17 نوفمبر، 2024 6:34 م
Search
Close this search box.

هل البدلة الزيتوني تكفي دليل ادانة أم انعدام الكهرباء هو الدليل ؟

هل البدلة الزيتوني تكفي دليل ادانة أم انعدام الكهرباء هو الدليل ؟

لقد اخذت  خلال هذه الايام العديد من المواقع تنشر صور بعض  النواب من اعضاء البرلمان وهم يرتدون البدلة الزيتوني في عهد صدام .. اشارة بانهم كانوا بعثييون ومن فرق الجيش الشعبي او منتسبون لحزب البعث المنحل .. وكأن الامر اعجوبة او امر مستغرب وفات اصحاب المواقع الاكترونية الى ان معظم السياسيين المتوا جدين على الساحة والعديد من العسكريين هم  من البعثيين باعتراف السيد رئيس الوزراء … والعديد منهم كان يرتدي البدلة الزيتوني ايام حكم البعث… بل أن البعض مما يشغل العديد من المناصب المهمة في الدولة في الوقت الحاضر كان بعثيا وفي قيادات ذلك الحزب …بل لقد ارتداه المحامون والاطباء والمعلمون والاعلامييون وكل فصائل المجتمع والحرف  فقد كان سمة فخار ومباهاه وعلو ورفعة… بل لقد اطاح الزيتوني حتى بالعكل والعمائم في بعض الاحيان وحل محلها  .. فقد كان بحق وحقيق زمن الزيتوني والان يتبرأ منه الكل .. فلكل زمان زيتونه وجلبابه … فقد كان امر طبيعي ولا غبار عليه وليس امر مستهجن كما يحاول ان يصوره بعض الخبثاء والمتصيدين في الماء العكر والكثير منهم كانوا يرتدوه .. اما قانون اجتثاث البعث فهذا امر اخر يطول شرحه ولا علاقة له في موضوع المقال فالدخول في معمعته نفق عميق  .. فمعظم هؤلاء الساسة  كانوا قد لبسوا الزيتوني لمصلحة ذاتية او منفعة شخصية او خوفا وتجنبا من الملاحقة وحماية لانفسهم وعوائهم اضطرتهم للبس ذلك اللباس الذي اضحى سمة ذلك العصر …وهو امر لا يجب ان يحدث كل هذه الزوابع ..فالشاعر يقول
                  إذا شئت أن تحيا سليما من الاذى         وحظك موفور وعرضك صين
                  لسانك لا تذكر به عورة  امريء        فكلك   عورات   وللناس   السن 
 وهو ليس امر فريد من نوعه فقد غير العديد من اصحاب المباديء  والتوجهات توجهاتهم عدة مرات فكثيرا ما غير الشيوعيون معتقداتهم الاممية البلشفية وانقلبوا كي يؤمنوا بالمباديء القومية الشوفينية أو اتجهوا الى التدين والارتباط بالتيارات الدينية … فقد يكونوا قد انتسبوا   للبلشفية لا ايمانا بها بل لكي تكون معبرا لتحقيق اهداف اخرى قد تكون في حقيقتها معاكسة للمباديء البولشفية الماركسية ولكن المرحلة اقتضت ايمانهم  بها فحالما تغيرت الضروف تغيروا معها فتركوا الماركسية وتمسكوا بالفكر القومي الشوفيني أو التزموا ابواب المساجد … وهو ما جرى للالاف المؤلفة من العراقيين على مدى نصف قرن من الزمان .. فمحاولة البعض  الصاق  صبغة الزيتوني  ببعض السياسيين الشيعة.. ردا على اتهام الشيعة بان اصحاب الزيتوني هم من السنة على اعتبار ان حزب البعث كان حزبا سنيا فهو امر غير صحيح .. وان مجرد اكتشاف سياسي شيعي كان بعثيا وصور لابسا الزيتوني  والتشهير به  ونشر صورته بلباس الزيتوني وكأن الامر دليل اتهام و تشهير في وجه الشيعة فهو عمل ساذج ويدل على جهل مطبق بحقيقة الامور .. فحزب البعث بحقيقته حزبا علمانيا ولو أن مؤسسيه في العراق جماعة من الشيعة كان على رأسهم الدكتور   سعدون حمادي  الذي اسسه في لبنان واصدر الصحيفة البعثية (( العروة )) التي لا زلت احتفظ بنسخة منها حتى الان … وشكل اول خلية له في كربلاء والنجف وهذه حقيقة قد يجهلها الكثيرون حيث سلم قيادة الحزب بعد ذلك بسبب سفره لنيل شهادة  الدكتوراه  الى شيعي اخر هو فؤاد الركابي الذي اصبح سكرتيرا عاما له وتولى منصبا وزاريا كوزير بعثي  في عهد عبد الكريم قاسم على هذا الاساس  ولكن لايمكن أن نصفه بأنه حزب شيعي  .. لان معظم المنتمين الاوائل في هذا الحزب هم من الشيعة .. . فقد انظم  اليه بعدئذ الاف من السنة والمسيحيين والاكراد ومن كل الطوائف  ولا اريد أن اتوسع اكثر  فاكشف اوراقا خطيرة عن مسيرة هذا الحزب فهو حزب علماني لاعلاقة له بالدين فلا يجب ان نتهم المنتمين الى هذا الحزب على اساس المذاهب الطائفية .. وعليه فمحاولة التشهير بالنائب العراقي بنشر صورته با للبا س الزيتوني فهو ما فعله الكثيرون غيره مما يتبوأؤن المناصب في الوقت الحاضر من السنة فهو امر عادي لا يثير الغرابة في هذا الزمن .. فالعديد من الشباب الطموحين يريدون ان يصلوا الى المنصب  عن أي طريق ومن خلال  أي مبدأ قد يحققون فيه طموحهم وأمالهم….. الم يغيرالشاعر الشيوعي الكبير  المناضل مبدأه الاممي الى الفكر القومي وانتسب الى حزب البعث وكذلك فعل شاعر اخرلا يقل شهرة  وأخر كان شيوعيا فانقلب الى عالم ديني ونبذ الحزب .. وكثيرون لا اريد كشف اوراقهم في الوقت الحاضر فالعديد منهم قد اضحوا رموزا كبيرة يحترمهم الالاف من الناس فلا يجوز  ان اشوه صورهم فلم يعد هناك فائدة من الاعلان والنشر … فكثير من رجالات التاريخ الذين نكن لهم كل الاحترام وهم كانوا مجرد خونة وعملاء وقتلة ومجرمين  ..خدعوا الناس بمظاهرهم واقوالهم  فالتفت حولهم … فلا فائدة  من غسيل الملابس الا يكفي غسيل الاموال  فالنتجنب نبش القبور .. فالتشهير عن طريق الزي الزيتوني او ان هذا الزعيم كان يعمل خياطا او نجارا فيما مضى  ثم اضحى زعيم امة .. فقد ذكرت سابقا  بان رئيس البرازيل الذي اوصل البرازيل الى هذه العظمة كان زبالا فتقلد حكم البلاد بانتخاب عام واثبت جدارة منقطعة النظير…. فالبحث عن الصغائر واستغلالها للتشهير بالناس   اسلوب غير مجدي فعلينا أن نبحث عن افعال الناس بما يقدمونه من خدمات لابناء وطنهم ونقيمهم على هذا الاساس  فهو المهم فليس المهم ما كان يلبسه الشخص إن كان زيتوني اواخضر او احمر   بل نسأل هل اجرم وقتل فإن ثبت ذلك فالنحاكمه… ولا نحاسبه على انتهازيته بلبس الزيتوني  بل بما يقدمه لبلده من نفع  او ما يسيء لها فهذا هو التقييم السليم والنسأل عن الكهرباء الذي تخلف عن توريده السياسييون فهم يعلمون بان اهم واخطر شيء هو الكهرباء ف‘ذا توفر  ترقت الامة وإذا انعدم فلا حياة لتلك الامة ولكن الشعب جاهل وغافل ونائم ويلاحق الناس على ما يرتدون وليس على افعالهم… يل طالبوهم بما انتم بحاجة ماسة اليه فهناك اكثر من ثلاثين الف معمل متوقف بسبب انعدام الكهرباء فهنا تتضح الوطنية من الخيانة فحاسبوهم على عدم نصب المولدات خلال عشرة سنوات وهي لا تحتاج إلا الى ستة اشهر فقط فلا تبقون مغفلون ياعراقيين والى متى تضحك عليكم الاسياد التي تريد ان تبقيكم متخلفين دون كهرباء ؟؟؟؟ واتركوا الناس تلبس ما تشاء  …!!!

أحدث المقالات