الصحفي : لماذا وافقتم سيدي الرئيس على قبول شاه ايران في مصر بعد ان رفضته حتى الولايات المتحدة الحليف القوي ؟؟
الرئيس السادات : في حرب عام 73 , كنا في ازمة نفطيه واتصلت بكل الاصدقاء ولم نحصل على اي شئ لكني اتصلت بالشاه وطلبت منه المساعده , شاه ايران اصدر اوامره لناقلات النفط الايرانية المتجه للغرب بالعودة وتفريغ حمولتها في مصر .
منذ اندلاع الثورة الشعبية في ايران بقيادة الامام الخميني وحتى الان يتعرض الشعب الايراني الى حصار اقتصادي وسياسي من الغرب وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبتحريض من الشعودية واسرائيل , كانت الحرب التي شنها الرئيس العراقي السابق على الثورة الايرانية فرصه كبيرة للامام الخميني في القضاء على خصومه داخل ايران , هكذا قال السيد الخميني ” الخير فيما وقع ” ردا على اخبار تقدم الجيش العراقي في عمق 90 كم داخل الاراضي الايرانية .
ايران الثورة لا تشبه ايران الدوله , لكنها دوله يسيطر عليها الان رجال دين خصوصا المتشددين , لقد اضاع الامريكان والغرب فرصه تاريخية كبيرة في اعادة العلاقات الطيبه مع الشعب الايراني ايام الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الذي فتح ابوابا وارسل رسائل من اجل العلاقات الجيدة . الشعب الايراني انتخب السيد خاتمي مرتين من اجل الانفتاح على العالم لكن هذه الفرصة اضاعها الغرب والامريكان قبل ان يفوز بها المتشددون في ايران .
هذا الموقف يجعلنا نطرح عدة اسئلة , لماذا فوت الغرب الفرصه على الرئيس خاتمي والشعب الايراني في اقامة علاقات جيدة مع امريكا تحديدا ؟؟ هل هي اسرائيل واللوبي الصهيوني ؟؟ ام دول الخليج بالعنوان والصراع الطائفي ؟؟ ام ان الاصلاحي خاتمي لا يختلف كثيرا على الرئيس الحالي السيد نجاد ؟؟ هل الغرب لا يريد الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ؟؟ ماذا يخسر الغرب لو صارت العلاقات مع ايران قوية وقائمة على احترام المصالح وحق ايران بامتلاك اللتكنلوجيا النوويه لاغراض السلم ؟؟
نقطة واحدة لا يفهمها الغرب والولايات المتحدة تحديدا , وهي ان الامه الايرانية كلما تحاصر تصبح اقوى , على الاقل من الجانب المعنوي والنفسي , هذه الامة الحضاريه ليس سهلا اخضاعها وليس سهلا هزيمتها .
لا يصدق الغرب المقولة التي ترددها ايران , ان برنامجها النووي للاغراض السلميه , في المقابل , لن تتنازل ايران على برنامجها النووي السلمي , لذلك عدم الثقة بين الطرفين حدد خيارات الغرب بالوسائل التالية : الحصار الاقتصادي , ( النفط والمعاملات المالية البنوك وشركات التامين الكبرى ) , الجهد الدبلوماسي , و التهديد باستخدام القوة العسكرية , في المقابل , حددت ايران وسائلها في هذا الصراع من خلال الاعتماد على الصين وروسيا والهند ودول اخرى , المناورات العسكرية والتهديد باغلاق مضيق هرمز .
تعتقد ايران ان الموقف الغربي في وقف استيراد النفط الايراني يعني ارتفاع اسعار النفط بالتالي سيكون مردود بيع النفط الايراني من الناحيه المالية يساوي نفس المردود قبل الحصار , لكن ايران نست او تناست ان دول اخرى ستعوض النقص في الاسواق العالمية , بل دولة كبيرة في انتاج النفط مثل السعودية قادرة على تعويض النقص وتقديم النفط حتى المجاني للاضرار بايران .
