23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

هل المطلوب من الشيخ جمال الضاري إعالة مناطق بغداد .. أين الحكومة و أين الدولة ؟ !

هل المطلوب من الشيخ جمال الضاري إعالة مناطق بغداد .. أين الحكومة و أين الدولة ؟ !

لا أستغرب من قيام نفر من الكتاب و الأكاديميين على وجه التحديد ، بالتهجم على الشيخ جمال الضاري ، من دون مسوغ أو مبرر ، إلا اللهم من حقد دفين متنام في قلوبهم حتى هذه اللحظة ، و إني لأعتب على أكاديمي مثل الأستاذ بدر الحاتم ، أن يسخر قلمه في كتابة عبارات لا تليق به ، بحق الضاري ، من دون أن يقدم على طرح مبررات هذا التهجم الرخيص ، و كنت لأقبل إنتقاده أو نقده لو كان موضوعيا” ، وخصوصا” إذا ما كان مدعما” بالنهج الأكاديمي المعروف ، في تناول و تشريح المادة ، ومن ثم معالجتها أو وضع مقترحات هذه المعالجة 0

و إن كل ما قدمه بدر الحاتم والكاتب الآخر هادي جعاز الشبلي ، هو عبارة عن تهجمات رخيصة ومبتذلة ، أربأ بقلمي أن يهبط الى مستواها ، من حيث إنها مجرد تهجمات بهلوانية وفارغة من أي نقد إيجابي أو يُراد منه الخير و الصلاح ، بل وصل الأمر الى مطالبة جمال الضاري ، بزيارة مناطق وأحياء ومحلات بغداد القديمة ، بغرض التعرف عليها ومعالجة واقعها المزري ، وآخر ينتقص من أرث جمال الضاري ، بعدما أدعى إنه ليس شيخا” ! 0

وعليه سأرد بإقتضاب على الكاتبين المذكورين بأدب وتهذيب ، كي لا أكون من طينتهما ، وإنما أرد بموضوعية ومنطقية ومحاججة شريفة ، أولا” إن الشيخ جمال الضاري شيخ عن أب و جد ، وبالتالي : كيف تنطبق أصول االمشيخة على أبن عمه مثنى حارث الضاري ، ولاتنطبق عليه ، وهما من أسرة واحدة و جدهما واحد هو : ضاري الحمود ، علما” إن بدايته كانت مشرفة ، وهذا بعضا” من هذه السيرة : الشيخ جمال الضاري هو أحد زعماء قبيلة الزوبع في العراق وهو ابن شقيق الداعية الإسلامي والزعيم الديني الراحل حارث الضاري.

ولد جمال في مقاطعة أبو غريب العراقية في 16 تموز/يوليو سنة 1965. ونشأ في قبيلة الزوبع والتحق في السبعينات بمدرسة الحفصة 0

وقد تم تجنيده في الثمانينات في الجيش العراقي للقتال في الحرب الإيرانية العراقية ، وقد حارب في تلك الفترة في الصفوف الأمامية جنبًا إلى جنب مع أفراد الجيش العراقي ، بمختلف مكوناتهم المذهبية و الأثنية 0

وفي سنة 1987، أُتهم جمال مع رفاقه في الجيش بمعاداته للنظام العراقي السابق ، وأصدرت المحكمة العسكرية في سنة 1988 حكمًا بالسجن في حقه ، وقد أٌطلق سراحه في سنة 1990، عند قيام صدام حسين بغزو الكويت ، نظرًا لحاجته الشديدة لدعم القبائل السنية لعائلته ونظامه 0

وبعد غزو العراق في سنة 2003 من قِبل أميركا ، كان جمال من أشد داعمي القومية العراقية والحكم الذاتي ، وقد حارب مع عائلته في سنة 2005 احتلال القاعدة للأراضي العراقية ونتيجة لذلك خسر جمال 70 فردًا من أفراد عائلته في الصراع 0

وقد ساعد في سنة 2014 ، على إنشاء مركز البحث غير الربحي ( سفراء السلام من أجل العراق ) ، الذي يهدف إلى تفسير الوضعية الحالية في العراق للجمهور الغربي ، وتحديد أفضل السياسات للتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ( والقوات الإرهابية الأخرى الموجودة في العراق ، وبناء دعم دولي من أجل عراق شامل 0

ويعمل الشيخ جمال الضاري حاليًا ، على إيجاد حركة تجديد في العراق من خلال صياغة تسوية غير طائفية وشاملة لجميع العراقيين ، عبر اللجنة المركزية للمشروع الوطني ، ومن الممكن تطوير هذا المشروع ، لما هو أكثر إتساعا” و تمثيلا” لمكونات الشعب العراقي كافة 0

و إما بالنسبة للحالة المالية التي أصبحت جريرة على جمال الضاري عند البعض ، فالرجل لم يأت من الخواء ، ولم تهبط عليه الأموال بالمظلة ، وإنما هو رجل أعمال ، و هذه الأموال إكتسبها بعمله ومثابرته وجهده … ثم من قال إن دول الخليج ، تبعثر أموالها على هذا و ذاك ؟ ! 0

لهذا فإن جمال الضاري ، رجل يعمل ويشتغل في مشاريع إقتصادية وتجارية ، ولم يكن جزءا” من العملية السياسية ، مثل أربابها وشاغليها ، الذين نهبوا ولا أقول سرقوا المليارات من الدولارات ، من دون أن يقل لهم أحد على عينكم حاجب ، مثلما يقول المثل العراقي الشائع ! ، وكان الأولى بالكاتب الذي طلب منه زيارة بغداد ، أن يسأل نفسه أولا” : هل أن جمال الضاري عليه أن يتحول من سياسي الى مستكشف جغرافي لمناطق بغداد القديمة ، التي هي بالفعل لا يعرف عنها شيئا” حتى سكان بغداد الحاليون ؟ ! ، ثم لا ننسى إن الكثير من إسمائها القديمة إندثرت ونُسيّت بفعل تقادم الزمن ، خصوصا” وأن بعضها شُيّد قبل ثلاث قرون من الزمن ! 0

كما أقول لهذا الكاتب ، أين دور الدولة إن وجدت دولة ، في تفقد رعاياها في منالطق بغداد و الإطلاع على أحوالهم ، وقبل ذلك أين الدولة من مهمة أو دور كهذا ، فهل هذا الأمر معني به جمال الضاري ، وهو رجل أعمال قبل أن يكون سياسيا” ، وكل رجل أعمال له قدرة مالية محدودة ، يعمل من خلالها في تسيير أعماله المهنية ؟ 0

إن من مضحكات ( المثالب ) التي يعتقدونها في جمال الضاري ، إن هؤلاء المتهجمين ، يطلبون منه أن يكون الدولة والحكومة وحنفية المال في آن ، بينما المال العراقي يتزايد في خزائن الناهبين والسراق ، في وقت يعمل جمال الضاري جهدا” وإجتهادا” ، من أجل إيجاد الفرصة كي يتخلص العراق وشعبه ، من هؤلاء الناهبين والحاكمين في آن واحد ، ومن هؤلاء القابعين والجاثمين على صدور العراقيين ، الذين يرقصون تحت وطأتهم ، وجعا” وجوعا” وإذلالا” .. فالرجل يدعو الى العمل الوطني ، ولم يدع الى النهب والتبعية والإستغفال أو الضحك على ذقون العراقيين ، كما يفعل حكام العراق المفترضون .. فعلام هذا التهجم الرخيص والمبتذل عليه ؟ ! 0