قبلَ إعطاء الإجابه النهائية سواءً الملموسة او المحسوسة او كلاهما او حتى عدَمهما عن تواجد السيد عزرائيل في بغداد .! فهنالكَ فئةٌ كبيرةٌ منَ القرّاء تكادُ تجزم عن صحّةِ وجودهِ الفاعل والفعّال في بغداد والمحافظات الأخرى بالطبع ” وانّ حضرتهُ يقبضُ الأرواح بالجملةِ والمفرد ” , بينما هنالكَ فئة اخرى ترى انّ عزرائيل لا يقتصر وجوده في العراق فحسب , بل انَّ قبضهُ للأرواح مستمرٌّ على مدار الساعة في كافة القارات والدول ليلاً ونهاراً ” ولا ادري هنا اذا ما كانَ لعزرائيل فروع ومكاتب ومقرّات متوزّعة في عواصم ومدن وقرى بلدان العالم بحيث يتم – التمويت – بتوافقٍ وتناغمٍ وتناسق في آنٍ واحد ” , الفئةُ الثالثة هي التي تتحفّظُ بإفراطٍ على كلا الرأيين السابقين وترى بعدم جواز الخوض في هذا الموضوع ولا الإقتراب منه اصلاً ” واعتقد انّ ذلك مؤدّاه -حسبما تراه هذه المجموعة- أنَّ هذه المسألة مثيرة للرهبة ومخيفه ولايمكن الإستدلال عليها بأيّ دليلٍ ماديٍّ وانها من الغيبيّات .. في هذا الصدد فإنَّ نسبة الأموات والوفيّات في عدد من دول العالم قد تفوق بكثير من نسبتها في العراق وذلك قياساً لنسبة السكّان وقياساً لإمورٍ اخرى كالزلازل والفيضانات والحروب وتفشّي الامراض .والخ وهؤلاء السادة المرحومين قد تنطبق عليهم مقولة ” تعددت الاسباب والموت واحد ” لكنّه يا ساده : فالموت في العراق قد صارت سِمَتهُ التراجيديا الثلاثية الأبعاد او ربما الرباعية او الخماسيّه .!! فما معنى ان يجري القتل والتقتيل والتقطيع للمرء وبأساليبٍ وتصاميم .!! فتارةً يُقتَل المواطنُ إبنَ البلد من مواطنٍ آخرٍ منَ البلد بسببِ مذهبهِ ” ومَن ذا الذي اختارَ مذهبهُ اصلاً بغيرِ الوراثه .! وتارةً اخرى بسبب عِرقه او دينه وهو لم يختر أيّاً منهما .! وبأخرى يُقتل المرء دونَ ان يكون مستهدفاً بشخصه .! ” وهنا دور المفخخات والعُبوات الناسفة واللاصقة , ليكون الموت وطريقة الموت بتقطّع اجزاء الجسد وتناثر اطرافه من ارجلٍ واذرع كلٌّ في اتجاه .! أن تستقرّ شظاياً في العيون والاسنان .! وأنْ إرَباً إرَبَاً يتمزّق القلب والكبد , ان تنصهر الكلى والشرايين والاوردة وغيرها من حريق الانفجار وحرارة الشظايا , ولتتحوّل جثث الذين يموتون ويُقتلون الى لوحاتٍ سوريالية مرسومةٍ بالدم ومحروقةٍ بالنار والبارود , جُثثٌ بدونِ رؤوسٍ ولا جماجم .!! وهذا ما يحدث من بعض صنوف الموت في العراق وبنحوٍ شبه يوميّ , انها البشاعة البربرية الجهنمية التي لا توصف , بل اكادُ اجزم : – حتى انّ السيد عزرائيل لا يرضى بذلك , فأجملُ ما قرأتُ عنه أنّهُ حينَ حانت لحظاتُ وفاة الرسول ص نزلَ عليه الوحي جبرائيل وقالَ له : انّ عزرائيل عندَ الباب ويستأذنكَ الدخول !!! واذا لا تريد الموت الآن فلكَ ما تريد , فأَذِنَ الرسول له بالدخول – , وهنا يتجلّى كم يتمتّع عزرائيل بحُسنِ الخلق والأدبِ والأتيكيت . ومع هذه الأقدار التي تواجهنا والمخصصة لنا والتي