23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

هل الرئيس “الجزّار” قدر عراقي لا يتنازل عثرة أمام الأطماع ؟.. واقع الحال يشير

هل الرئيس “الجزّار” قدر عراقي لا يتنازل عثرة أمام الأطماع ؟.. واقع الحال يشير

عوائل كردية وعربية أمام القنصلية التركية أمس واليوم خاصّةً, ومنذ زمن, لا يملكون مالًا لإعادة أبنائهم “جثثًا” إلى العراق ,يطالبون بأبنائهم وبعوائلهم ويتسائلون عن مصيرهم ,غرقوا أم بالسجون..

اليونان تبلغ العراق “المنطقة الخضراء” اليوم , لاستلام جثث مئتي عراقي غرقوا وهم باتّجاه “جزيرة العجائب” أو تقوم السلطات اليونانيّة بدفنهم ..ولا من مجيب

صدّام لم أحبّه يومًا ,لكنّي في نفس الوقت كنت غير متأكّد من “طينته” أترقّبه بين إعجاب وبين “انغثاث” المغثّة تغلب ,لا وهو رئيس وزراء ,ولا وهو رئيس ,لكنّ الاحتلال أحبّني إيّاه “وحطّم الحواجز النفسيّة” بيني وبينه, أشعرني أنّه رئيس حقيقي لبلدي والعالم بهذه التقيرات السياسيّة الوحشيّة ,فقد كان ,ومع الأسف أقولها ,كان مهيوب المقام يكشّر عن أنيابه أمام سفلة الأرض والطمّاعون كما أثبتت الأيّام ما أن يقترب أحدهم من حدود العراق ..فالجميع كان يهابه ويخافه خوفًا شديدًا ,أمس افتتح مواطن مصري مطعمًا أسماه “مطعم صدّام حسين” ,وهذه المهابة ,وبغض النظر عن موقفنا من رئيس الدولة صدّام ..عندما ذهب لموسكو وهو “السيّد النائب” احتفت به موسكو احتفاء لم تحتف به لرئيس ,ولا لرئيس أميركي, كلّما أشاهد فلم تلك الزيارة وذلك الاحتفاء أريد أنفجر بكاءأ ولو بأحضان حيطان غرفتي.. الرجل قبل المنصب أكيد كانت تسيّره أحاسيسه الفطريّة بأنواعها كأيّ ابن قرية عراقيّة أو ريف من أريافها ,طيبة ونخوة ورجولة وكرم ,لكنّه ما أن استلم الحكم حتّى تحوّل إلى شخص ثان ,أدركت أنا من بين الكثيرون ,وبعد أن وقع الفاس بالراس ,أنّ صدّام شعر بهيبة ما هو فيه “يعني شعر بعظم المسؤوليّة” وأنّها مجلجلة.. أقولها بعد ما رأينا كوارث من أمراض نفسيّة ساقها علينا الاحتلال واحتسبهم علينا بالقوّة وبالإكراه “رجال”, وبعظمة المنصب لبلد عريق من أعرق بلدان الأرض حضاريًّا وعلميًّا, فكان شخصيّة أخرى تمامًا , وهذه تكفي وحدها للإقناع دون رتوش وأنّ الرجل ,والبلد ,تعرّض لضغوط كان يجب من يشعر بمسؤوليّة حقيقيّة أن يتصرّف بهذه الطريقة أو تلك مادام كلّ مواطن ,بعد انتشار المعرفة بين العراقيين ,أخذ يراوده حلم بعراق يسير باتّجاه عودة مكانته العالميّة ..

يذهب صدّام ليوغسلافيا أشعر وأنا أشاهد “خصوصيّة المراسيم” بعلوّ مكانتي كعراقي

للمغرب كذلك

لليونان كذلك

لفرنسا كذلك وكذلك وكذلك ,ورغباته لديها كانت “تفاعلات نوويّة” ..

العراق بحاجة إلى جزّار ” لا يرحم” ليست مازوشيّة لكنّ العالم بمكوّناته سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا يتطلّب ذلك وبغيرها فنحن نعاج نساق ,فما بالنا وقد تغيّرت لهجة العالم السياسيّة عن ذي قبل ب”إفراغ محتوى القوّة بالقوّة” ؟ ,فبغير سدّ ثغور “أسوار القوّة” باستمرار ,وبالقوّة وبالبطش أحيانًا يصبح النظام والدولة عرضة بأيّة لحظة للتخلخل والانهيار من قبل الأوباش المحيطون بالعراق , ولذا لم يصمد عبد الكريم ولم يصمد عبد السلام ولم يصمد عارف وصمد صدّام لاستيعابه الفطري لوضع العراق وليس لشيء آخر أو خوارق فكريّة يمتلكها أدرك أن لا سياسة ,هي للتلهية ,إنّما القوّة والحزم..

