19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

هل التحالف الاسلامي..هو البديل  الامثل لداعش…؟؟؟

هل التحالف الاسلامي..هو البديل  الامثل لداعش…؟؟؟

بعيدا عن التوقعات وابداء اراء غير موزونة يبدو لي ان تشكيل  جبهة عريضة تحمل اسم التحالف الاسلامي بإشراف سعودي مباشر ومشاركة دول قطر والخليج العربي وتركيا  ليست بالامر الهين ، في وقت وتنظيم دعش الارهابي يشهد ايامه الاخيرة في العراق والمنطقة عموماً ، بمعنى ان تنظيم داعش قد انتهى مفعوله ولم تعد الساحة تتحمل المزيد من خرابها ودمارها ، وانه ان الاوان بتبديله بهذا التحالف الاسلامي الكبير الذي لا يختلف من حيث المضمون عن الحركات الاسلامية المنتشرة في المنطقة ، بمعنى ان القائمين في السعودية وقطر وتركيا على تأسيسه وضعوا في الحسبان كيفية تجاوز الاخطاء التي رافقت تنظيم داعش الارهابي وكيف ابتلى شعوب المنطقة عموماً بهذا التنظيم وباعماله الوحشية التي تجاوزت كل الحدود ….ان التحالف الاسلامي الذي ولد بجرة قلم سعودي سوف لن يختلف عن تنظيم داعش مهما حاولوا رسمه بشكل مختلف ووضعوا له بنية مختلفة ، لان الدلائل كلها تشير ان هذا التحالف سيكون منظومة عسكرية متكاملة تنهض بواجباتها تجاه المكون السني  تحديداً على اكمل وجه ويتحمل تبعات الدفاع عنها بكل فوة امام اي اعتداء يتعرض لها المكون ، بمعنى ان هذا  التحالف انبثق من اجل هذا المكون ومحاولات تهميش دوره المرسوم في المنطقة الذي تعرض لها ابان فترة سقوط النظام في العراق وتعرضوا لأبشع حملات الابادة الجماعية في مناطق سكناهم ، وبسببها ولدت داعش كتنظيم قوي بمباركة ن دول السعودية وتركيا والخليج العربي لتكون حال لسان هذا المكون ، ولكن المستجدلت السياسية التي مرت بها المنطقة عموماً غيرت من معالم هذا التنظيم ووجوده بمعنى ان خفايا تنظيم داعش قد برزت الى الوجود وانه من غير الممكن الاستمرار بالاعتماد عليه في تيسير السياسات الدولية الخاصة بالمنطقة وهو بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة ، ومن اجل ذلك اتفقت مخابرات التركية والسعودية على تاسيس التحالف الاسلامي ليكون بديلا لتنظيم داعش في المنطقة ليكون باب الانتماء اليه ليس حكرا على دول الانفة الذكربل تمدد الى كافة الدول الاسلامية وبامكان كل دولة ان ينتمي اليها بمجرد موافقته على محاربة الارهاب …..وازاء هذا التطور الجديد كيف ينظر العراق اليه وهو البلد الوحيد الذي يحارب لوحده تنظيم داعش ، وهو لم يستشار بامر هذا التحالف السعودي القطري والتركي ..؟؟ العراق كبلد مبتلي بهذا التنطيم المعادي للقيم الانسانية لابد ان يعد عدته لمواجهة تداعيات الانتهاء من تنظيم داعش الذي بدأ مراسيم الانتهاء منه يظهر للعيان في الرمادي ، ويتهيأ الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة لما بعد عملية الانتهاء وتحرير الرمادي وما وجود قوات امريكية خاصة بالقرب من سير الاحداث في المنطقة الا دليلا قاطعا على ذلك ، لذلك ينبغي على العراق تدارك هذه الامور قبل وقوع اية مفاجئة تغيرمن الاستراتيجية التي يعتمدها هذا التحالف الجديد التي تعتمد اولاً على المكون الطائفي لتيسيرها في المنطقة  ، وهذا يعني ان العراق مطالب ان يهيء نفسه لما بعد الانتهاء من داعش بقدر ما كان استعداده لمحاربته بالنظر الى حجم التحالف والدول المشاركة فيه ، بمعنى ان العراق بنظامه السياسي الحالي مطالب ان لا يستهين بهذا التحالف الذي اوجده الظروف السياسية وصقلته السعودية وتركيا بما يخدم مصالحهم في المنطقة بعد ان دخلت ايران بكامل قوتها على كل الاتجاهات ، وهذا يعني ان ايران سوف لن يقف مكتوف الايدي امام تاسيس هذا التحالف  فهو مدرك تماماً لنوايا تركيا ومحاولاته للوقوف بوجه المد الشيعي القوي الذي انطلق من العراق ووجد ارضيته الخصبة لانتشار بعد سنين طويلة من التهميش والاقصاء على ايدي النظم الدكتاتورية الباغية التي حكمت العراق بالحديد والنار….وبذلك نعتقد ان الاجواء لن تكون سهلة امام هذا التحالف وايران بالمفابل تضع  كل الاحتمالات امام طاولة بحثه المستمر لاحتواء كل التداعيات التي تفرزها الواقع ، بمعنى ان ايران سيعمل باتجاه تقوية البيت الشيعي رغم كل الخلافات الموجودة في داخل هذا البيت حول دور ايران في المنطقة ، بمعنى ان التحالف سيواجه نداً قويا والصراع سيأخذ وجهاً اخراً وغير تقليدي سيغير من معالم المنطقة لم تكن بالحسبان ، ولحين ما تفرزه الواقع شيئا اخر سيكون لنا حديث أخر….