الجزء الرابع
المتتبع معي في الأجزاء السابقة، أرجو منه التركيز في هذا الجزء، لأنه جزء مفصلي ومحوري هام، حيث ان تلك الأجزاء هي مقدمة له، فأذا أثبتنا ما هي(الجزيرة) المقصودة في أحاديث العلامات، أتضحت وكشفت لنا أمور عديدة من علامات الظهور.
قسّم الجغرافيون الجزر إلى ثلاثة أقسام:(قارية ـ نهرية ـ بركانية)، وعرفوها بأنها:( قطعة من اليابسة، تكون المياه محيطة بها من كل الاتجاهات، وقد تكون بحجم عدّة مترات مربّعة، وقد تصل أحياناً لمساحات كبيرة، ولكنّها ليست كبيرة الحجم ليطلق عليها اسم قارّة).
عرّف اللغويون الجزيرة بأنها:(قطعة من الأرض، تحيط بها المياه من جميع الجهات، وسمّيت بذلك لأنقطاعها عن معظم الأرض).
لاحظ هناك تطابق بين التعرفين، وينقل عن كعب إنه قال:(كأني أسمع خفق جعاب الترك بين الأغلة وبارق)، والأغلة تعني: الوديان، وبارق: المياه، وهي إشارة إلى الجزيرة، على ضوء التعريفين السابقين، فتأمل!.
مرفأ طرطوس: تابع لمحافظة طرطوس السورية التي تضم عدة نواحي، ويعتبر القاعدة الرئيسية للبحرية العربية السورية، له أهمية بسبب موقعه على البحر المتوسط الشرقي، يستقبل السفن من مختلف أنحاء دول الخليج، والمنطقة العربية، وقارة أوربا، والبحر الأسود، وله أهمية كبيرة للعراق خصوصاً، لنقل البضائع إليها من المتوسط.
جزيرة أرواد: ناحية من نواحي محافظة طرطوس، مساحتها 0.2 كم٢، وتقع على بعد 5 كم من شاطي طرطوس، وتعد عند الجغرافيين، من ضمن أهم وأشهر الجزر في العالم، تشاهد جزيرة أرواد من مدينة طرطوس،( كجوهرة فوق مياه البحر المتوسط)، بمبانيها التاريخية، وبقايا سورها الهرقلي الضخم، ومينائها الذي يغص بعشرات المراكب والقوارب التي تنقل الركاب من أرواد إلى طرطوس، وتاريخياً كانت مملكة فينيقية، وإلى اليوم تعرف بأسم( جزيرة أرواد)! رغم إن سكانها المحليون يسمونها( الزيرة).
عدد سكان جزيرة أرواد 10 الاف، ويوجد فيها مرفأ، يقع قبالة سواحل طرطوس، شمال غرب سوريا، وأهلها يشتهرون بصناعة السفن والقوارب، وصيد الأسماك، وينقلون البضائع القادمة، والسياح القادمون، من ميناء طرطوس إلى مرفأ أرواد، ثم إلى مركز مدينة طرطوس، بحيث لابد للقادمين من المرور بجزيرة أرواد.
القاعدة الروسية البحرية، تقع بجوار ميناء طرطوس، وأعيد تأهيلها 2008، بعد توقف دام سنوات، وأتفق الروس مع النظام السوري على توسعة الميناء، ليستقبل 60 سفينة، على أن يبدأ العمل به 2012، وقد سمعنا منذ أيام قليلة من وسائل الأعلام، عن وصول أسطول بحري روسي إلى الميناء، يضم أعداد كثيرة من قوات المشاة البحرية الروسية.
نزول الترك الجزيرة، المقصود بها جزيرة أرواد، ولا أعلم لماذا لم يذكرها المختصون بعلامات الظهور؟ مع أنها موافقة للمعنى اللغوي والأصطلاحي، (المنقطع معظمها عن الارض)و(تحيط بها المياه من جميع الجهات)، بالأضافة إلى وجود القاعدة الروسية، وأسطول المشاة البحري الروسي، وهذه الجزيرة شمال غرب سوريا، أسهل، وأسرع لدخول روسيا إلى سوريا، من تلك الجزيرة المشهورة عند الباحثين، شمال شرق سوريا.
قلنا: بالإمكان عملياً أن تكون الجزيرة السورية العراقية المشهورة، تدخلها القوات الروسية، لكني أرجح جزيرة أرواد، وهي أقرب للواقع منطقياً، وعسكرياً، وجغرافياً، لكن تبقى مسألة مهمة، ذكرتها كثير من الأحاديث، هي على أثر نزول الترك الجزيرة، سوف تكون أحداث خطيرة، منها:(هرج الروم) يعقبه( نزول الروم بالرملة)، وصراع الإرادات على المصالح بين روسيا وأمريكا، سيتحول إلى صراع عسكري، وسنتحدث في الجزء الخامس والأخير، عن الدوافع وراء التصعيد الروسي، وعزمها على دخول سوريا، بمشيئته تعالى.