يبدو أن الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط تشير الى ذلك, فبعد أن بدء جليد الحرب الباردة بالذوبان, وأرتفعت درجة حرارة الأحداث, وأعلان روسيا رسميا مشاركتها الفعلية في الحرب ضد الأرهاب وأقامت قواعد ثابتة في سوريا, ورغبة كل من الصين وكوريا الشمالية الأنضمام للحلف الجديد, ظهرت بوادر الأنقسام في المجتمع الدولي, بين مؤيد ومعارض ومتحفظ, فبعد أعلان كل من ايران والعراق رغبتهما في التنسيق مع الروس, ولد المحور الجديد.
المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة, والذي يضم معظم دول حلف الناتوا وبعض حلفائها في المنطقة, بات محرجاً, خاصة بعد الضربات الموجعة التي وجهتها قاذفات الصواريخ الروسية للتنظيمات الأرهابية في سوريا,والتي أعلنت فيها عن تدمير أهداف كبيرة للأرهاب.
التحاف الغربي يقود حرباً خجولة ضد الأرهاب كما يدعي, فمع كل الأمكانات العسكرية لهذا التحالف , والدعم العالمي له الأ أنه لم يتمكن من تحجيم الأرهاب والحد من توسعه, فبات الأرهاب يسيطر على مساحات شاسعة, من العراق وسوريا وليبيا والصومال وشمال مصر, المتتبع للأحداث يجد أن الولايات المتحدة, ومن ورائها صنيعتها أسرائيل وذيولها في المنطقة هي المستفيد الوحيد من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
من الناحية الأقتصادية, تراجعت أسعار النفط وأنهارت بشكل مخيف, مما يوحي بوقع كارثة أقتصادية في العالم, بالأضافة الى أسعار المعادن الأخرى, بورصات الأسهم بدءت تتهاوى بشكل سريع, أصحاب روؤس الأمول في المنطقة تحولات أموالهم الى البنوك الأمريكية والأوربية, وهذا هو المهم في ذلك, ومن جانب أخر فأن أيجاد بؤر التوتر في الشرق الأوسط سيولد سباق للتسلح منقطع النظير وهذا ما يجعل الأقتصاد الغربي في حركة مستمرة, والأهم في هذا كله, أن الكيان الصهيوني, بات في مأمن من اي تهديد في المنطقة والشرق الأوسط بعد أشغالها بالعبتها الالكترونية الجديدة (داعش) ومطارتها لها.
الدب الروسي خرج من سباتة متأخر, وارد أن يلحق بموسم الغنائم في المنطقة, وتخوف من فقدان أخر معاقلة في المنطقة, فبادر الى قرار جريء قد يعيد بعض مما فقده من أمجاد روسيا العظمى, المشاركة الروسية في الحرب على الأرهاب وأيصال رسالة مفادها أن روسيا لازلت موجودة.
الضربات الروسية المركزة على معاقل الأرهاب, كشفت زيف المعسكر الغربي في حربة ضد الأرهاب, وأشعلت غضبهم, خاصة ذيولهم في المنطقة, الذين تصورا في يوما ما أنهم أصبحوا في مصافي الدول العظمى, التخوف الغربي من القدرات الروسية بالقضاء على الأرهاب, خلال فترة وجيزة, خاصة أذا ما أنضمت له كل من الصين وكوريا الشمالية, وايران والعراق وسوريا, وتكوين حلف جديد يوازي الحلف الأمريكي, مما يكشف زيفهم في محاربة الأرهاب, وفقدانهم الأبرزمصادر تمويلهم في الشرق الأوسط, كل هذا يجعل التحالف الأمريكي مضطرا, لتكوين حلف بالضد من الحلف الروسي, والأتجاة بالعالم الى حرب كونية جديدة.