حدد سايكس بيكو قطعة الارض التي يعيش عليها مجتمع خليط اسمه العراق ، واصبحت تسميتنا بالعراقيين ، وظهرت قصائد واناشيد وخطابات تتغنى بالعراق والعراقيين ، واكثروا من ذكر تاريخ العراق ومأثر العراقيين عبر الزمن ، وهناك من لا يكره العراق فيبحث عن انتكاسات التاريخ لكي يشهر بالعراق على سبيل المثال يعتمدون قول الحجاج عن العراق ( بلد الشقاق والنفاق ) وما الى ذلك .
بعض العراقيين اصابهم الياس مما مر بالعراق حتى اصبح يقول نحن نستحق ذلك ، وهؤلاء ليسوا الاكثرية لكنها ثقافة ظهرت واخرها الذين يترحمون على طاغية العراق بسبب سوء ادارة الحكومات بعد سقوط الطاغية .
اليوم لا زال العراق هو العراق لكن لنتكلم بصراحة هل الشعب العراقي موحد ؟ ارجوكم دعوا الانشاء والتغني بالمثاليات فعلى ارض الواقع غير ذلك .
اي محافظتين حتى وان كانت من مذهب واحد لو ظهر على حدودهما بئر نفط هل سيتنازل احدهما للاخر باعتبار عراقيته ؟ هنالك شوارع قسمت نصفين بين عشيرتين متعاديتين ، هل الاكراد يشعرون بانتمائهم للعراق ؟ هل سكان محافظة كركوك بكل من فيها يشعرون بوحدتهم ولا يوجد بينهم تنابز هذا عربي وذاك تركماني والتركماني تعرض لكذا اعمال من الاكراد حتى ان احد محافظيهم رفع العلم الكردي وانزل العلم العراقي .
الم تتعالى صيحات اهالي البصرة بان النفط منهم وهم يعيشون حالة ماساوية ، الم تقسم الوزارات طبقا للمحاصصة الحزبية على اساس طائفي وعرقي بامتياز ، لا نضحك على انفسنا وندعي باننا امة واحدة ، في لحظة سخيفة وتافهة تجد معارك بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عشيرتين ، الم يدعون بانهم عراقيون .
مدينتين صغيرتين في محافظة الرمادي بينهم خلاف حتى ان لي اصدقاء منهما يتحدثون نكات احدهم على الاخر ، اليس هم ابناء محافظة وبلد واحد .
فاعلموا عندما يهرج الاعلام بشعارات الوحدة مثلا اهالي كربلاء يستقبلون ابناء الفلوجة ، وابناء الموصل استقبلوا ابناء البصرة فالتهريج الاعلامي دليل واضح على ثقافة التفرقة المتفشية بين ابناء البلد الواحد .
انظروا اليوم الى البوابات الضخمة التي تكلف المليارات تقوم الحكومات المحلية ببنائها على منافذها مع المحافظات المجاورة وكانهم دولة .
سجل النفوس لاي مواطن لا يمكن ان ينقل من محافظة الى محافظة ، يتعمد الاكراد تسجيل مواليدهم في كركوك لتكون لهم الغلبة السكانية وحقيقة كركوك عبارة عن قنبلة موقوتة بين ابناء البلد الواحد .
بل هنالك فقرة في الدستور تنص على المناطق المتنازع عليها بين المحافظات لتؤكد تشتت العراقيين .
اما مؤسسات ودوائر الدولة فانك ما ان تدخل مكتب مدير معين حتى تجد خلفه عدة رايات علم العراق وعلم الحزب وعلم الدائرة وعلم العشيرة وعلم الحشد وغيرها ، هذا الا يعتبر تعدد الولاءات ؟
عندما يبدا موسم الانتخابات تجد بالعموم دعايات الاحزاب الشيعية في المناطق الشيعية والسنية في المناطق السنية والكردية في المناطق الكردية
كل هذا الا يعتبر سببا لان تتجاوز الكويت على حدودنا ، الا يعتبر سببا لتجاوز الاتراك على شمالنا ؟ الم تصبح حدودنا مفتوحة امام ايران والاردن وسوريا والسعودية ؟
اما الحكومة العراقية والتي هي لكل العراقيين فانها لم ولن تدافع عن مواطن عراقي في الخارج ان تعرض لاعتداء .
حقيقة اسم العراق امر واقع حال ومتداول بين كل دول العالم ولكن تبقى انسانية الانسان فوق كل هذه التسميات ، قد يتحمل المواطن جزء بسيط من الاسباب والعشيرة اكثر بقليل اما المسؤولية الكبرى تتحملها الحكومة .
اختم مقالي بان اعتذر لكل من قد يسيء ما كتبت انا حقيقة احترم خصوصية كل انسان بعاداته وتقاليده ولغته لكنه يبقى هو اخي في الله ولا تفاضل بين البشر فالله عز وجل هو من يفاضل بين البشر .
نسال الله عز وجل ان يزيل هذه الغمة ويجعلنا شعب واحد قولا وفعلا .