23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

هل التمسك بالسنة وإظهار محبة علي ومولاته جزاءه القتل والتكفير !

هل التمسك بالسنة وإظهار محبة علي ومولاته جزاءه القتل والتكفير !

في زمن الغاب والوحشية وخلط الاوراق والمفاهيم وزمن العمي والصم والانجرار واللهث وراء السراب الذي لايغني ولايروي من ضمأ , لابد من قوة عاقلة وقدرات انسانية واعية تحتوي وتحاول التحكم بالامور للتحذير تارة من مهاوي السقوط والانحدار وتارة للنصيحة والارشاد والزام الحجة وتنوير بصائر وإحياء ضمائر ماتت من سقيها بماء عكر شائب , ولاشك ابدا ان لأنف الماسونية دخل ودور كبير في نتائج الظرف الراهن الآن من تصعيد مذهبي وطائفي وصراع وعراك وقتال وتكفير وثقافات تروج مزقت وحدة النسيج الاسلامي عموماً, بعد ان عجزت الماسونية علمياً ونظرياً التهوين من نظرية الاسلام ومعجزته الخالدة القران فعمدت واتخذت الجانبي السلوكي عند متطرفي ومتشددي المذاهب على حد سواء ,تطرف مبتني وقائم على مفاهيم خاطئة وافكار سقيمة ونظرة واحدة , ومن الوسائط والعوامل والمقدمات التي استغلت كبذرة وشعلة نشاط سلوكي متشدد ومتطرف هو الدس والتحريف والتاويل للمعاني والعناوين والمفاهيم يقف الى جنب ذلك الحكام والسلاطين الظالمين ومحاولاتهم المستمرة بالظهور امام الناس على انهم يمثلون الاسلام وخلفاء وقادة وان القران والسنة ركنهم الشديد والعروة الوثقى , فالتلاعب بدأ بالالفاظ ومفاهيمها وتخصيص عامها وسلخ الاخرى حتى كررت وذكرت ورسخت مرارا وتكرار عن قصد وعمد في الاعلام القديم والحاضر ليكون معناها منصرفا وبديها للجهة او المذهب الفلاني والغاية التسقيط والتشهيروالقدح والذم ومن جانب المدح والتمجيد, فمثلا لفظ (السنة ) و (السنة والجماعة ) او (اهل السنة ) وضعت ووظفت للتمييز عن (الشيعة ) او (التشيع) او (محبة علي ومولاته) وهكذا اخذت مفهومها عموما عند الاعم الاغلب هكذا تفهم عند الطرف الاخر من يحب علي ويواليه يخالف السنة ولايطيعها !, ومن يطيع السنة وعلى نهجها لايحب علي ولايواليه ؟! فأخذ الشيطان الماسوني يأُز من امام وخلف وعن يمين وعن شمال متطرفي ومتشددي وجهلة وسفلة مذهبي التشيع والتسنن , فهذا يسب وذاك يسب وهذا يكفر وذاك يكفر وهذا يقتل وذاك يقتل ,هذا بحجة عدم التشيع والمولاة لعلي عليه السلام, وذاك بحجة عدم اتباع السنة !! وتذكرت هنا كلام لكاتبة يهودية دعاها احد المسلمين للدخول بالاسلام , فقالت له, لابأس ساعلن عن اسلامي لكن مع منْ ؟ فإسلامكم قاتل ومقتول وفرق ومذاهب وكافر ومشرك ؟! وهي بالطبع نتائج مذهلة توصلت اليها الماسونية للحد من انتشار الاسلام ! والكلام الفصل ان معنى السنة هو السنة النبوية الشريفة درر وانوار وجواهر واحاديث سيد المرسلين والقنديل الاخضر لكل مسلم وقد عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية )) النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو المبيِّن للناس ما نزل إليهم وسنته تفسر الكتاب وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وفعله إذا خرج امتثالا لأمر أو تفسيرا لمجمل كان حكمه حكم ما امتثله وفسره ). [ مجموع الفتاوى ] لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ج 22 ـ ص 567((. فالسنة الشريفة ممتدة طولياً لا عرضياً مع مفهوم التشيع ولا في قباله ولا على خلافه , فمعنى الشيعة او التشيع هو الاتباع عيناً كمعنى (تشييع الجنازة) اتباعها, وهو مفهوم غير مختص بمن تبع الامام علي عليه السلام بل سبق ذلك القران (وَإنّ مِنْ شِيعَتِهِ لإَبْرَاهِيـمَ) , ومفهوم شيعة عثمان , ومفهوم شيعة معاوية ,وحسب الظاهر من شايع عثمان ومعاوية مثلا لايريد ان يقول انه يخالف السنة بل هو على نهجها وضمناً هم يقولون نحن نشايعه لانه يتبع السنة ! وكذا الكلام لمن شايع علياً عليه السلام ! ولنتابع ايضا ما يقوله ابن تيمية في منهاج السنة الجزء السادس (واما الخوارج فأولئك يكفرون عثمان وعليا ولم يكن لهم اختصاص بدم عثمان واما شيعة علي فكثير او اكثرهم يذم عثمان………..وكان من شيعة عثمان من يسب عليا ويجهر بذلك على المنابر…..الى ان يقول ….فكان المتمسك بالسنة يظهر محبة علي ومولاته ويحافظ على الصلاة في مواقيتها حتى روي ان عمر بن مرة وهو من خيار اهل الكوفة وشيخ الثوري وغيره بعد موته فقيل له مافعل الله بك فقال غفر لي بحب علي ابن ابي طالب ومحافظتي على الصلاة في مواقيتها ), وهذا الكلام يكشف ويستلزم منه نتائج على معيار التمسك بالسنة, فالخوارج يجحدون ويتنكرون ويخالفون السنة وهو عينه جحود للقران لانهم يكفرون علي وعثمان,وشيعة عثمان يجحدون ويخالفون السنة لانهم يسبون علي عليه السلام وليس في السنة شيء من ذلك! وكذا الكلام يشمل شيعة علي عليه السلام ممن يسب ويكفر الصحابة فليس في السنة شيء من ذلك ! والاهم هو ان اظهار محبة علي وولايته يساوي ويعني التمسك بالسنة ! وهنا السؤال لماذا يقتل ويكفر من يتمسك بهذه السنة ويظهر محبة علي ومولاته ؟ ومن هو القاتل وعلى سنة من ؟ وعلى دين من ؟ وينفذ افكار من ؟ ومطية من ! فهل التمسك بالسنة وإظهار محبة علي وولايته جزاءه القتل والتكفير ! وهل جزاء الاحسان الا الاحسان !

