بدأت الأحداث الطائفية تدخل حيّز التنفيذ بعد تفجير قبتي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء ، ليدخل البلاد في مرحلة أتون الحرب الأهلية ، وياتي ذلك بالاتساق مع دخول عتاة قادة القاعدة الوهابية الى العراق بحجة قتال المحتل وتكون يافطة التحارب الطائفي في العراق ، ومع تحالف رجال البعث والقوى الأمنية إبان حكم البعث بدأت نار الطائفية تشتعل لتأكل بلهيبها الحرث والنسل ويبدا مسلسل تمزيق الروابط الاجتماعية بين ابناء البلد الواحد .
من هنا نتساءل ما هي علاقة السنة بداعش ؟!! وهل هناك فعلا علاقة .
يُتهم السنة العرب في العراق انهم مرتبطون بداعش وهم عامل مساعد في إيواء الجماعات الداعشية في مناطق تواجدهم ، واليوم السنة يعقدون الموتمرات والتجمعات من اجل اعلان فك الارتباط بداعش من خلال إجراءات يقوم بها قادة وعشائر السنة العرب ، فتارة تكون بالمشاركة في قتال داعش جنباً الى جنب مع القوى الأمنية والجيش العراقي ، وتارة بعقد المؤتمرات التي توكد البراءة من تصرفات وسلوك داعش الإرهابي وتجرّمه .
جميع الموتمرات التي يعقدها ابناء السنة العرب تؤكد على انهم ضحية الارهاب ، ويعيشون اسوء حالاتهم من الانقسام والتشضي وفقدان الارض والسلطة الخ …، كما انهم يعانون بشكل واضح من وجود ملازمة واضحة بينهم وبين (الارهاب ،داعش ،البعث ) وهي حقائق تؤكدها الممارسات اليومية على الارض لذلك يسعى اليوم قادة السنة في العراق الى فك ارتباطهم من خلال عقد هذه الموتمرات وتجريم داعش واعلان البراءة منهم وقتالهم .
ان المتابع الميداني على الارض يجد ان العرب السنة كانوا اداة داعش ، يساعدونهم على الانتشار والسيطرة على مناطقهم بسهولة وسرعة ، والموصل خير مثال على ذلك في سيطرة داعش على المحافظة ، وبغض النظر عن تخاذل بعض قادة الجيش الا ان التركيز هنا على سرعة وسهولة السيطرة على مفاصل المحافظة دون اي مقاومة من اَهلها او رفض لوجود هذه الجماعات الإرهابية المسلحة .
كما ان البيئة الحاضنة لداعش كانت سبباً مباشراً في سرعة الانتشار والتنسيق العالي المستوى بين مختلف المناطق ، وسقوط صلاح الدين بسرعة نظراً لوجود هذه الحواضن التي تحدثنا عنها ، ناهيك عن الدعم المالي والسلاح والغذاء، وانتشار لعيونهم في المناطق التي ينتشر فيها قطعات الجيش وايصال المعلومات عن تحرك هذه القطعات وأماكن تواجدها، حتى صار الكثير من اهل المناطق السنية جزء من داعش وربطوا مصيرهم بمصيرها .
الارهاب الداعشي وكما هو معروف للجميع لا امان له ، ويسعى الى تصفية خصومه ، وأي رأي او صوت يخالفهم ، وخير مثال على ذلك مقتل العشرات من عشائر البونمر وغيرهم من عشائر الانبار لمجرد انهم رفضوا سلطتهم وآرائهم التكفيرية .
داعش اليوم تستخدم السنة العرب اداة للسيطرة على الارض ، عبر رفعهم لمظلومية اهل السنة تحت حكم شيعي ظالم ، واعلان نصرتهم للسنة ضد الشيعة ، عبر خطاب إعلامي مؤثر في البيئة الحاضنة للفكر التكفيري .
ينبغي على السنة العرب في العراق اعلان موقفهم الرسمي من داعش ، ومن عموم القوى الإرهابية والتحالف البعثي ، عبر القنوات السياسية والدينية من خلال عقد المزيد من الموتمرات التي تَبَرز دور داعش في التهجير وقتل ابناء الشعب العراقي دون تمييز بين شيعي وسني ، كما ينبغي ان يكون للمؤسسة الدينية وعلماء اهل السنة والجماعة دور في تثقيف المجتمع على الوقوف بوجه الأفكار التكفيرية والتي تستهدف الجميع بدون تمييز ، كما يجب على السياسين السنة ان يكون لهم بيان واضح من الجماعات التكفيرية الداعشية ، والبراءة من افعالهم ، والتوقيع على ميثاق شرف عراقي يحرّم فيه الدم العراقي ويُجرِّم داعش والمشاركة الفاعلة مع ابناء الجيش العراقي والحشد الشيعي في تحرير المدن السنية من قبضتهم ، وطردهم خارج البلاد ، والتي ربما تكون خطوات أولية في اعادة بناء جسور الثقة بين المكونات العراقية كافة .