هل الجدار سيقضم ترامب بعد ان انتقدَ الديموقراطيون خطابَه الاخير واعتَبروهُ مُضلِّلاً، ويفتقدُ للحقائق، واتهموهُ بأخذِ الشعبِ الأميركي رهينة.ومتى يدركه ترامب أن الهدف الذي يعتقد بأنه سيحققه سيكون ذات الهدف الذي سينسفه ويدخل حكومته في مشاكل داخلية وخارجية والاصرار الذي هو علية في بناء الجدار مع المكسيك لمنع الهجرة وعبور المواد المخدرة سوف لن يبقى عليه وليس من السهل تحقيقه ، ومن المعلوم “أن بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك الذي يمتد لمسافة 1600 كيلومتر بسبب تضاريس الحدود لمنع الهجرة الغير قانونية والمواد المخدرة و يذكر أن طول الحدود الأميركية المكسيكية يمتد بطول 3 آلاف و200 كيلومتر ” كان أحد وعود ترامب في حملته الانتخابية. وكان ترامب قد قال خلال اجتماع مع أنصاره، إن أجزاء من الجدار على الحدود مع المكسيك يجري بناؤها بالفعل. وفي أغسطس الماضي، قال الرئيس إنه تم تخصيص 3.5 مليار دولار لبناء الجدار، بينما تم طلب 5 مليار أخرى من الميزانية. وقد انتقدت رئيسةُ مجلسِ النواب نانسي بيلوسي ترامب ودعت الى اعادةِ تشغيلِ الحكومة، والتوقفِ عن أخذِ الشعبِ الأميركي رهينة، وقالتْ إنّ الرئيسَ يريدُ تضييعَ أموالِ الضرائب لبناءِ جدارٍ مُكْلِفٍ على الحدود. بدوره زعيمُ الأقلية الديموقراطية في مجلسِ الشيوخ “تشاك شومر” دعا ترامب الى الفصل بين تشغيلِ الحكومة والخلافِ حولَ كيفيةِ معالجةِ مشكلةِ الهجرة، وقالَ إنّ ترامب استخدمَ الخطابَ لبثِ الخوف في نفوسِ الشعب بدلاً من توحيدِ صفوفهِ
فاذا ما كان يعتقد أن هذه الخطوة سوف تدعّم سياسته فكل المحللين يعتقدون انه سوف يفشل في اكمال هذه الخطوة مادام الديمقراطيين وصلوا الى البرلمان واستلموا الامر، وتم تضيق الخناق على تنفيذ هذا القرار و الامور اصبحت مغايرة. ففي عالم تحول الى قرية دولية صغيرة لا يمكن معاداة الاصدقاء واستفزاز الحلفاء وهي لا محالة سوف يدفع بهم أكثر نحو خصوم المعتدي والمستفز ولان المواطن الامريكي سوف يدفع الثمن ولا يمكن للشعب الامريكي قبول بناء مثل هذا الجدار مع المكسيك وأثار أزمة مع الدولة الجارة، ودفعت هذه الخطوة ” رئيس المكسيك لإلغاء زيارته الرسمية إلى واشنطن ، والذي اكد إن بلاده لن تدفع أبدا تكلفة جدار حدودي يرغب نظيره الأميركي دونالد ترامب في تشييده لمنع المهاجرين غير الشرعيين من العبور إلى الولايات المتحدة” و حيث يعتقد اكثر ابناء الشعب الامريكي ان حاجز سوف يعزل امريكا عن جيرانه وبتكلفة باهضة وهو الذي سيثقل كاهله الميزانية وتقع على رقاب المواطن وأعباء العزلة السياسية وتبعات تضر بعلاقات واشنطن مع الدول المجاورة .كما ان خطوات ترامب الانعزالية في السياسة الأمريكية: التي يتبناها ومبدأ “أمريكا أولا” تمهد لانهيار كبير في السياسة الخارجية الأمريكية . ويعتقد ترامب من هذه السياسة انها ستقضي بتفعيل الموارد الكامنة. سواء كانت طبيعية، أو بشرية، أو تكنولوجية، وتضع الولايات المتحدة على رأس النظام الدولي، والتقليل من الانغماس في الصراعات الإقليمية، كما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وخاصة سورية وافغانستان لتقليل التكلفة .وتهديده بنشوب حروب تجارية بعد تبنيه سياسات احادية وطلاقه لسياسات العولمة التي أسهمت أمريكا بتأسيسها في العقود الماضية ، وهو ما أثار موجة عارمة من الانتقادات والمخاوف لدى دول العالم وبالأخص الصين ،وفي ظل وجود مشكلات داخلية عديدة تواجه الولايات المتحدة ، فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، ومشكلات الهجرة، والبطالة، ونزوح رؤوس الأموال للخارج، وانتشار أعمال العنف في العديد من المدن الأمريكية، نتيجة لاستخدام السلاح بكثافة ، فمن المتوقع أن يغلب التوجه الانعزالي على إدارة ترامب وحكومته كما ان التصريحات الجزاف التي يطلقها ترامب بين حين واخر وسرعان ما ينفي تلك التصريحات تضعف كيان الدولة ، وقد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” أن ترامب يطلق تصريحات علنية تناقض تصريحاته في السر، وذكرت تحليلات لخطابات ترامب أن 84% من كلام ترامب غير صحيح والقضية الاخرى تتعلق بالخصومات الواسعة التي خلقها الرئيس بينه وبين المؤسسات الأمريكية مثل وكالة الاستخبارات الأمريكية والمؤسسة الإعلامية ممثلة بالصحف الكبرى التي تسرب معلومات عن إدارته، فيما تعد القضية الاخطر حادثة ولاية فرجينيا العنصري، التي عرّضت ترامب لانتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين على السواء لعدم تنديده بالعنصرية بشكل مباشر.