23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

هل الحرية بضاعة فاسدة أوقيمة هابطة؟!

هل الحرية بضاعة فاسدة أوقيمة هابطة؟!

حين أرى الظلم في هذا العالم, أسلي  نفسي بالتفكير في أن جهنم بإنتظار الظالمين, فلقد خسرت الشعوب العربية كثيراً, عندما ولت أمرها من لا يستحق, لذا أنقض عليها الطغاة, وأفترسوا ما يستطيعيون إفتراسه, من أجل البقاء في عروشهم وسلطانهم, ولا يدركون أن الساعة آتية لا ريب, فكثير من البغاة والطغاة لا يعرف لهم تأريخ للوفاة, ولكن الأحرار والأبرار يفرضون أنفسهم كالورود, فماتوا بهدوء ولم يقولوا أنهم محتاجون للماء.
الحرية التي تتشدق بها الأمم في هذا العصر, قضية أشبه ما تكون بعملية طرق البيض الفاسد, فلا أتباع للحق, ولا تقديس للحرية, فيصيب البيض العفونة, ومصيره المحتوم الى سلة المهملات.
متى ما أطلق العرب أعنتهم, وتحرروا من التبعية للأجنبي, وإستقلوا عندئذ سيكون للعقول النيرة المتفتحة دورها, في توعية العرب وإذكاء روح الإخاء بينهم, وتنبيههم الى الخطر المحدق بهم.
الحرية في المفهوم الإسلامي, ليست كلمات مجردة أو دعاية زائفة, بل هي نداء للإنسانية, من أجل الخلود الأبدي, وهي صوت الحق لكسر حاجز الضعف أمام الطغيان, وحل جذري لخلق إنسان, تتجسد فيه كل القيم النبيلة السامية, لجعله فرداً صالحاً نافعاً لنفسه وللمجتمع, كما ترسخ في نفوس الأحرار مفهوم, بأنه لا حرية, بدون بذل للدماء وإيثار للفداء, كما فعل سيد الشهداء (عليه السلام).
الحرية ليست بضاعة فاسدة,أو قيمة هابطة, تلبست خطأً بمفهومها, فتراهم يشغلون الناس بجهد وطاقة لا طائل منها, وهي في مجملها نزوات ورغبات ليس إلا, لذا تجد أن الغالبية منهم في صف الإستبداد والظلم, إما جهلاً, أو خوفاً, أو إنتفاعاً, وهو الخنوع والخضوع التام للنفس الأمارة بالسوء.
الحرية منزهة عن الغل والمكر, أما الفتن فهي أهواء تتبع وأحكام تبتدع, وبها يستطيع الإنسان, أن يرتكب أي جريمة, تحت مسمى الحرية, في زمن يزداد فيه الفزع والظلم يوماً بعد آخر, فحياة الأحرار كحبة السكر, حتى لو إختفت, فإن حلاوتها تبقى في اللسان.
يتطلع الأحرار في العالم بعيون مرتقبة وقلوب متلهفة للعدالة,وكأنها نهاية الأفراح والأتراح, لكن النتيجة الحتمية, لا للإستهانة بالدين وأرض المسلمين, لا للظلم, وهذه الحتمية لا تحفظ إلا بالدماء الزكية.
(الناس عبيد الدنيا, والدين لعق على ألسنتهم, فإذا محصوا بالبلاء, قل الديانون )كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) فتجد بعض الناس من يقول :إن الصمت والإعتزال والسلام, أفضل من الضجيج والإختلاط والنضال وهذا ما لا يريده سيد الأحرار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).