20 مايو، 2024 5:12 ص
Search
Close this search box.

هل الصدرَين الشهيدَين ألقوا بأيديهم إلى التهلكة؟! – 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما كنا في مقتبل العمر يقال لنا:
– إن الخميني صنعته المخابرات الأمريكية.. وكنت أُجيبهم إذن علينا أن نشكر المخابرات الأمريكية التي صنعت رجلا كالخميني نقل التشيع من الظل إلى قلب الأحداث وأدخلهم في معترك الصراع العالمي.
– إن الصدر الأول صنعته المخابرات البريطانية.. وكنت أُجيبهم إذن علينا أن نشكر المخابرات البريطانية التي صنعت رجلا كالصدر نهض بالتشيع هذه النهضة ولم يكتفِ بنشر مختلف علوم أهل البيت بالمداد بل أرخص حتى الدماء.
– إن الصدر الثاني صنعته المخابرات البعثية.. وكنت أجيبهم إذن علينا أن نشكر المخابرات البعثية إذ صنعت رجلا كالصدر الثاني جعل من حالة التدين في العراق حالة جماهيرية بعد ان كانت حالة النخب خاطب الموظف والعامل والبقال وسائق التكسي والطبيب والمهندس حتى انه كان يأمل من الغجر أن يسيروا في ركب التدين والمسيح يدخلون الإسلام وكان الثمن دمه الطاهر..
– إنّ محمد حسين فضل الله رجل ضال مضل ومنحرف.. وكنت أجيبهم كثّر الله من أمثال هكذا إنسان ملأت كتبه ومؤسساته الخيرية الخافقين، وكسر طوق العزلة وانطلق إلى العالم بأفكاره الإصلاحية.
إنّ هؤلاء العظماء كالبحر يطهرون المتنجس ولا يتنجسون ، يؤثرون ولا يتأثرون من مقولة الفعل وليس الانفعال فلما أمعنت النظر في الجامع المشترك بين هؤلاء وجدتهم يندرجون تحت عنوان (المصلح ) هؤلاء الذين رفضوا أن يكون بني البشر عبيد إلا لله فكما انهم أدخلوا الرعب في قلوب الطواغيت من حكام الظلم والجور في نفس ذلك الوقت دقت نواقيس الخطر في مكاتب الذين يستأكلون بالدين عرض الحياة الدنيا وبدؤوا يخططون للقتل المعنوي لهؤلاء الذي هو اشد من القتل المادي فأخذوا يكيلون لهم أشنع التهم التي لم يفكر بها حتى نفس الطاغوت وخطرت في ذهني حرب علي(عليه السلام ) مع معاوية فثمة فرق بين طريقة حرب علي لخصومه وطريقة حرب معاوية لهم فعلي (عليه السلام) كان يستهدف المنهج الخاطئ ويصحح المفاهيم في أذهان الناس لكي يؤسس للحالة الصحيحة بينما كان معاوية يستهدف نفس الشخص فيقول لهم لم يكن علي يصلي في الوقت الذي كان علي ينظر الى الله ماثل في كل تصرفاته من حركات وسكنات وكان يوصي ولده الحسن عليه السلام بقاتله وهو يقول (أرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه ، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله ، واسقه مما تشرب ، ولا تقيد له قدماً ، ولا تغل له يداً ) بينما كان معاوية يغدر ويفجر … وبعد كل ما  شاهدته وسمعته لم أستغرب عندما يقوم البعض من عبيد الدينار والدرهم الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم من نشر الأكاذيب حول مرجعية عربية عراقية وطنية طالما وقفت سداً منيعا أمام الكثير من المخططات التي أرادت النيل من الإسلام كانت تتكلم حيث سكت الجميع سيراً على نهج الشهيدين الصدرين ولسان حاله يقول     
           سأحمل روحي على راحتي         وألقي بها في مهاوي الردى
           فإما حياةٌ تسر الصديق                 وإما ممات يغيظ العدا
كان يوجه المجتمع مباشرة في تلك الحقبة المظلمة التي أعقبت إستشهاد إستاذه السيد الشهيد الصدر الثاني مستثمراً أي فرصة تتاح له من خلال إلقاء المحاضرات التوعوية التي من شأنها رفع المستوى الثقافي لدى الناس فهو صاحب شكوى القران وشكوى المسجد ودور الأئمة في الحياة الإسلامية والأسوة الحسنة للقادة والمصلحين وقناديل العارفين وعشرات المؤلفات ومئات المحاضرات فعل كل هذا في وقت كان غيره ينظر من خلال زجاج نافذة بيته ماذا يجري في الخارج لا يستطيع أن يسير خطوات ليزور أمير المؤمنين عليه السلام وهو على بعد أمتار من مرقده الشريف.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب