20 مايو، 2024 11:14 م
Search
Close this search box.

هل التحالف ( الاسلامي ) يزف طوفان جديد…؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

القران الكريم :      
منَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿١٤٠ النساء﴾صدق الله العلي العظيم
مرحلة تاريخية صعبة تعيشها منطقة الشرق الاوسط في ضوء سياسات متسارعة وتغييرات تحتاج الى الدقة الكافية لمتابعتها ، التحالفات الجديدة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة ، اولها اعادة هيكلة التحالفات السابقة والتبادل في تغيير الحلفاء القدماء بجدد وطبعاً هذه التغييرات قد تكون تم طبخ البعض منها في غرف استخباراتية للقوى الكبرى . وقد تكون اخرى مبالغ فيها من اجل محاولة فرض الارادات اوذر الرماد بالعيون لابعاد الشبهات عن صناعها  ، ولعلها تستهدف دول معينة ، او طائفياً بأمتياز، إن الإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد فى الأرض وإهلاك للحرث والنسل المحرم شرعاً يشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ ، ( بَلَى مَنْ آذَى مُسْلِمًا فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَى مُسْلِمًا فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ) لا سيما الحق في الحياة والحق في الأمن من الحقوق الاساسية للانسان الكريم ، ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها، ولا يمكن تبرير أعمال الإفساد والإرهاب بحال من الأحوال، ومن ثم ينبغى محاربتها بكافة الوسائل، والتعاضد في القضاء عليها لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى للقضاء عليه القران الكريم (﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾[سورة المائدة الآية 2]

 وهو ( يخل بنظام التعايش السلمي، والتزاماً بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي التى تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، تحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للأمة، والمواثيق الدولية الأخرى الرامية إلى القضاء على الإرهاب، وتأكيداً على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقاً لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً )، والذي عزز وجوده بعقول وأدمغة غاية في الخبث والشر، وبرؤوس أموال تبنت ودعمت ومولت، وبإعلام مشبوه بات له نجومه ودوله الذين يحاولون حشو أذهان الشباب بكمّ كبير من التجهيل والشحن الطائفي والمذهبي، الأمر الذي ضمن استمرار الحركات المتطرفة الإرهابية لوقت أطول، وقوّض من مكانة الدولة وهيبتها في أكثر من مكان.

اما التحالف المعلن من السعودية (تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب) يأتي بعد أيام من دعوة كيري لمواجهة برية لداعش وارسال قواتها لمحابته على الارض والذي جوبه بالرفض من قبل الشعب العراقي والذي قالت عنه صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن السعودية من خلال الإعلان عن حشد تحالف لمكافحة الإرهاب إنما تسعى إلى تحقيق مصالحها كما تحاول فاشلة إرضاء الولايات المتحدة التي لطالما اعلنت عن الدعم السعودي القطري للارهابيين في العراق وسوريا وهو أداة إضافية لإعلاء مصالح بلدان سنية معينة. هذا الحلف جاء على الأرجح لامتصاص الانتقادات الغربية التي كثيرا ما تتهم العالم بعض دول العالم الإسلامي ظلماً بالتقصير في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف او دعمها . وأن القوة المحركة لهذا التحالف ليست إلا منافسة إيران عوضا عن مكافحة الإرهاب. المحللون عبروا عن شكهم بالمبادرة السعودية، واعتبروا ان الهدف من تشكيل هذا الائتلاف هو مواجهة ايران والمجموعات الشيعية الموالية لها في الشرق الأوسط. استنادا الى ذلك قد يكون تشكيل هذا الائتلاف مشروعا لتعقيد مهمة موسكو في محاربة “داعش”.وحسب ما يرى الكاتب البريطاني برايان ويتاكر أن التحالف الذي دشنته السعوديه يستهدف إيران أكثر منه ” داعش ” أو غيره من التنظيمات الإرهابيه ، موضحاً أن غياب إيران والعراق وأفغانستان وسوريا عن مثل هذا التحالف ربما يُعد دليلاً دامغاً على ذلك .

