19 ديسمبر، 2024 8:34 م

هل الديقراطية نعمة أمْ نِقمة ؟؟

هل الديقراطية نعمة أمْ نِقمة ؟؟

أسئلةٌ مهمةٌ سأجعلها مفتاحاً لمقالتي :: هل اننا شعبٌ يفهم الديمقراطية ؟ وهل نمتلك كشعبٍ ثقافةً ديمقراطية ؟ وهل تعلمنا ماذا تعني الديمقراطية ؟ ( وهل الديمقراطية بضاعة نستوردُها ؟؟ )1 هل ان الديمقراطية هي ( ترك الحبل على الغارب ) ؟؟ كما يقولون ، وهل الديمقراطية تعني اطلاق العنان لليد واللسان والقلم والأساءة للآخرين ؟؟ هل انَّ شعباً مثل شعب العراق بتاريخهِ وما مرَّ بهِ من حقبٍ سياسيةٍ وأنظمةٍ شموليةٍ أُحاديةٍ متناقضةٍ ، تناسبه ديمقراطيةٌ مثل مانراها ونلمسها اليوم ؟؟ وهل اننا بحاجةٍ الى ديمقراطيةٍ ( بمقاساتٍ ) معينة ؟ بمعنى اننا نحتاج الى نوع خاص منها يتناسب ويتناغم مع ثقافة شعبنا وفهمه وظروفه وتاريخه ..
انَّ الديمقراطيةَ حقٌ طبيعي نمارسه كما هو في الشعوب المتقدمة التي تمتلك ثقافةً في هذا المجال ولم يُصبحوا ( ديمقراطيين ) في ليلةٍ وضحاها . كما ان الديمقراطية لاتعني الأساءة للآخرين وللذوق العام ولاتعني عدم احترام مشاعر وآراء الأخرين ولاتعني اننا نتصرف كيفما نشاء دون رادع او رقيب او محاسبة كما يتوهم البعضُ من الجَهَلَةِ ، حينها تتحول الديمقراطيةُ من ( نعمة ٍ ) الى ( نقمةٍ ) والى فوضى . …
مشكلتنا في العراق أشبهُ بالمريض الذي يحتاج الى جرعةٍ من الدواء لكي يتعافى ويشفى ، لكننا أعطيناه ( جرعات ٍ ) فاقلب الدواءُ الى داءٍ .. الديمقراطية ليست عَبَثاَ ، الديمقراطية تعني احترام النفس واحترام الاخرين واحترام القانون ومؤسسات الدولة وأنْ يقول المواطنُ مايريدُ بكل حرية وان ينتقد ويتظاهر ويرفض ويحاسِب ، ولكن بشفافية وبشكل بعيد عن التجريح واطلاق العنان للألسن والأقلام .. اننا الان وفي هذا الظرف بأمسِ الحاجة الى ثقافة ديمقراطية لكي نفهم ونتعلم كما هي الشعوب المتقدمة في هذا المجال ، وان هذا الواجب الاخلاقي والوطني يقع على الكتّاب والمثقفين والفنانين والشعراء وكل من موقعه وهؤلاء هم الذين يُسهمون اسهاماً حقيقيياً وفعّالاً في اشاعة الثقافة الديمقراطية التي نحن بأمَسِ الحاجة اليها كحاجتنا الى الماء والهواء ..من أجل ( استبدال العنف بالأمل والتطرف بالحوار والحرب بالعودة الى السلم المجتمع والعشوائية بتأسيس قوانين ) 2..
……………..الهوامش
1-2 من افتتاحية جريدة الكلمة الحرة العدد 1349بتاريخ 12- 6 بقلم الدكتور ماجد اسد رئيس التحرير

أحدث المقالات

أحدث المقالات