8 أبريل، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

هل العراق حاليا موحد ام مقسم؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تضاربت التحليلات والتصريحات حول هذا الموضوع وتباينت، فمنهم من يقول ان العراق موحد، ورأي آخر يقول أن العراق مقسم ومجزأ، ولتوضيح هذه الآراء المتباينة كي نضع كل شيء في نصابه وبشكل واقعي ومنطقي، نقول ان العراق في الوقت الحاضر من الناحية المجتمعية، موحد لكون نسيجه متلاحم بمتانة وصلابة. 
الترابط بين لحمات نسيجه تجعله شعبا متجانسا وموحدا، أما من الناحية السياسية، فأن العراق مقسم ومجزأ وهذا ما وضحته في مقالات سابقة. حيث ان الشعب العراقي تتحكم به إرادات الدول وأنها عملت على ان يكون العراق مقسما ومجزأ، وذلك قبل سقوط النظام السابق في ٢٠٠٣، فقد قسمت شعب العراق الى سنة عرب وشيعة عرب، واكراد أي قسمت الشعب الى مكونات مذهبية وعرقية، وكونوا أحزابا طائفية وعرقية على هذا الأساس، وخاضوا الانتخابات على هذا الأساس، وتداولوا السلطة عن طريق المحاصصة السياسية، وفصلوا الدستور على هذا المقاس، اي بني على أساس المكونات العرقية والمذهبية، وأسست احزابهم، احزاب شيعية وأخرى سنية، وأحزاب عرقية كردية، وجرت الانتخابات النيابية، هذا ممثلا للسنة وهذا ممثلا للشيعة وهذا ممثلا للأكراد. وبذلك أسسوا لنظام المحاصصة السياسية التي دمرت البلاد، وكذلك التوافق والتوازن والشراكة، وحصة المكون، وكل هذه المفاهيم رسخت بشكل رسمي في الدستور وأصبحت عرفا جاريا لا تتخلى عنه الكتل السياسية.
إذًا العراق مقسم وليس موحدا طالما ان العراق في دستوره قد أسس على المكونات وليس على أساس المواطنة العراقية.
ولكي يكون العراق موحدا وغير ممكن تقسيمه هو إلغاء الدستور وبنائه على أساس المواطنة ليتم بناء دولة مؤسسات ويكون المعيار هو الخبرة والكفاءة والنزاهة والاختصاص عند بناء الدولة المدنية التي تسودها العدالة الاجتماعية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب