23 ديسمبر، 2024 1:20 م

هل العراق يحتاج وثيقة شرف ؟

هل العراق يحتاج وثيقة شرف ؟

بالامس وقعت اغلب الكتل السياسية الموجودة على سدة الحكم وثيقة سميت بوثيقة الشرف بادر بها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ,وقد حضر التوقيع شخصيات رئيسية في البلد وقاطع البعض هذا الاحتفال لاسباب يعتبرونها هم مقنعة .
الى هنا والخبر كغيره من اخبار اشغال الشارع بما هو غير مهم والبقاء على ازماته ومشاكله كما هي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل العراق يحتاج الى وثيقة ليصبح ابناؤه شرفاء ام يحتاج الى توثيق موقع ليقولو انهم شرفاء ؟وهل اختفى الشرف من العراق واهله واصبحوا عتاة الفساد والارهاب ؟ام ان هذه المبادرة اتت في وقت نزع العراقيون برقع الشرف وكشفوا عن عورتهم ام ماذا ؟وهل ان شخص السيد المبادر افضل من غيره من سياسيي الغفلة ؟ام ان الشعب يبقى مغمض عينيه عن قتلته وسالبي حقه في الحياة ؟.
كثيرة هي الاسئلة الواجب طرحها في هذا المجال ولكن الحقيقة الثابتة ان هذه المبادرة رغم ظاهر حسنها وجمالها هي كغيرها من الدعايات الانتخابية الممجوجة والتي اراد صاحبها ان يتبوا مقام الابطال على الشعب المسكين ,ان هذا الشعب الصابر اصبح يدرك ان هذه الكابينة مع استثناءات قليلة جدا لاتصلح ان تقوده وتمسك بزمام حياته وانه يجب عليها مغادرة كرسي السلطة باقرب فرصة بعد ان ثبت فشلها الذريع في انهاء ازمات العراق وانها اصبحت جزء محرك للازمات وانها سبب خراب العراق المادي والنفسي ,لقد وضح من خلال جو الاحتفالية حجم الخلافات والتناحرات بين مكونات السلطة الحاكمة وانه لايمكن لوثيقة او غيرها اعادة شرفهم لهم وان استباحة الشعب غايتهم الكبرى وان المؤيد والمعارض لها لايهمه الشعب بل كثرة الامتيازات والحصول على اكبر المغانم من ابناء هذا الشعب .
ان الخيرين من الكتل السياسية وهم قلائل جدا حللوا الامر واعتبروه مجرد ذر للرماد في العيون والامر لايعدو كونه تضليلا لن الكثير من المبادرات التي سبقتها فشلت والسبب هو العناد والتكبر وعدم القناعة بالمشاركة بين الجميع والاستفراد بالامر والراي والسلطة وعدم تفعيل الشورى بين الحاكمين ,اذن المصير واحد والفشل قادم لها لا لاننا لانتمنى النجاح لها ولكن لعدم توفر النوايا الحقيقية لدى اصحاب الامر لانجاحها .
المشكلة الحقيقية التي نعاني منها اليوم هي الوهم والقناعة بشيء غير موجود وهو الاخلاص للعر اق من قبل قادته وقسم كبير يسير خلف هذا السراب بلا تفكير سوى البساطة والغباء اغلب الاحيان ,ان مجمل قضية العراق ينحصر في امرين سبق وان ذكرناهما بكثرة هما :الاقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة ,والبطالة المدمرة التي يعاني منها اغلب فئات الشعب بحيث اصبح في كل بيت فرصتين بطالة وعمل خاص وندرة الفرصة الحكومية ,وهذا من شانه التاثير على نوعية التعامل بين الشعب وسلطته وهو الذي وسع عامل عدم الثقة بين الناس والدولة ,فاذن الغاء هذين الامرين هما السبيل لحل مشاكل العراق وتجريد الارهاب واهله من حواضنه المعروفة المتسترة بغطاء الدولة .
ان اي توجه لاسعاد الشعب يجب ان يمر بعمل صادق لاباقوال فارغة مدعية غايتها معروفة وتوقيتها غريب ,فلا مجال للمجاملات على حساب دماء العراقيين والشرف العراقي الاصيل لايحتاج الى وثيقة تنظمه بل يحتاج الى تفعيل بطرد الشواذ غير الاشراف من البلد والابقاء على اهله الاشراف المخلصين ليبنوه من جديد ويعيدوا البسمة لاطفاله ونساءه وشيوخه والله من وراء القصد .