العراق بلد ديمقراطي وشعبه ينتخب بكامل إرادته وحريته كل ممثليه، فكيف يقال عنه بلد محتل؟
كلنا نعرف المعتدين ولكن لانتفق على إعتدائهم فمنهم من جعلهم منقذين، لإختلاف المصالح والرؤى في الصالح وفي الحكم. العراق ليس بلدٌ محتل ولاتحت أية وصاية دولية أو فضائية، بل هو عبارة عن جسد منهك يتمزق منذ قرون، تسحب بكلا طرفيه مخالب إيرانية وتركية.
اما الأمريكان فهم في الوسط يفصلون بين الإثنان بقوة، ولكنهم يشدون أكثر مع طرف دون غيره لتميل اليهم كفة الميزان، فلاهم منقذون ولاهم مكترثون لآلام شد الإثنان على حياة الجسد. بل هم حرروا الشعب من قبضة صدام الى قبضة ذئابه، فلا الذئاب تنام ، ولا الشعب ينام، فأي ثمن دفع الشعب لمثل هذه الحرية والحيتان كان؟
من أهم عوامل ضعفنا وهدر كرامتنا وإزهاق أرواحنا، هو عدم إعترافنا بالأخر، والتحريض على إستعداءه، إذ لو حكمناه نسحله ونقطعه ثم نشوي لحمه، فرائحة الشواء تبخر وتطهر الهواء من ذكراه، وبعد أن ننتهي منه، ونحكم البلاد، نغني بلادي نقتل ونرمي الجثث في النهر والوادي، وشهداء سبايكر من الشعب المعادي، بلادي بلادي، أنا وطني وهم الخائن المُعادي.
الأرض وإن إحتلت لايكتب النصر للمحتل، طالما الجسد السليم يرفضه .
الجسد الحي يرفع من درجة حرارته كصفارة إنذار وتنبيه للكريات البيض المدافعة، المقاتلة لتهاجم المعتدي وتقضي عليه. فالوطن يجب أن يكون كالجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وليس بقطع العضو.
فمن هو المحتل؟
هناك فرق بين وضع محتل وبين وضع مختل. فوضع العراق مختل لآنه صراع دموي لم يقضي الى حل، ولطالما هو بيد الكل، والكل يلعب على أرضه ويختبر علاجاته فيه، فهو إذاً غير محتل، وإنما مختل ينتظر حبات الحل .