الجزء الأول
في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، بتاريخ 29 يناير 2002، وصف به حكومات كل من: العراق، وأيران، وكوريا الشمالية، بمحور الشر، لدعمها للأرهاب، وسعيها لأمتلاك أسلحة دمار شامل، ومن هنا تبلورت فكرة الحرب على الارهاب، لدى البيت الأبيض.
في 6 مايو من عام 2002، أشار السفير الامريكي، لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، إلى بعض البلدان بعبارة ماوراء محور الشر، مشيرا إلى كل من: ليبيا، وسوريا، وكوبا.
كتبت بعض الصحف الأوربية، ورى بعض المحللين السياسيين أيضاً، إن خطة المحافظين الجدد المعلنة في أمريكا، هي تغيير النظام في سوريا، ومن ثم في أيران بعد العراق، غير ان الواقع العسكري ، وخسائر الجيش الامريكي في العراق، غير معالم الاستراتيجية الامريكية دون أن يلغيها.
من معالم تغيير هذه الاستيراتيجية هي: قضية المهاجرين إلى أوربا، بعد أن اوعزت إلى تركيا، بأفراغ المخيمات التركية من اللاجئين، وإغراق الدول الأوربية بهم لخلق ذريعة إنسانية، لدخول أمريكا إلى سوريا، وتحت عنوان( التدخل الإنساني)، وبالتالي إسقاط النظام السوري، الذي تبحث عنه أمريكا منذ عقد من الزمن، وهذا ما لا ترضاه روسيا، هذه القضية كانت حاسمة للروس، في إعلانهم دخول سوريا عسكرياً، ومقاتلة الأرهاب، حتى تحرج أمريكا، وتكشف حقيقتها في محاربة الأرهاب.
كما رأت الصحف الغربية في تحليلها، إن روسيا كانت وراء تراجع المستشارة الألمانية( أنجيلا ميركيل)، في غلق ألمالنية أبوابها بوجه المهاجرين، من حيث أن روسيا لها علاقة تنسيقية مع ألمانية في أوكرانيا.
تظافرت روايات آخر الزمان من طرق السنة والشيعة، في ذكر( نزول الترك الجزيرة)، وهذا ما سوف نتحدث عنه في مقالنا، وسأشير أجمالاً إلى بعض الشواهد والقرائن من الأحاديث، وأضعها بين قوسين، حيث ذهب كثير من المختصين في علامات ظهور المهدي عليه السلام، أمثال: الشيخ الكوراني، والشيخ الصغير، والسيد حيدر العذاري، وعبد الرزاق حميد، وغيرهم في تحليلاتهم إلى أن المراد من( الترك) هم أتراك تركيا، والمراد من( الجزيرة)، جزيرة الفراتين، الواقعة، بين محافظة الحسكة السورية، ومحافظة الموصل العراقية.
لكن لنا فهم آخر في الترك، والجزيرة، مخالف لهم، وهو أقرب للواقع، حيث أنهم قذف بهم الوهم بعيداً، عن فهم( نزول الترك الجزيرة) الواردة في الروايات.
سنتحدث في( الجزء الثاني) عن الترك، هل هم أتراك تركيا أم غيرهم؟ وعن الجزيرة، هل هي جزيرة الفراتين أم هناك جزيرة أخرى؟..