يقول ألشاعر{وأقسطوا في ألحالتين وأنصفوا فالشر في ألتضيق وألأطلاق}؛كفرتنا ألأحزاب ألعلمانية بمفهوم ألديمقراطية ؛حتى أصبحنا نشعر بالتيقئ عندما نسمع هذا ألمصطلح؛لأنه يذكرنا بألأحزاب ألفاشية كالبعثية وألقومية وألشيوعية ألتي حكمت ألبلاد ألعربية في خمسنيات ألقرن ألماضي ألى أيامنا هذه ؛لما قاموا به من أضطهاد وتكميم ألأفواه بحجة ألحفاظ على ألثورات بحيث أصبح ألناس يتمنون تحريرهم حتى عن طريق ألأحتلال ألأجنبي!!.لكن ظاهرة ألتطرف ألديني ألتي نعيشها في ألأعوام ألأخيرة جعلتنا نترحم على ألحكومات ألفاشية ؛لما تسببه من دمار وهلاك لامثيل له ويذكرنا بالتطهير ألعرقي وألديني ألذي حدث في اوروبا في ألقرون ألماضية.
ألذي يتابع وسائل ألأتصال ألحديثة ألمسموعة وألمرئية ؛يلاحظ نشوء مجاميع من ألشباب يجاهرون بتأسيس جمعيات وأحزاب ألحادية وتفتخر بذلك كما ظهر جليا أخيرا في مصروعدد من ألدول ألعربية ولكن بدرجة أقل وضوحا.هذه ألظاهرة يجب أن لاتمر مرور ألكرام بل يجب ألبحث عن جذورها وأسبابها وربما نجد أنهم محقون بذلك ؟!!.
1-علماء ألدين وأتباعهم يتحملون ألمسؤولية ألكبرى لهذه ألظاهر ؛فأدبياتهم ومواعظهم جعلت ألشباب يعزفون عن ألدين ؛فلم يقدموا لهم مايحل لهم مشاكلهم ألحياتية وألمعاشية ؛بل زادوا في ألطين بلة في تثقيف مجاميع من ألشباب ألمغلوب على أمرهم على ألعنف وألكراهية وأغرائهم بالجنة والحوريات ؛راح ضحية ذلك مئات ألألوف من ألأبرياء سنويا ألى جانب ألملايين ألذين يبحثون مأوى لهم لكي يعيشوا بأمن وسلام بعيدا عن هذا ألفكر ألتدميري ألأعمى.
2-ألتركيز على طقوس خالية من ألقيم ألروحية وهم يتسألون أذا كانت ألصلاة تنهى عن ألفحشاء والمنكر فلماذا لاتمنع هذا ألظلم وألتدمير ؛وأذا كان ألصيام يذكر ألناس بالفقراء وألجياع فلماذا أكثر من نصف سكان ألعالم ألعربي تحت خط ألفقر؛وأذا كانت ألزكاة تعني توزيع ألحقوق على ألمستحقين وأخذها من ألميسورين فلماذا 65% من ألسكان لايمتلكون سكن كبقية خلق ألله ؛عندما يقارنون أنفسهم بالدول ألعلمانية ألتي توفر لمواطنيها كل أسباب ألحياة ألكريمة من مأكل وملبس وضمان صحي ؛من حقهم أن يتسألوا لماذا لايتم ألأستجابة لحاجات ألناس ألحياتية بينما ألمسارعة في أزهاق أرواح ألناس وتدمير ممتلكاتهم ومستقبلهم.
3- أن تفريغ ألمنطقة ألعربية من طاقتها ألشبابية ألتي هي عماد ألبناء وألتطور وألقضاء على ألكفائات ألعلمية وألأكاديمية ؛لاتصب في مصلحة أحد يمتلك عقلا ناضجا ورؤية مستقبلية.أن أشغال ألناس بأفكار ديناصورية وغسل أدمغتهم بأمور لاتنفع أحد وألأصرار على فرضها بالتخويف وألوعيد تارة وبالوعود ألعسلية تارة أخرى؛تتناقض مع قيم ألسماء ؛وكما جاء في ألقران ألمجيد {وجادلهم بالتي هي أحسن }وقد أثبتت ألممارسة ألفعلية لهذه ألطقوس فشلها؛ ومردودها ألعكسي على عقول ألشباب لأنها تخلوا من ألمصداقية ؛كما جاء في ألآية{ لاخير في كثير من نجواهم ألا من أمر بصدقة أو معروف أو أصلاح بين ألناس ومن يفعل ذلك أبتغاء مرضات ألله فسوف نأتيه أجرا عظيما }وفي أية أخرى {ولاتجعل يدك مغلولة ألى عنقك ولاتبسطها كل ألبسط فتقعد ملوما محسورا}.
أن تحويل ألشباب ألى أكوام من ألرماد بفعل ألمفخخات وألأحزمة ألناسفة بواسطة فتاوي ألتكفير ؛وتحريضهم على كره مجتمعاتهم سيؤدي الى ردة فعل عكسية ؛لأنه مازاد عن حده أنقلب ألى ضده ؛وألنظرية ألفيزياوية ألتي تقول {لكل فعل رد فعل يساويه في ألمقدار ويعاكسه في ألأتجاه}وأخيرأ أنقل لكم هذه ألقصة ألتي رواها لي أحد ألمواطنين ألأنكليز ألذي كان يعمل في ألسعودية وألأردن ؛أنه بعد قضاء سنوات في ألعمل في هذين ألبلدين ؛وصلت ألى مرحلة أقرب ألى ألكفر بالدين ألذي أعتنقته في بريطانيا عن قناعة لما شاهدته وعايشته من تصرفات ألكثير من ألناس في معاملاتهم وسلوكياتهم مع بعضهم ألبعض ألأخر؛ من ظلم وأستغلال وجشع وحقد وكراهية وجميعهم يدعي ألألتزام بقواعد ألدين وتأدية ألفرائض؛ولكن أيماني أعادني ألى ألطريق ألصواب لأنني لم أعش في مثل هذه ألأوساط من قبل وألحمد لله.