23 ديسمبر، 2024 1:18 م

هل الدعوة الأميركية (صافية النية)

هل الدعوة الأميركية (صافية النية)

شرق أوسط جديد أو شرق أوسط كبير مسميات لاهداف أميركية بعيدة المدى طرحتها واشنطن لتقسيم منطقة الشرق الاوسط وفقا لما تراه.
وفي العراق نجحت أميركا خلال سنوات الاحتلال في إشعال حرب طائفية أوجدتها ليس فقط لاستكمال تطبيق سياسة (الفوضى الخلاقة)، وانما لتكون هذه الحرب مسوغا لتقسيم العراق، بعد أن أوجدت له أرضا خصبة لزراعة الفكرة دستوريا بوضع مشروع الاقاليم، وفق نظام فيدرالي.
لانتكلم هنا منتقدين النظام الفيدرالي، بل هو نظام مثالي إذا كان الهدف منه تقسيما اداريا، ويكون نظاما انتقاميا اذا كان الهدف منه تقسيم البلاد، فأي الفيدراليتين أريد بها للعراق.
إن ما جاء به نائب الرئيس الأميركي جو بايدن من مشروع لتقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي : للشيعة والسنة والأكراد، يؤكد بما لايقبل الشك أن النظام الفيدرالي الذي أرادته اميركا للعراق هو التقسيم المناطقي الاثني والديني لا الاداري، لأن في أدبيات العلوم السياسية عندما يكون هناك تغيرا في النظام السياسي تحتاج البلاد الى (مؤسسات انتقالية)، هذه المؤسسات تعمل على خلق ثقافة لدى المواطن يتقبل الوضع الجديد، وحتما سيكون أكثر انفتاحا واكثر ديمقراطية، لاننا نتكلم عن تغييرات سياسية في القرن الواحد والعشرين الذي يديره (ريموت كنترول أميركي)، لكن نرى في التغير الذي حصل في العراق والذي نقل بنا من نقطة الـ (0) (الدكتاتورية وسلطة الشخص الواحد) الى نقطة الـ (160) أقصى درجات الديمقراطية والحكم المتعدد، دون وجود أية مؤسسات انتقالية أشرنا اليها سابقا.
السؤال : هل أن أميركا قلقة على مستقبل العراقيين لتقترح حلولا قائمة على أساس طائفي بعد ان نجحت في تسييس الدين الاسلامي وخلقت جانبا متطرفا متشددا يعتمد العنف وسيلة.
في هدف اميركي جديد دعا 17 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الخارجية جون كيري إلى دعم جهود الحكومة العراقية لإنشاء محافظة في سهل نينوى تضم الأشوريين والأقليات الأخرى التي تقطن المنطقة.
وجاءت دعوة اعضاء مجلس الشيوخ في رسالة وجهت الى كيري وضمت تواقيع العضو الديمقراطي الارفع مستوى في لجنة الاستخبارات داين فاينستاين، وعضو لجنة القوات المسلحة تد كروز، والعضو المسؤول عن تصويت الديمقراطين في مجلس الشيوخ ريتشارد ديربن، وعضو لجنة العلاقات الخارجية جين شهين في المجلس، وعضو لجنة التخصيصات المالية مارك كرك.
هنا نقول إن الدعوة لانشاء محافظة بسهل نينوى للأقليات ومنها المسيحية، تأتي استمرارا لمخطط اميركي لتقسيم العراق بشكل يكون نواة للحروب في المستقبل، لان أليس من الأولى أن يدعو هؤلاء لتحرير مناطق الأقليات من سيطرة داعش؟
ثم السؤال الآخر، هل هذه الدعوة جاءت لقلق اميركا على مستقبل الأقليات باعتبارها حاملة لواء الانسانية في الأرض؟ نترك الإجابة لذوي الشأن.
السؤال الأخير : هل حل مشكلة الأقليات في سهل نينوى تكون بانشاء محافظة لها؟