ولاغبار عليه انها محاولة من الرياض لتوحيد الدول الإسلامية للوقوف بوجه إيران وسياستها في المنطقة”. و من الصعوبة اعتبار انشاء هذا الائتلاف امرا مريحا لموسكو، لأنه سيعقد تنفيذ مهامها في مكافحة “داعش” أي “انه موجه عمليا ضد ايران وضد روسيا اللتين تجمعهما علاقات متينة ويعملان بكل قوة لمحاربة القوى التكفيرية .

ولاشك فان ما اعلن عنه ولد ميتاً بكل ابعاده حيث ضم دول لم يكن لها العلم بتشكيله كما صرح به وزير الخارجية اللبناني ( لا من قريب ولا من بعيد، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أية مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجيا كما تفرضه الأصول، ولا داخليا كما يفرضه الدستور). أما فيما يخصّ التحالف الاسلامي ضد الارهاب، فإن انشاء تحالف لا يعني نجاحه. هناك 60 دولة من مختلف بلدان العالم في تحالف ضد داعش منذ أكثر من ١٦ شهراً،لم تقدم شيئاً ،  كما ان التحالف الاسلامي الجديد ابعد دولاً اخرى قد نالت مانالت واحتلت اراضيها من قبل الارهابيين وهي تحارب هذه الطغمة الفاسد وقدمت وتقدم الحيات والمال لمواجهته ، فبين قتل وتهجير وتشريد، وفقدان للحدود الدنيا للحياة، وحرمان ملايين الأطفال من التعليم، وانتهاك أعراض آلاف من الأسر.وهي صاحبة الشأن في ذلك مثل العراق وسورية واليمن وليبيا والجزائرالتي اكتوت بنارها لم تدعى للمشاركة فيه ولا علم لها بمضمونه ، ان توحيد الجهود في مكافحة التطرف يعتبر، ظاهرة ايجابية، ولكن قبل تقييمه من الضروري ان نتعرف على تفاصيل الاسلوب الذي سيتبع في محاربة التطرف وما المقصود بالارهاب الذي يعنيه هذا التحالف العجيب ، اين هو من تشكل القوة العربية العسكرية العربي الذي تبنته القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ..؟ واين هو من الارهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين …؟  واين من تطبيع العلاقات التركية – الصهيونية من مصالح الامة الاسلامية ..؟قوله تعالى : َلتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلَّذینَ آمَنُوا الْیهُودَ وَ الَّذینَ أَشْرَکُوا؛مائده/82

ودون اي شك انما جاء التحالف لضرب الحلول التي يحاول العالم وضعه لحل القضية السورية واليمنية والليبية  .قول الكريم الانفال الاية 30 وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (  .

الارهاب لايمكن ان تكون هناك مهادنة أو التفاف على حسابه أو إطلاق مسميات خجولة عليه، بل ينبغي أن تكون هناك جهود جادة لاقتلاعه من جذوره واستئصاله، ولا سيما أننا نرى نتائجه كارثية كل يوم على المستوى المعنوي والمادي تطيح بالمجتمعات العربية والاسلامية  . حاجة العالم الملحة إلى مكافحة الإرهاب لاتبنى على اساس حياكة المؤمرات الدولية والعرض الاعلامي للتحالفات التي تشكل بين ليلة وضحاها وانما بدراسة الاسباب التي أنعشت الإرهاب وأوصلته إلى هذه المرحلة من القوة والهيمنة ، أن طبيعة بعض الأنظمة العربية والإسلامية أسهمت إسهاماً كبيراً في نمو حركات التطرف والإرهاب، و من دون أدنى شك أن السياسات الطائفية الخاطئة  في المنطقة هي العامل الاساسي لهذا الطوفان الظالم ،

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨ المنافقون﴾

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب