23 ديسمبر، 2024 4:27 م

هل الشعراء ضروريون في العالم ؟

هل الشعراء ضروريون في العالم ؟

إنطلاقاً من يقين نوراني له جوهره ومعناه العميق بجدوى
الشعر في عالمنا الطاعن بالخراب والدم والالم ؛ فانني اعتقد
ان الشعراء واعني: الشعراء الحقيقيين هم ضروريون حقاً
في هذا العالم وفي هذا الوجود ؛ لأنهم اكثر انتباهاً من الاخرين ” للظل الذي لاينتهي”
والشعر الحقيقي والسامي ليس في الصميم ؛ الا هذا وليس له من مسعى سوى الابقاء على ” الطرق الكبيرة
التي تقود مما نراه الى مانراه ” مفتوحة ؛ حسبَ تعبير ” موريس مترلنك ”
وهكذا نجدُ لدى الشعراء الحقيقيين في ازمنة البأساء والضراء بيتاً هنا … وبيتاً هناك
وسط احداث متواضعة او دامية من ايامنا العادية او ايامنا الملتهبة …
وهذا البيت ينفتح ؛ فجأةً ؛ على شئ عظيم
وفيما يعنيني شخصياً ؛ فقد ايقنتُ ومنذ بدايات هوسي وولعي
بالشعر ؛ ايقنت بمقولات ومفاهيم اصبحت بالنسبة لي قناديل هداية في ليل العالم وسخامه الثقيل
ومن هذه المقولات ؛ قولة هولدرين الفذة ” مايبقى يؤسسه
الشعراء ” ومقولة ” هنري ميللر ” : ( في الشاعر تتخفى ينابيع الفعل )
 ولذا فأنا اسعى واشتغل على ان أُفجّر ينبوع
الفعل الشعري الذي يمور في ذاتي ويتفجر قصائد ونصوصاً
احرص ان يكون لها وقعها وأثرها في ذات المتلقي التوّاق
الى قراءتها وتمثّلها ويشعر من خلالها بقوة وجوده وضرورته هو الاخر في هذا الوجود الشائك
ولااتوانى عن القول بأنني اشعر ان متلقين كثر يرون
ويشعرون بأننا نحن الشعراء كائنات ضرورية حقاً
في أزمنة البأساء والضراء ؛ لاننا نعمل من اجل ان ننحت في اعماق الحياة ؛
 وان نفتح ابواب العالم الاخر ؛
 وبالقرب من هذه الابواب نرى نحنُ ويرى الاخرون
وقرب هذه الابواب نحبُّ نحن ويحبُّ الاخرون
ونبقى نحلم جميعاً مع “هولدرين” بتأسيس مايبقى
ولكن السؤال هو :
هل ثمّةَ ماسيبقى ؟
ربما …
نحنُ ننزفُ …إذن نحنُ موجودون
ونحن ضروريون

 أنا انزفُ في الكلامِ )
أنا انزفُ في الوجودِ
ومامقامي
في المنافي
إلا :
كمقامِ صالحٍ في ثمودِ ) *
 
” *مقطع من نصي الشعري ” رقيم الشهوات الأولى