لقد وجدت ايرن ان الاعتماد على بعض الدول في تشكيل مصدات دولية ضد سياسة الحصار لن تفيدها كثيرا خصوصا ان عروض الولايات المتحدة لهذه الدول ( الاعفاءات المالية والتجارية) جعلها تعلن التزامها بتنفيذ الحصار على النفط الايراني , على الرغم ان هذه الدول مازالت مقتنعة ان البرنامج النووي الايراني سلمي .
الولايات المتحدة وبسبب الانتخابات القادمة والمنافسه الحاليه بين الجمهوريين والديمقراطيين اعتمدت على الحصار والجهد الدبلوماسي وبعض التحركات العسكرية بالقرب من مضيق هرمز لكن بعد الانتخابات ستكون الصورة اكثر وضوحا , انها صورة اقرب الى الحرب من السلام , هذه الحرب التي تحشد لها اسرائيل منذ مدة والتي لا شك ان هناك حربا قائمة بين ايران واسرائيل ربما يوميا قائمة على ارسال ” فيروسات ” الى انظمة الحاسوب الايراني من اجل تعطيله او تدميره او السيطرة على الرادارات الايرانية وقد نجحت اسرائيل في استخدام هذا الاسلوب في قصف المشروع السوري مؤخرا بعد ان عطلت الرادارات السورية .
الحرب بحاجة الى الدعم المالي الخليجي في هذا الظرف الاقتصادي الصعب اوربيا وامريكيا , لكن دول الخليج لن تغامر في الحرب ضد ايران الا اذا حصلت على ضمانات كافيه من امريكا واسرائيل بصد اي هجوم ايراني عليها , السعوديه وحسب مصادر اعلامية امريكية منعت جنودها من النزول في اجازات خلال الصيف وصعدت من درجة الانذار لدى وحداتها العسكرية . هل السعودية حصلت على معلومات من الحليف الامريكي والاسرائيلي بان الضربه ضد ايران قريبه ام ان السعودية قرات الموقف استنادا الى تصريحات النظام الايراني حول غلق مضيق هرمز ؟؟
هذه الايام هناك نظرية يرددها البعض حول قيام حرب اشبه بالعالمية يخطط لها البعض من اجل قتل اكبر عدد ممكن من الناس للخلاص من الازمة الاقتصادية , بدلا من 9 مليار انسان يكون من الافضل تقليص العدد الى 3 مليار من اجل الرفاهية الاقتصادية , افكار هنا وهناك يرددها بعض المجانيين او هي فعلا خطط تنتظر التنفيذ .
مهما يكن الامر , ان الحرب ضد ايران لن تكون نزهه وستكون نتائجها على منطقة الشرق الاوسط كارثية , لكن ايران قادرة على منع وقوع هذه الحرب عن طريقين الاول , اعلان مبكر لانتاج السلاح النووي اي قبل نهاية الانتخابات الامريكية , الثاني من خلال الجهد الدبلوماسي وبناء الثقة بين ايران والغرب واعتقد ان ايران ستتخذ الطريق الدبلوماسي للحفاظ على شعبها وبلادها وعلى الشرق الاوسط من خلال التعاون الحقيقي مع المنظمات الدولية للكشف عن حقيقة البرنامج النووي الايراني السلمي . الطريق الدبلوماسي من قبل ايران سيحشد الراي العالمي ضد الحرب ويسلط ضغوطا على الحكومات الداعية للحرب.
الرئيس الايراني في لقاء صحفي قال ” نحن لا نريد سلاح نووي لان السلاح النووي لا يحل مشاكل , باكستان والهند يملكان سلاح نووي لكن مشكلة كشمير مازالت قائمة , الدولة الصهيونية تملك سلاح نووي لكنها لا تسطيع القضاء على ثورة الشعب الفلسطيني , امريكا لديها سلاح نووي لكنها غير قادرة على حل مشكلة العراق ”
ايران ليست بحاجة الى سلاح نووي بل هي بحاحة الى استخدام حقها في امتلاك البرامج النووية السلمية لصناعة الكهرباء والصناعات الطبية وليس من حق اي دولة في العالم منع الامة الايرانية من استخدام حقها في التطور العلمي .