة، ثم دُفن فيها بعد ذلك أبو بكر ثم عمر لما كان لعائشة أي مكان تمكث فيه ، ويقال أن عائشة أوصت بحجرتها إلى ابن اختها عبد الله بن الزبير، وهو اشترى حجرة ام المؤمنين سودة (سنن البيهقي 6/34. الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 118 ) فاذا صح ان عائشة قد فعلت ذلك فمن المعلوم أن ابن الزبير لم يشتر الحجرة التي فيها قبر رسول الله (ص) ، ولم يكن المتصرّف فيها بعد عائشة، وهذا يدل على أن النبي (ص) لم يدفن في حجرة عائشة، وإنما دفن في موضع آخر , كما ان ابن سعد في الطبقات ، قال أن معاوية أرسل إلى عائشة واشترى منها منزلها بمائة وثمانين ألف درهم ، وشرط لها سكناها حياتها، وحمل إلى عائشة المال، فما رامت من مجلسها حتى قسمته (الطبقات الكبرى 8/164) فكيف نتصور أن تبيع عائشة الحجرة التي دفن فيها رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر إلى معاوية ؟!!َ! ثم لو صح ان النبي واصحابه ابو بكر وعمر مدفونون في حجرة عائشة , هل بقت زوج النبي ساكنه في بيتها؟! فكيف كانت تصلي في مكان فيه قبور ؟! فالصلاة في مساجد الأضرحة الراجح فيه البطلان كما قال ابن حزم وابن تيمية .

النتيجة أن النبي (ص) لم يدفن في بيت عائشة، ولا غيرها من زوجاته , ولا يخفى أنه ليس الغرض من هذه المقالة هو التقليل من السيدة عائشة أو سلبها فضيلة ثبتت لها؛ بل نحن نناقش وضع تاريخي وروايات متناقضة بعضها لو كانت عائشة حية لمال اقرتها بدليل احمد بن حنبل روي في مسنده ج6/62: أن عائشة أقسمت أنها كانت غائبة يومين بعد وفاة النبي (ص) ولم تشهد جنازته! وهي القائلة: والله ما علمنا بدفن رسول حتى سمعت صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء, فكيف يقول المؤرخون ان عائشة قالت: النبي (ص) توفي في غرفتها وفي حجرها؟ وكيف تركت جنازته وذهبت خارج بيتها ؟!

اما تاخير دفن النبي (ص) فيقولون لان الصحابة كانوا يصلون عليه , وهذا الكلام لا يدعم بدليل ناهض , فاين كانوا الصحابة وقت تغسيلة ودفنه , فهل يعقل ان يحضر في جنازة النبي فقط اهل بيته علي (ع) والعباس والفضل وقثم بن العباس ومعهم من الصحابة أسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول الله ، وأوس بن خولي الانصاري , فاين الباقين؟!

اختم مقالي بتريدة للكاتب السعودي الشيخ حسن بن فرحان المالكي (حفظه الله)[ إنها لحظات عاطفية جياشة، ومن لا يشارك أهل بيت النبي في تصور هذا المصاب الجلل، فلا قلب له. لقد بدأ الخط التنازلي لهذا البيت الكريم. تم كل شئ، البيعة الأولى في السقيفة (بيعة الفلتة) والخروج إلى الناس بالبيعة ومطالبتهم بها، والاستعانة بقبيلة أسلم في تثبيت البيعة. هذه كلها لا نعقل حدوثها لو مات شيخ قبيلة، فكيف برسول البشرية؟ ارجو أن نحكم العقل والضمير لنفهم القصة فقط لا لشئ آخر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب