25 مايو، 2024 2:23 ص
Search
Close this search box.

هل البعض سُـذّجاً إلى هذه الدرجة ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست هنا بصدد استنكار ما جرى من تفجيرات اجرامية ضربت العاصمة بغداد من راسها الى اخمص قدمها يوم امس، لان المسوولين لا يعنيهم الاستنكار والشجب من عدمه، ما داموا هم وعوائلهم بخير. ولست هنا بصدد ذكر الاسباب، لاننا وغيرنا ذكرنا الاسباب في اكثر من مورد ولا من مجيب او ملتفت، ومادام البعث وازلامه يديرون الملف الامني فلتذهب الاسباب الى حيث. ولست هنا ايضا لغرض تحديد طرق المعالجة والتصحيح، لان كبير الدولة لا يقبل النصيحة من اي فرد، الا من يواليهم بالتبعية. ولكن ما اوقفني مندهشا كما اوقف غيري من الاخوة الاخرين هو الاستهتار الواضح والكبير المتعمد تجاه ارواح الناس الابرياء الذين يسقطون شهداء وجرحى على هذه الارض المعطاء كل يوم. بحيث وصل هذا الاستهتار والاستخفاف الى التعتيم على عدد الشهداء والجرحى الذين تنالهم يد الارهاب والاجرام. فالاعلام الحكومي ورجالات الامن المعنيين بالملف الاعلامي وباوامر لا ندري تصدر من اين، يخرجون الى الملا ليخبرونهم يوم امس ان عدد الضحايا هم اربعة فقط؟!!!. وهذا الناطق الامني وتلك الفضائية الماجورة لا اظنهم قد غاب عنهم ان عدد السيارات المفخخة كانت ثلاثة عشر سيارة بالقليل. ولا اعتقد انهم نسوا ان اغلب السيارات التي انفجرت كانت مركونة في مناطق ماهولة بالسكان. ومن المستحيل انهم قد غفلوا على ان المجرمين بافعالهم هذه يريدون ازهاق ارواح اكبر عدد ممكن من الناس، لذا يضعون سياراتهم وعبواتهم في اماكن تجمعات المواطنين. فلماذا يا ترى يكذبون على الناس ويبخسون حق ذكر ضحاياهم؟. ساتنزل جدلا واقول ان كل سيارة قتلت فردا واحدا فقط، فبالنتيجة سيكون المجموع هو ثلاثة عشر شهيدا، وليس اربعة شهداء كما صرحوا وذكروا. نعم اعترف ان البعض من السذج رضي بكل تبرير، وكل اكذوبة، وكل مسرحية، تصدر من الحكومة للتغطية على اخطائها وفشلها، وهم مع كل ما يجري من احداث مريرة لا يسمحون لاي احد بالتكلم ضدها وانتقادها، لان ذلك اما حراما، او ان مطلقي الانتقادات من اعوان البعث والتكفير، او ان المنتقد يعمل لصالح قطر والسعودية وتركيا. سنعطيكم العذر، ونردد معكم سمفونيتكم المعتادة الخالية من كل ذوق، ولكن اقول لكم انه من المعيب عليكم وعلى كل المزمرين واللاهثين خلف مصالحهم ان يصل الحال بكم الى ما وصلتم اليوم عليه، بحيث اصبحتم عنوانا للاستخفاف واداة للسخرية، بعد ان زهد الانتفاعيون والسلطويون من قبل بارواحكم. فاعتبروا يا اولي الالباب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب