11 أبريل، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

هل العراق دولة أم دولة عميقة؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn
مفهوم الدولة العميقة ليس جديدا ؛ بل كان موجوداً أبان الحكم العثماني و الحكم الملكي و الحكم البعثي.. ولعله موجود الآن أيضا ، لكن بأزياء متباينة ، ففي العهد العثماني كان عراقيون مستفيدون من الدولة العثمانية يعملون كأدوات تنفيذية لصالح الدولة العثمانية و إدامتها ، وفي العهد الملكي كان عراقيّون عملاء للإنكليز يعملون لأجل إستمرار الحكم الملكي، وفي الحكم البعثي كان العراقيّون البعثيّون أدوات تنفيذية لدوام الدولة البعثية.. ممثلين بحزب البعث..
اليوم .. وبعدما غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق .. في نيسان ٢٠٠٣ ظهرت حالة جديدة من حالات الدولة العميقة .. وهي الدولة العميقة المتعددة الأعماق .. فالكل يحرص على إستمرار هذه الدولة ؛ لكن بما يخدم أغراض هذه التعددية العميقة، و برأيي المتواضع.. أنَّ في تعدديات أعماق هذه الدولة مازال البعثيون يتواجدون .. ولعلّهم مازالوا في كل مفاصل الدولة.. في الوزارات كافة وفي الجيش و الأمن الوطني حتى ، و في السلك الدبلوماسي و في المنظمات المهنية و منظمات المجتمع المدني ..
هؤلاء يربكون عمل الدولة.. من خلال عمقهم فيها.. لا لأنهم لا يريدون لها الدوام ، ولكن يريدون أن يتنفذوا فيها و يخدموا مصالحهم و أغراضهم في ظلالها.. مادامت هي لا تقمعهم و لم تشخصهم و لا تقصيهم..
والحالة هذه ؛ فالدولة التي تحكمنا اليوم دولة عميقة متعددة الأعماق .. من حيث نعلم أو لا نعلم ، وهذه الحالة لن تزول أبداً ؛ مالم تسعى الحكومة إلى تنظيف مؤسساتها التنفيذية منهم واستبدالهم بأشخاص طبيعيين .. لا يخدمون الأجندات الداخلية والخارجية؛ بل يخدمون الشعب و الوطن فقط ، ولعل من بين هذه الأعماق المتعددة من وظّفوا و درّبوا لخدمة المصالح الأمريكية ، و صاروا أدلاءً لهم و مخبرين .. كأن يحددون موقعا هنا أو معسكراً للمقـ/ـاومة هناك !!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب