سؤال غريب ولا يحمل نفس الإجابة، كما يخيل للبعض ،لان تفسيره السطحي يقول ان التحالف الدولي يقف مع العراق ضد الدواعش،ولا يمكن ان يكون مع الدواعش،والا كيف يمكن فك الترابط بين التحالف الدولي ومكافحة الارهاب الذي يشكل الدواعش الوجه القبيح الابرز فيه خلال المرحلة الحالية ..اذا فالتحالف مع العراق،ولكن الحقيقة ربما تكون في وثيقة سرية مسربة لم يحن وقتها بعد،تقول ان التحالف الدولي ليس مع العراق ولا ضد داعش ،وانما مع مصالح الولايات المتحدة والدول المتحالفة ،حتى لو اظهر الامريكان مقدرة على تحشيد عشرات الدول ومحاربة داعش بطريقة صورية لا تكاد تترك اثارا حقيقية على الواقع.
وحتى نكون اقرب الى الواقعية في تقييم التحالف الدولي المشكل من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها ضد العصابات الارهابية التي يشكل الدواعش راس الرمح فيهم،نجد ان هذا التحالف منح فرصة كبيرة للدواعش لالتقاط الانفاس ،واعادة الانتشار والتحرك بحرية ،والتقدم في محاور كثيرة كان الدواعش قد اختفوا منها.
هذا التقييم السلبي للتحالف الدولي لمقاتلة داعش،ليس من صنع الخيال،بل هو حقيقة تجدها راسخة في الواقع الذي تشهده مناطق الصراع الدائرة في العراق وسوريا،بل ذهب البعض الى اكثر من ذلك عندما اتهموا الولايات المتحدة بالتعاون والتنسيق مع الدواعش،من خلال ادلة منطقية يسوقها المشككين،من قبيل عدم وجود تاثير للضربات الجوية على واقع المعركة،وامكانية تغيير بوصلتها لصالح العراق وسوريا،وايضا فان الضربات الجوية منحت الدواعش فرصة افضل لاعادة الانتشار والسيطرة على مناطق جديدة،والتقدم الى مواقع ستراتيجية ،وهذا لم يكن موجودا في الفترة التي سبقت التحالف الدولي ،ايضا المرحلة الحالية شهدت زيادة حركة وفاعلية التنظيم الاجرامي في ترتيب اوضاعه بشكل منظم اكثر،وهو عكس ما كان عليه قبل وجود التحالف الدولي،حيث شهدت حركة الدواعش اندحارا وانكسارا وتخبطا وتراجعا في كافة المحاور،بل ان ابناء الحشد الشعبي بمساندة القوة الجوية وطيران الجيش وابناء القوات المسلحة كانوا قاب قوسين او ادنى من تحرير الرمادي والتقدم نحو الموصل.
قد يقول البعض ان استراتيجية التحالف استراتيجية طويلة المدى،وتعتمد على وقف تدفق الارهابيين وتجفيف مصادر تمويلهم،وهذه الادعاءات ليست واقعية،لان التدخل الدولي عزز مواقف الدواعش،وساهم بزيادة تعاطف المجرمين والشواذ واقبلوا بالالاف على تركيا ودول عربية من اجل دعم الدواعش والمشاركة في المعركة ،واما الاموال فانها لازالت تتدفق وبشكل اكبر عما كانت عليه من قبل ،ومن دول مشاركة في التحالف كأمريكا والسعودية وقطر والامارات.
ان تاثير التحالف الدولي على داعش،لا يعدو عن كونه اعلاميا فقط حتى هذه اللحظة ،وهو سلبي جدا على العراق وعلى جيشه وشعبه وحشده الشعبي وقوته الجوية ،واذا ما استمر الوضع كما هو عليه فنحن على اعتاب مرحلة خطيرة جدا لا تنفع معها اي حلول.
ان الحل الافضل للوضع في العراق،هو دعمه استخباريا ،وتزويده بالسلاح المتطور،واجبار الدول الداعمة للارهاب من قبيل تركيا والسعودية وقطر على وقف دعمها ومنع وصول الدواعش الى العراق،عندها فقط سنكون على اعتاب انتصار حقيقي.