18 ديسمبر، 2024 10:15 م

هل الحشد الشعبي يرعب أردوغان ؟

هل الحشد الشعبي يرعب أردوغان ؟

تتصاعد التصريحات بين بغداد وأنقرة, إستغل الجيش التركي سوء الأوضاع في مدينة الموصل, والظروف التي يمر بها البلد, من تقلبات سياسية في المرحلة الراهنة, وفجوات الخلاف بين الحكومة المركزية, وحكومة إقليم كردستان, فتوغل داخل الحدود العراقية, تعلل ذلك تركيا بعدة أسباب, والعراق يدافع عن حقه, في السيادة على أرضه .
    تتجاهل تركيا إتفاقية السلام, التي وقعها أردوغان مع عبد الله أوجلان في سجنه, والتي نصت على خروج حزب العمال (البككا) من تركيا, باتجاه جبال قنديل, مما يثبت أن أردوغان زرع الفتنة في هذه المنطقة, بقصد أو كانت مصلحة تركيا تتطلب ذلك, أو الطريق الأسلم لإنقاذ بلاده, واليوم تدعي انقرة ان قنديل تمثل تهديدا لها، هي وحدها تتحمل كافة التبعات وما ينتج, ولا يحق لها إشراك العراق بخلافاتها, وإن إتفاق السلام مع أوجلان, يجعل إتفاقية الأتراك مع النظام السابق منتهية, بحكم إن السلام تحقق, ولا يسمح العراق للقوات التركية, بالتوغل لمسافات محدودة, في داخل العراق.
    التخطيط التركي لغرس أنيابه, في المنطقة الشمالية للعراق, بإستخدام أعذار وذرع غير مشروعة, وتسعى لعدم استقرار المنطقة, هل انقرة لا علم لها بدخول عصابات الإرهاب داعش, لتحتل مدينة الموصل ؟ لماذا لم تعترضها, وسمحت إستغلال أرضها لفترات للتجمع والتدريب؟ فما بني على باطل فهو باطل .
    يحلم أردوغان ليرسم مستقبل مدينة الموصل العراقية, لغرض نيل مكاسب إقتصادية, للضغط على الحكومة العراقية, ويطالب بعدم مشاركة أبطال الحشد الشعبي, لحسم معركة الموصل, وسط تخبط الساسة الترك, في تبرير وجودهم في الموصل, الذي يعززه الصمت الأمريكي .
    من هو الحشد الشعبي؟
الجواب : هم أبناء العراق الشرفاء, يسري بدمهم وروحهم حب البلد والعقيدة, ويضحون بكل غالي ونفيس من أجل الكرامة, وإعادة هيبة البلد, التي كاد يسلبها الخونة, ومن باع شرفه وكرامته, وينحني للدولار الأمريكي, إستغل الشيطان الرجيم ضعف نفوسهم, فزين لهم ذلك, وهم الخاسرون .
    يحق لرئيس الوزراء العراقي, تحديد القوات, التي ستشارك في حسم معركة الموصل, التي تسري المماطلات السياسية عليها, من قبل أشخاص ودول, ترتبط مصالحهم بإستمرار الأوضاع, لتبقى كما هي داعشية .
    ثبت للعالم, أن الحشد الشعبي الجهادي, قوة لا يستهان بها, ويتحدى الصعاب لا يسعى لمطالب مادية أو دنيوية, بل يطلبون الأجر والثواب من الباري, لنيل شرف الشهادة التي أقر ثمنها جنات خلد, وهذه المطالب يصعب إدراكها, لمن تجلدت قلوبهم, ورفعت الرحمة منها .
    هذا السر الذي يرعب أردوغان, ومن يسعون لهدم الدين الإسلامي, صناع الإرهاب والوهابية, علما أن رغباتهم لا تتطابق مع مكنون الشعب الموصلي, وأبناء مدينة الموصل, الذين يترقبون قدوم أبطال الحشد الشعبي وقلوب لهفا, لإنقاذهم وتحريرهم من جرثمة أفكار داعش والوهابية, أستمد قوة القول بأكبر دليل, كيف إحتضنهم أبناء الفلوجة, والأيام القريبة ستثبت للجميع, أن شعب العراق من الشمال إلى الجنوب, شعب واحد, الأحداث والعبر, وزيادة الوعي الثقافي والديني, وروح التسامح والإرتباط الروحي, والنفسي والعاطفي, بالإمام الحسين (عليه السلام), سبط الرسول الأعظم (عليه الصلاة والسلام), تلاشت كل الفجوات, وستتحقق النهضة العظمى .