لايدري احدنا متى يأتي دوره في هذه ” المفرمه ” لا سمح الله ويتقابل وجهاً لوجهٍ مع السيد عزرائيل … وبالإشارةِ الى عنوانِ المقال حول وجود عزرائيل في بغداد او عدمه , فلنبحث اوّلاً عن ال ” CV ” لهذا المَلَك المخيف والمرعب وعن خلفية وحقيقة وجوده .!! فهنالك اعتقادات تأريخية متوارَثه أنّ اصول أسم ” عزرائيل ” هي عِبريّة الجذر والأصل وتعني ” عبد الله ” ويعني ايضا ” عبد الرحمن ” وهو الملاك الموكل من قِبل ” الله ” بقبض الأرواح , وهو آخر المخلوقات موتاً في يوم القيامه , فقبْلَ خلق آدم أمر الله تعالى عزرائيل بجلب تربة من كل انواع تُرب الارض ليخلق منها آدم , وانّ مَلَك الموت هو الملك الموكل بقبض الارواح , واصبح هذا الأسم جزءاً من التراث والأدبيات والمعتقدات الاسلامية برغم انه لمْ يردْ في القرآن الكريم إلاّ بإسم ملك الموت , وبهذا الصدد ايضا : لمْ يذكر القرآن ولا السُنّه النبوية إسمه وتمّ ذِكره ب : ملك الموت ” قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّلَ بكم ثمّ الى ربّكم تُرجعون – سورة السجده , (آية 11) , وفي وفي سورة النحل) – آية 32) الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم , ونلاحظ في سورة الأعراف )آية 37) ” حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم ” , وحول عزرائيل ! فقد ورد اسم جبرائيل ” جبريل ” واسم ميكائيل ” ميكال ” – سورة البقرة (آية 98 ) ولم يرد اسم السيد عزرائيل … الخلاصة المستخلصة من كلّ ذلك انه سواءً كان عزرائيل موجوداً بإسمه او انّ تسميته جاءت لسببٍ لمْ يجر اكتشافه بعد , فبالنتيجة او المحصلة النهائية فإنَّ تساؤلنا يظلّ في مكانه سواءً كانَ ملكٌ واحد او مجموعة ملائكة يتواجدون في بغداد لقبض ارواح العراقيين ليس بالجملةِ فحسب وإنّما بجملةِ الجملة ولربما صارت بالخردة ..! , إنَّ العنوان الذي اختير لهذا المقال قد اختيرَ بقصد ان يترك هامشا او مساحةً شاسعة الأبعاد لكلّ مواطني هذا البلد ليسأل كلٌّ منّا نفسه ويحاول الإجابة عن سؤاله : ” لماذا نموتُ متَقطّعي الأشلاء .!! “خلافاً لما هو جارٍ في بلدان العالم.!, ثمّ انّ الكثير منّا تصادفهم او تنتظرهم المفخخات وهم برفقة عوائلهم فتتشظى اجساد الفتيات والاطفال والكِبار في لحظةٍ واحدة.!!! لا شكَّ ولا ريبَ انّه سؤالٌ مبهم .! لكنه ليس تعجيزيا او شبهَ تعجيزيّ على الأقل , وفي هذه المعضله الفكرية – اللغزيّه المطليّة بالدم , لا بدّ لنا لنجهد في محاولاتٍ شاقّةٍ للبحثِ عن خيوطٍ من تفسيراتٍ عسى أحدها يقودنا للخيط الأقرب الى الصواب او للأجابة عن هذا الإبهام الذي يحيلنا في ايّ لحظه الى كتلٍ متناثره من لحمٍ وعظامٍ و بُرَكٍ من دماء .. ولعلّ نقطة البداية قد تبدأ بالتفكّر العميق والتصوّرات الواسعة المساحة , ولربّما تكونُ بحاجةٍ الى مسحةٍ من خيال الواقع .! يا أبناء العراق , يا مواطني هذا البلد منْ مُكَوِّنٍ واحد , من فئةٍ عراقيةٍ واحدة : ” ألا تتذكّرون تصريحَ – بان كي مون – قبل شهور بأنّ العراق سيشهد ثلاثمائة عاصفة ترابية او غباريّة في السنةِ الواحده , وهذه سابقةٌ لمْ تسبقها سابقة لا في الدول ولا في التأريخِ اصلاً , وهي بالطبع خارج القُدُرات اللوجستية للميليشيات , اليست هي غضبٌ سماويٌ علينا تحديدا ..!؟ , وإذ ادلو بدلوي في هذه المعضلة الناريّة الحمراء , فعسى رأيي يغدو عنصراً مساعداً ليتفاعلَ مع آراء اخرى تُتحف الموضوع وصولاً الى ما نحاول الوصولَ اليه , و اقول : – ارى انَّ العلَّةَ تكمنُ فينا كشعب .. كيف ؟ فأولاً البعض منّا او من المحسوبين علينا تعاونَ علانيّةً مع المحتل , وآخرون يتعاونون بالسّر ” معه ومع مخابراتِ دولٍ اخرى ” , وثانياً فهنالك مجاميعٌ من المواطنين فجّرت دور عبادة الله والمساجد لأكثرِ من مرّه ” وبقينا نحن صامتين ولمْ نبادر الى حماية هذه الأماكن المقدّسة , ولعلّ هذه من اخطر اخطر اسباب معضلة النار التي تترصّدنا ” , ثمّ ثالثاً : كم يا ترى تبلغ اعداد عصابات خطف المواطنين والفتيات والمساومة عليهم بمبالغٍ اسطورية , كم عدد عصابات تسليب سيارات المواطنين وقتلهم احيانا , كم هي اعداد اللصوص وسرّاق بيوت الناس المنتشرين ببغداد والمحافظات ” كلّ ذلك والسيطرات التي نكرهها تملأ الشوارع ومعها دوريات الشرطة التي تجوب الشوارع , فماذا لو اُلغيت السيطرات وتقلّصت الدوريات .! فماذا ستفعل هذه العصابات .؟ وهل من دواعٍ لنتحدّث عن الميليشيات .!! إنا حقّاً نعتدي على انفسنا كشعب , ونخرّب بيوتنا , اين اضحت اواصر المواطنة والدين والأنسانية ؟ لماذا الشعوب الملحدة افضلُ منّا , اليسَ من حقّ السيد عزرائيل وملائكة الموت ان تكون مهمّتهم مكثّفة ومركّزه علينا .! ولا ادري هنا اذا ما كانت فِرقُ الموت التي ذاعَ صيتها عندنا لها علاقة ما بهذا الموضوع .!!! , ورغم هذه العناصر المتوفّرة فينا والمخالفة للشريعة ولِسُنّة الحياة , وللمنطق , فأرى ايضا انّ وجهة نظري ولاسيما من الزاوية الدينية لا تعطي مبررا او مسوّغاً للأخ عزرائيل او لملائكة الموت ” أن يأخذوا راحتهم في قبض ارواحنا بطريقة التفخيخ والتفجير والقتل وتقطيع اجسادنا وتشظّيها ” , فلا زالت الأغلبية الساحقة من المواطنين أٌناسٌ خيّرون مغلوبون على أمرهم , فكيفَ يُعاقبُ المرء بجريرةِ غيره .! > ولا تزرُ وازرةٌ وزر اخرى – سورة الانعام,) آية <,( 164 إذن فخللٌ في المعادلة, ومَن ذا الذي يفكّ رموزها.! ؟ , لكنه ايضا فهنالك أقوامٌ اٌبيدت برمّتها في التأريخِ , والتأريخُ يحدثنا عن تفاصيلها , وعسى ان لا تكونُ إبادتنا ” بأبشع الطرقِ ” بالتدريج .! وبطريقةٍ مُمَنهجة ومُبَرمجة وفجَّه , فهل المستر ابليس له علاقة بالأمر .!؟ لا اظنُّ ذلك , فمصائرنا ليست من صلاحياتِ ابليس ولا هو من ملائكة الموت , فهل تظلُّ احوالنا مُغمسة في كأسِ الإبهام .! أَمْ نرسمُ آمالنا بصيغةِ اوهام.؟ إفتونا يا ساده , ولكن من غير المُعمّمين …!
[email protected]