23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

هل الـقدس لـنا فعلاً ؟؟

هل الـقدس لـنا فعلاً ؟؟

الأمة الإسلامـيـة كـلـها تردد ( الـقـدس لـنا ) ، و الـيهود يصـرون على أنها لـهم وحـدهـم ، فمن هم الأولى بالقدس ؟؟ .

لو حاججـنـا أحداً من الـيـهود عـن أحقـيـتـنا بالـقـدس منهم لـقـال لـنا : [ إن قرآنكم يقول إن الـقدس لـنا نحن ( الـيهود ) و لـيس لكم ، و ذلك في سورة المائدة ، الآية 21 في خطاب الـنـبـي مـوسى عليه السلام لقومه ( اليهود ): { يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم … } و هذا تصريح من الله بأن القدس لنا و ليست لكم . ] !! .

إذن .. بناءً على هذه الآية الكريمة ، تكون القدس لهم دون غيرهم فعلاً !! .

فما هو جوابنا ؟؟ .

أقول : إن القدس تابعة للإسلام من خلال بيانين :

الـبـيان الأول : إن القدس مكان مقدس مختص بالنبوة و ليس بشخص النبي . فقد كان النبي إبراهيم عليه السلام هو أول من أشرف عليه بعد هجرته ، ثم من بعده أبناؤه الأنبياء عليهم السلام ، فلما وصلت النبوة للنبي موسى عليه السلام أمر قومه لتحريرها و اتخاذها بلداً لهم باعتبارهم ورثة النبي إبراهيم عليه السلام ، فهم أولى بها من غيرهم ، لذلك جاء الخطاب لهم في هذه الآية : { الـتي كـتب الله لكم } .

و لما بعث الله تعالى الـنبي محمداً صلى الله عليه و آله كان هو الأولى بها ، و ذلك لـسـبـبـيـن :

الـسبب الأول : قـلنا إن القدس مكان مقدس مخـتـص بالـنبوة و لـيـس بشخص الـنبي ، و ها قد جاء آخر الأنبياء ، فهي مخـتـصة به صلى الله عليه و آله .

الـسـبب الـثـاني : قوله تعالى : { إن أولى الـناس بـإبراهيم للذين اتبعوه و هذا الـنبي و الذين آمنوا … } فكل ما كان الـنـبـي إبراهـيم عليه الـسلام مـشـرفاً علـيه أو عائداً له ، فهو يعود للـنـبـي الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و أتباعه . و من ضمن ذلك : الدين و مكة و القدس و الإمامة .

الـبـيـان الـثـاني : إن القدس مكان مقدس لأنه ينتسب إلى الدين ، و الدين الذي اختاره الله تعالى لكل أنبيائه هو ( الإسلام ) منذ النبي إبراهيم و ولده و إلى الخاتم ( صلى الله عليه و آله و عليهم ) ، و هذا واضح في كل القرآن الكريم .

و بما أن النبي محمداً صلى الله عليه و آله قد ختم الرسالات الإسلامية و أتمها ، فإذن .. هو وارث كل ما كان منتسباً لكل الأنبياء ، و خاصة النبي إبراهيم عليه السلام ، بل هذا البيان قد أوضحه أحد مفكري اليهود في مؤتمر عام . إذن القدس قد ورثها النبي محمد صلى الله عليه و آله كما ورث غيرها من هؤلاء الأنبياء عليهم السلام .

إذن : ( القدس لنا ) .

و السلام .