وقد اشار الى هذا الأمر وخطورة ما ترتب ويترتب عنه سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضرته العقائدية العشرون التي كشفت الكثير من الخبايا والخفايا التاريخية والسلوكية والخطر المحدق بامة الاسلام وأمان وأمن العباد معلقاً على اقوال شيخ الاسم ابن تيمية متسائلاً

(( نكرر السؤال يا شيخ فنقول لك : لماذا تكفرنا وتبيح دمائنا ونحن لم نفعل شيئا سوى اننا تمسكنا بالسنة التي هو اشار اليها من اظهار محبة علي (عليه السلام) ومولاته والتزامنا بالصلاة بأوقاتها قدر استطاعتنا وانت نفسك فسرت لنا معنى التمسك بالسنة حيث قلت (المتمسك بالسنة يظهر محبة علي وموالاته ويحافظ على

الصلاة في مواقيتها……. شهادة واضحة جليلة وحجة دامغة ملزمة من الشيخ ابن تيمية الى وللشيخ ابن تيمية واتباعه ، فها هو جناب الشيخ سماحة الشيخ يقر ويعترف ويسلم معنا: 1- انه بحب الإمام علي (عليه السلام) تغفر الذنوب 2-ان حب علي وسيلة إلى الله تعالى لغفران الذنوب 3- حب علي شفيع للمسلم عند الله لغفران الذنوب 4- ان الإنسان مهما بلغ من درجات الإيمان ومهما التزم بالسنة كالشيخ عمرو بن مرة وغيره وهو من خيار أهل الكوفة فهو مؤمن وانه يؤدي الصلاة في أوقاتها لكنه لا تقبل أعماله إلا بحب علي الا بموالاة علي (عليه السلام) . 5- ان السنة والتمسك بها لا يكتمل ولا يصح الا بمحبة علي وموالاته بل بإظهار محبة علي وموالاته كما ذكر الشيخ ابن تيمية )………… اذا كان هذا هو معتقدك فلماذا تكفرنا وتبيح دمائنا وتعتبرنا اخطر واضر من النواصب والخوارج ومن اليهود والنصارى وانت بنفسك قلت (فكان المتمسك بالسنة يظهر محبة علي وموالاته ويحافظ على الصلاة في مواقيتها ….