تنوّع إثني ومذهبي وعرقي وطائفي وديني ,والبلد محدود المساحة تحيط به ذئاب وضباع مسعورة لا وجود لأسد بينها كي تلقي عليه أنظمة العراق الّتي سقطت تلوًا معاذيرها ,أميركا بنفس التنوّع الّذي عندنا لكن بحجمها الخمسون ضعفًا عن العراق, وبقوّتها ,أوقفت التدخّلات..

صدّام صحيح دكتاتور وقاتل ومجرم وأناني وأهوج لكنّني كعراقي ورغم كلّ الضغوط الكبرى الّتي تعصف ببلدي كنت طافح بثقة ثقل بلدي العالمي العظيم ,أينما شطرت ,وليس المناطقي وحده, رغم صغر مساحة العراق قياسًا.. هيبة بلدي كانت تنسينى “إجرام” رئيسي وأردّد مع نفسي ,ومتحسّرًا الآن على يوم واحد يملئني فيه العراق ثانيةً وأينما كنت : “هو صراع سلطة وليس البديل بأرحم منه, إن ترك السلطة له ,دعنا عن “الثارات السياسيّة” فهي شؤون أحزاب تتثائر بينها ,وإن تهاون و”عفى عمّا سلف” ستتخلخل أسوار مركز حماية الرعيّة ويتعرّض البلد للنهش الخارجي”..

 “معصوم” وجميع أعضاء الحكومة يستقبلهم بالرياض ,للتعازي ,موظّف استعلامات بالخارجيّة.. يا وكستي سنغادر الحياة والعراق لا شيء بنظر من كانوا “قبل التحرير” يقبّلون أيادي وعتبات العراق والعراقيّين لنرضى عنهم يتفاخرون بالعراق وبالعراقيّين لا ببلدانهم ,ومن بينهم حتّى رؤساء وسفراء ..

كيف يغرق مئتي عراقي قسم منهم “أربعة توءم” وأبويهم وعوائل أخرى بينهم ستّة أشقّاء ,والرئيس ونوّابه الأربع ورئيس حكومته الفاشل وبرلمانيّه برئيسه الأفشل وبنّوابه اللصوص لا مجيب لنداء اليونان لا يبالون ,بلا مسؤوليّة, لا زالوا منغمسون بعمليّة سياسيّة تضحك بها أميركا على الشعب نهب وسرقة وإسكات أفواه ..

أين “رجال” الدين ؟ أين وزير خارجيّتنا ؟ هل غرقوا مع الغرقى أم استطاعوا العبور سباحة ؟ لم يسأل أحد منهم يومًا عن لماذا يهاجر العراقيين هل بسبب فقر العراق وخلوّ أرضه من الثروات والأنهر أم بسبب معلومات أعضاء حكومتنا “المعرفيّة والفلسفيّة” الّتي لا تُقاوم أو تقواهم وزهدهم الّذي لا يجارى والّذي أغرق العراق بالخير وبالرفاه فهربوا بجلودهم لمعايشة البلدان الفقيرة للإحساس بآلام شعوبها؟ ,فهؤلاء “الخضرائيّون” عاشوا أحلى أيّامهم بالمنافي مدلّلون أميركيًّا وذلك لا تفسير له سوى يعني أنّهم كانوا مدلّلون “صهيونيًّا” ,تهدّد بهم أميركا العراق , بينما العراقيّين يعانون ولا زالوا شظف العيش والفاقة وقلّة الحيلة يأكلون النخالة خبزًا “ويوم عيد” يقلون بالزيت أوحش الخضراوات ,أمّا اللحوم فأهل المنافي تخموا بها وهم بالمنافي بها وبأنواعها “بالمناسبات الدينيّة”  للتعبير عن حبّهم لآل البيت والصحابة  أو بلا مناسبات  ,والعراقي إن سقط بيده بالصدفة خروف لا يذبحه بل يسجّله مع أولاده في المدرسة ..