فكرت كثيرا حتى عرفت اخيرا وبيقين بعد طول انتظار ممل.. بان السيد حسن نصرالله لايمكن ان يغيير موقفه المساند دون استثناء لكل ساسة الشيعة في العراق، رغم انحرافهم العلني وسوء اخلاقهم في ادارة الدولة والمجتمع. وهذا الموقف السيء جدا لايمكن ان يفسر الا انه يمثل سلوكا طائفيا لايقبل اي تفسير ولا اي تاويل ،والدليل واضح وهو ان زعيم حزب الله لم ينتقد ساسة الشيعة لاتلميحا ولا تصريحا ولا في السر ولا في العلن منذ استلامهم للحكم منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما.
ومن هنا بامكاننا ان نحكم على شخص زعيم حزب الله بانه طائفي صريح وهولايستطيع انكار ذلك لانه انتقد اغلبية الحكومات العربية(السنية) وبلاشك ان انتقاده صحيح وهي تستحق اكثر من الانتقاد ولكن لماذا بمعزل عن شيعة العراق الرسميين؟فهل سماحة السيد نصر الله هو انتقائي باحكامه وبالتالي هو ينتقد الاخر لانه من الطائفة الاخرى ولاينتقد السيئين ممن ينتمون الى طائفته؟ الذين هم ايضا لم ينتقدوه بل هم يعتبرونه هو منهم واليهم بعدما اطمئنوا منه فبعد هذا الامر هل يعتقد زعيم حزب الله انه سيلزم الجمهور العربي بانه مازال قائدا مرغوبا لديهم؟
بمعنى هل سيستمر الجمهور العربي على تايده له؟ فحتى لو تصور زعيم حزب الله بان الجمهور العربي سيؤجل خلافه معه لطالما هو مشغول بالمقاومة لتهيئتها للتصدي لاي فعل او عدوان اسرائيلي على لبنان. وهذا جدا صحيح،ولكن على زعيم حزب الله ان يقدر هذا الموقف العظيم وبالتالي لا يجب ان يستغله فقط لصالحه الخاص لانه بكل تاكيد سيكون من الصعوبة ان يبقى او يستمر الجمهور مجاملا كل الوقت رغم السلوك الطائفي بل سيضطر الى تغيير رايه او سيتغير مزاجه حتما في يوم ما وبعدها فورا سيلغي علاقته بزعيم المقاومة.
رغم المه وحزنه على فقدانه لقائد كان يحترمه ويثق به ويؤمن بقدرته القيادية حتى كان ومنذ سنين كثيرة وهو يستمع برغبة لكل ما يقوله في خطاباته. ولكن بسبب موقفه الخاطئ في العراق المرفوض جملة وتفصيلا والذي سوف تترتب عليه عدة اجراءات سلبية لاحقة قد تضر مستقبلا بالمقاومة ونامل ان لايحصل ذلك حتى اذا استمر السيد حسن نصر برايه الخاطئ بحق الشعب العراقي ولهذا عليه في الاقل ان يكف عن الحديث حول القضايا العربية والاسلامية، لانه باختصارلايحق له التحدث بخصوص الشأن العام.اي في ما يخص البلدان العربية ولايتدخل في شؤونها ولا يتحدث عن سلبياتها لانه غير مؤهل لذلك اطلاقا.
وبالتالي فان العرب والمسلمين حتى الجيدين منهم سيتركونه هو وشأنه الطائفي بعد ان فرط بهم لاجل مجموعة من اللصوص والخونة كشيعة العراق الذين يحكمون الان، فالجمهور العربي والجمهور العراقي سوف ينفضان تلقائيا عنه وفي هذه الحالة سيكون اي سماحة السيد هو من اجبرهم على ان يبتعدوا عنه وعن حزبه،بسبب موقفه الخاطئ كما ذكرنا اعلاه وهو المساند للفاسدين الذين يحكمون حاليا في العراق لمجرد انهم شيعة وفقط.
وبالتالي هذا اقرار واضح منه انه لايريد ينتقدهم ولايريد ان يندد بمواقفهم السلبية وهذا للاسف لم يكن تتوقعه الجماهير ولا النخبة العربية المهمة من قائد اخلاقي نموذجي مؤمن بالاسلام وبكل قيمه، واضف الى هذا الرصيد المعنوي المهم انه قدم احد اولاده ليقاتل الجيش الاسرائيلي حتى استشهد وهو الشهيد (هادي) وهذه حالة ايثار استثنائية هو من تفرد فيها فقط اي ان السيد حسن نصر الله هو ومؤمن مميز الا مع العراقيين! ومع ذلك يعترف له بانه قائد مميز في التاريخ المعاصر اي هو الوحيد الذي الحق بالعدو الاسرائيلي اضرارا كبيرة.
وخصوصا في الجانب المعنوي المهين لكيانه فضلا عن انه فرض عليه مجموعة قواعد وشروط قد حرمته كعدو متغطرس من ان يستمر في ممارسة تفوقه الهمجي، وهذا يعد انجازا مهما من الناحية العسكرية والامنية،كان وسيكون لصالح لبنان والعرب جميعا بالمعنى القومي للكلمة،ولكن السيد حسن نصر الله قد سبب لكل مناصريه ومؤيديه حرجا شاملا لم يكن يتوقعونه منه لان تناقضه في العراق كان تناقضا فاقعا لايمكن ان يقبل منه ولايمكن ان يوجد له ولو مبرر واحد، بل هو اكيد سوف يضر بشعبيته ومصداقيتة.
لان مافعلوه ساسة العراق وخصوصا الشيعة “الرسميين” منهم فهو شائن وخطير جدا ولهذا اذا لم يتدارك الامر كي يصحح الخطأ من اجل المصلحة العامة للشعب العراقي وايضا مصلحة الامة العربية.فعليه ان يتوقع ان عملية شطبه من قائمة المؤثرين في قضايا العرب ستكون اما في الوقت القريب او في الوقت البعيد، الا انني اعتقد ان سيد حسن نصرالله هو قائد استراتيجي وبالتالي هو لا يقبل بتخلي العرب والمسلمين عنه ولا عن حزب الله.
كحزب مقاوم ولكن نتمنى ان لا يبقى هذا التناقض قائما كما هو عليه الان اي ان ارتباط زعيم حزب الله بالعلاقة الجيدة والصداقة الجيدة الى حد التضامن مع كل ساسة شيعة العراق السيئين.رغم فداحة سلوكهم البغيض الذي سيكون نذير شؤم عليه وعلى الجميع، والرابح الوحيد هو العدو الاسرائيلي بسبب ساسة العراق بشكل عام لانهم هم من الفاسدين الذين يستحقون بكل جدارة ان يجروا وبقوة الى المحاكم لينالوا العقاب القاسي والمهين حتى يقفون هناك وراء قضبان السجن طول عمرهم وهم يعانون من تحمل الذل والعار هذا اذا توفر لهم احساس انساني في مابعد.