23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

هل الجمعة مباركةٌ عندنا .؟

هل الجمعة مباركةٌ عندنا .؟

بغضّ النظر عمّا تفيض به السوشيال ميديا اسبوعياً بالمسجات والصور والألوان المحمّلة بعبارة < جمعة مباركة > , وبغضِّ نظرٍ وبصرٍ ايضاً عن المشاعر الطيبة التي يرسلوها اصحاب هذه المسجات , والتي كأنها قسراً ترغم المتلقّي على الرّد عليها ودونما انشراح في الصدر , حيث هذه العملية الإسبوعية غدت تسبب اكواماً من الملل , لكنّه بعيداً – قريباً عن ذلك , فإذ البركة في يوم الجمعة تنزل من السماء , لكنها تكاد تفتقد لتفعيلها في العراق , وبشكلٍ خاص بعد الغزو الأنكلو – امريكي في عام 2003 وما افرزه عبر الحكومات المتعاقبة على الصعيد الإجتماعي وسواه بما هو اشدّ وأحدّ .

تبتدئ نقطة البداية هنا بما يتعلّق بيوم الجمعة العراقي , حيثُ منذ جعل ” الويك اند ” او عطلة نهاية الإسبوع لكلا يومي ” الجمعة والسبت ” واضافة ساعة اخرى للدوام الرسمي تعقبه ساعةً ثانية للعودة منذ زمن ” السيطرات ” والتفتيش , فأمست ” الجمعة العراقية ” تحمل في ثنايها وطيّاتها بُعداً سيكولوجياً للكآبة تجتمع وتلتقي به العديد او معظم الشرائح الإجتماعية وبتبايناتٍ مختلفة , فإن يختلف البعض في الرأي حول هذه الكآبة , ويفنّدوها وينفوها نفياً قاطعاً , فنستشهد ببعضِ مشاهدٍ ليست اقلّها أنّ هذه ” الجمعة ” اضحت عطلةً رسميةً لعمّال النظافة ” الزبّالين ” ممّا يجعل المناطق والأحياء السكنية تكتضّ بالأوساخ والنفايات التي تفيض بها الشوارع والطُرقات وفي كلا جابيها الأيمن والأيسر , ولا يخلو الوسط من ذلك . وببعضٍ آخرٍ من هذا البعضِ من هذه المشاهد , فإنَّ الغالبية العظمة من ورشات و ” كراجات ” تصليح السيارات تقفل ابوابها بإحكام , حيث الراحة والإرتياح لأصحابها , وعدم الإرتياح للذين تتعرّض مركباتهم وعجلاتهم للأعطال والتوقّف وما يرتّبه ذلك من قلقٍ وحرج , مع الإلتفات أنّ السنوات الأولى للإحتلال شهدت إدخال اعدادٍ هائلة من السيارات الى البلاد وبما يفوق اعداد السيارات منذ تأسيس الدولة العراقية الى يوم 9 \ 4 \ 2003 , وكانت اعدادٌ هائلة منها من السيارات والمركبات المستعملة ومن مناشيءٍ ودولٍ مختلفة , وهذا أحد اسباب هذه الأشارة .

وكإمتدادٍ آخرٍ ” له بعض مبرّراته ” فإنّ اكثر من 90 % من الأسواق والمحال إنجرّتٍ لتغلق ابوابها ايضا , وانتقلت العدوى الى اعداد ما من المطاعم وسيّما ذات الوجبات السريعة والبطيئة , حتى غدت العاصمة ومعظم المحافظات وكأنها في عتمةٍ حالكةٍ تدنو الى شبه حالةٍ من منع التجوّل او التجوال .! جرّاء الجانبين السيكولوجي والسوسيولوجي الذاتي لدى عموم المواطنين .

وإذ لازلنا وما برحنا في ” خانة ” البعض فقط من هذه المشاهد الجمعوية .! , فلعلَّ ما يضاعف من المضاعفات الحيويّة لذلك , وسيّما في السنوات الأخيرة من الحكومات الأخيرة اللائي سبقت حكومة الكاظمي , هو قيام تلكم الحكومات بإغلاقِ عددٍ من الجسور بين كلا جانبي ” الكرخ والرصافة ” في محاولاتٍ شبه عابثة للتقليل من حدّة التظاهرات المنتفضة ضدّ تلكُنّ الحكومات , والتي تتوّجت مؤخّراّ بإضطرار الحكومة الحالية لإغلاق كلا جسري ” السنك والجمهورية ” ليوم امس , كتحسّبٍ وقائيٍ بالضد لمحاولات المعترضين – المتظاهرين لنتائج الإنتخابات , لإختراق المنطقة الخضراء والهجوم عليها واقتحامها لقلب نتائج الإنتخابات .!

ثُمَّ , < الجمعة العراقية > وخلافاً للدول العربية والإسلامية الأخرى , وخلافا ايضاً ” لسورة الجمعة ” في القرآن الكريم , فإنّ ما يُعكّر اجواء هذه – الجمعة – في الجانب العبادي , فهو تقاطع الأصوات المدوّية لخطباء وأئمّة المساجد المنتشرة , وبما يقود الى التشويش في الإصغاء , والى الذين منشغلين عن الإصغاء وبما يبرّر ذلك ..